تصريحات ماكرون لـ”الجزيرة” بداية التّراجع والنّزول عن شجرة الأزَمة العالية
ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش"
أخر الأخبار

تصريحات ماكرون لـ”الجزيرة” بداية التّراجع والنّزول عن شجرة الأزَمة العالية

المغرب اليوم -

تصريحات ماكرون لـ”الجزيرة” بداية التّراجع والنّزول عن شجرة الأزَمة العالية

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

أن يظهر إيمانويل ماكرون على شاشة “الجزيرة” ويُؤكّد “أنّه يتفهّم مشاعر المُسلمين إزاء الرّسوم الكاريكاتوريّة المُسيئة للرسول محمد “صلى الله عليه وسلم”، ويُبرّر مَواقفه المُدافعة بشَراسةٍ عن هذه الرّسوم بقوله “إنّ ردود الفِعل كان مصدرها أكاذيب وتحريف لكلامه ليظهر بأنّه مُؤيّد لهذه الرّسوم” فإنّ هذا يُشَكِّل تراجعًا من قبله، ومُحاولةً للنّزول عن الشّجرة، وانتصارًا لحملة المُقاطعة للبضائع الفرنسيّة التي سادت مُعظم أنحاء العالم الإسلامي، ولكنّه “تَراجُعٌ” لا يكفي، ويجب على الرئيس الفرنسي أن يعتذر بكُلّ وضوحٍ لحواليّ مِلياريّ مُسلم على الضّرر المعنوي الكبير الذي ألحقه بهم، ففي هذا الاعتِذار مصلحة فرنسيّة قبل أن يكون مصلحة إسلاميّة، خاصّةً أنّ هذا الضّرر قد وقع، والجُرح الذي نجم عنه ما زال عميقًا.

القائد الذّكي يجب أن يتصرّف بأعلى درجات المسؤوليّة، أن يقيس كلماته، ومواقفه، بمِيزانٍ من الذّهب، وأن يبتعد عن كُل ما يُمكن أن يُعرّض أمن بلاده واستِقرارها للحظر، ولكنّ الرئيس ماكرون تصرّف للأسف بطَريقةٍ أقرب إلى عقليّة بلطجيّة الحَواري، وزُعماء عِصابات “المافيا”، ومُحرّضي الحُروب الصليبيّة، وليس كرئيسِ دولة من المُفترض أنّها دولة حضاريّة تتباهى بإرثِها التّنويري وتُواجه انتشارًا غير مسبوق لوباء الكورونا وصل إلى مُعدّلاتٍ قياسيّةٍ (أكثر من 50 ألف حالة إصابة يَوميًّا)، ممّا أدّى إلى إغلاق البِلاد، وبداية انهِيارٍ مُؤكَّدٍ للاقتِصاد الفرنسي.

***
كان على الرئيس ماكرون أن يتّعظ من إدارة التّعليم في جارته الأقرب بلجيكا التي طردت مُدرِّسًا عرض أحد الصّور المُسيئة للرّسول التي نشرتها مجلة “الفِتنة” شارلي إيبدو على تلاميذه الصّغار (أعمارهم من 10 إلى 11 عامًا)، أو من رئيس وزراء كندا جاستين ترودو الذي سارع بالرّد عليه، والتّأكيد “أن حريّة التّعبير ليست بلا حُدود.. ومن واجِبنا كغربيين أن نتصرّف باحترامٍ تُجاه الآخرين، وأن نسعى إلى عدم جرح مشاعرهم”، ولكنّ الرئيس ماكرون الذي أعماه جشعه إلى السّلطة، تصرّف بغطرسةٍ استعماريّةٍ سترتد دمارًا عليه وعلى اقتِصاد بلاده، ومكانتها الدوليّة.

وإذا كان الخير قد يأتي من باطِن الشّر، فإنّ الجانب الإيجابي لتصريحات ماكرون الاستفزازيّة هذه توحيدها لشُعوب العالم الإسلامي (حواليّ مِلياري مُسلم) في جبهةٍ واحدةٍ هبّوا جميعًا في الدّفاع عن عقيدتهم ورسولهم، وذابت في هذه الهبّة كُل التّقسيمات الطائفيّة الزّائفة والتّقسيمات بين شُعوب مُتطرّفة وأُخرى مُعتدلة، فربّما ينطبق هذا التّوصيف على الأنظمة والحُكومات، ولكنّه قطعًا لا ينطبق على الشّعوب عندما يتعلّق الأمر بالرّموز المُقدّسة وثوابت العقيدة والمَس برسول الرّحمة والإنسانيّة.

ولعلّ موقف الشّعب الكويتي المُشرّف الذي رفع لِواء المُقاطعة للبضائع الفرنسيّة مُنذ اللّحظة الأُولى، وكان رائدًا وقُدوةً للجميع، يُجَسِّد رسالةً واضحةً المعالم، ليس للرئيس ماكرون فقط، وإنّما لكُلّ الزّعماء الغربيين الذين ولغوا في التّآمر على العرب والمُسلمين، وبهدف زعزعة استِقرارهم وأمنهم، ودعم أعدائهم، فالعِبرَة ليست في الحجم ولا في العدد السكّاني، وإنّما بإرادة الفِعل، فهذه الهبّة الكويتيّة أدّت إلى “تجميد” تبادل تجاريّ بين البلدين (الكويت وفرنسا) يصل إلى 21 مِليار دولار سنويًّا، وإذا وسّعنا الدّائرة أكثر فإنّ الضّرر قد يمتدّ إلى 300 مِليار دولار حجم الاستِثمارات الخليجيّة وحدها في فرنسا.

نطرح هذه الأرقام لأنّنا نعرف أنّ أكثر ما يُقلِق الدول الرأسماليّة الغربيّة ويُؤلمها، هو توجيه الضّربات إلى جُيوبها، لأنُها الأكثر إيلامًا وتأثيرًا، وربُما لهذا السّبب بدأ الرئيس ماكرون مسيرة التّراجع بتصريحاته المَذكورة آنفًا، في مُحاولةٍ يائسةٍ لتَطويق الأزَمة، وتقليص الأضرار.

إنّنا لا نَستبعِد في هذه العُجالة النظريّة الرّائجة هذه الأيّام التي تقول بأنّ مُنفّذ عمليّة كنيسة نوتردام في نيس جرى تجنيده، أو غسل دماغه، من قبل أحد أجهزة المُخابرات الغربيّة، وربّما الفرنسيّة، للإقدام على هذا العمل الإرهابي، فمُعظم الجماعات الإرهابيّة التي تتكاثر في أكثر من قُطرٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ وُلِدَت في الحاضِنات الاستِخباريّة الغربيّة، ورسائل هيلاري كلينتون الإلكترونيّة التي جرى الإفراج عنها أخيرًا تُؤكّد هذه الحقيقة.
***

خِتامًا نقول إنّ ماكرون ارتكب خطيئةً كُبرى في حقّ الإسلام والمُسلمين، وأحدث بعُنصريّته، وقصر نظر سِياساته، شرخًا كبيرًا في العُلاقات بين بِلاده والعالم الإسلامي، سيحتاج الأمر إلى سنواتٍ لتجسيره، والخطوة الأولى والأهم في هذا الإطار هي الاعتِذار الصّريح دُون مُواربةٍ.. فهل يفعلها ماكرون وسريعًا؟ اللُه أعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريحات ماكرون لـ”الجزيرة” بداية التّراجع والنّزول عن شجرة الأزَمة العالية تصريحات ماكرون لـ”الجزيرة” بداية التّراجع والنّزول عن شجرة الأزَمة العالية



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 17:46 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات
المغرب اليوم - مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات

GMT 07:17 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين

GMT 14:12 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

لبنى عسل تطل عبر قناة on live ببرنامج جديد

GMT 15:10 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

اختاري وجهة سفر مميزة تناسب شهر العسل

GMT 18:58 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف تدهورالغابات المطيرة حول العالم

GMT 05:44 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سامسونج تطلق جهازها اللوحي "Galaxy Book 2"

GMT 15:17 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة عدد السياح حول العالم بنسبة 6 % في الربع الأول من 2018

GMT 14:02 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

العثور على ريشة طير نادر جدا في استراليا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib