ماذا يعني وضع الأسد وزوجته على قائمة العُقوبات الأمريكيّة في اليوم الأوّل لتطبيق “قانون قيصر”
ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش"
أخر الأخبار

ماذا يعني وضع الأسد وزوجته على قائمة العُقوبات الأمريكيّة في اليوم الأوّل لتطبيق “قانون قيصر”؟

المغرب اليوم -

ماذا يعني وضع الأسد وزوجته على قائمة العُقوبات الأمريكيّة في اليوم الأوّل لتطبيق “قانون قيصر”

بقلم - عبد الباري عطوان

دشّنت الولايات المتحدة الأمريكيّة مرحلةَ تطبيقها لقانون قيصر في سورية اليوم بفرض عُقوبات على 39 شخصًا على رأسهم الرئيس بشار الأسد وزوجته السيّدة أسماء الأخرس، وهدّد مايك بومبيو، وزير الخارجيّة، بأن عُقوبات أُخرى أشدُّ قسوةً في الطّريق، ربّما تشمل المصرف المركزي السوري وكِيانات وشخصيّات أخرى.

المُحاججة لإثبات عدم شرعيّة هذا القانون، وإظهار الأدلّة بأنّ الشّعب السّوري الذي تعيش الغالبيّة السّاحقة مِنه تحت خط الفقر هي الأكثر تَضرُّرًا، لا تُفيد أيضًا، مثلما لم تُفِد في السّابق، وقبل ثلاثين عامًا عِندما جرى فرض عُقوبات مُماثلة على الشّعب العِراقي، أدّت إلى الغزو والاحتِلال واستِشهاد أكثر من مِليونين من أبنائه وأطفاله.

الإدارة الأمريكيّة تَفرِض مِثل هذه العُقوبات لإذلال الشّعوب، ومُضاعفة مُعاناتها، على أمل أن تثور ضدّ أنظمة الحُكم المُستهدفة، وإسقاطها بالتّالي، ولكن هذه النظريّة ثَبُت فشلها في كُل الأماكن والبُلدان التي جرى تطبيقها فيها، ويحضرنا هُنا مثَلان، الأوّل العِراق، والثّاني، قِطاع غزّة، فالجُوع لم يدفع الشّعب العِراقي للثّورة ضدّ نظام الرئيس العِراقي الراحل صدام حسين، بل ضدّ الاحتِلال الأمريكي لاحقًا، أمّا في قِطاع غزّة فأعطَت عمليّة التّجويع التي وصلت إلى درجة إحصاء الوحَدات الحراريّة، إلى نتائجٍ عكسيّةٍ أبرزها زيادة قوّة المُقاومة وتصاعدها، وتطوير قُدراتها الردعيّة بِما يُؤدِّي إلى ضرب مُدنٍ وأهدافٍ اقتصاديّةٍ وشلّ الحياة اليوميّة في قلب الأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة.
***
لا نعرف ما هي خُطط السّلطات السوريّة لمُواجهة هذا القانون، وتقليص أخطاره، إن لم يَكُن منعها، ولكنّنا إذا استخدمنا “القِياس” وهو المِعيار الذي استخدمه أجدادنا العرب بفاعليّةٍ عاليةٍ، فإنّ ما ورَد في خِطاب السيّد حسن نصر الله، أمين عام “حزب الله” يتضمّن الكثير من المُؤشّرات، والرؤى، في هذا الميدان.
هذا الخِطاب الذي أدلى به السيّد نصر الله مساء أمس الثلاثاء كان في تقديرنا، وبِلا مُبالغة، الأخطر، والأكثر أهميّةً، ليسَ لأنّه انطوى على لهجةٍ “هُجوميّةٍ” غابت عن مُعظم الخِطابات السّابقة، خاصّةً الشّق الأخير منه المُتعلِّق بقانون قيصر، وسِلاح المُقاومة، وإنّما أيضًا لأنّه كشَف عن “الخطّة ب” التي يُمكِن أن تتضمّن ردودًا على هذا القانون الذي لا يَستهدِف سورية فقط، وإنّما لبنان أيضًا.
السيّد نصر الله قال بالحرف الواحد “المُراهِنون على جوعنا نقول لهم لن نجوع، ولن نسمح أن يجوع لبنان، ولن نستسلم للأمريكيين، ولن نخضع لهم تحت ضغط التّجويع، ومن ينتظر تأليب بيئة المُقاومة عليها سيفشل وعليه أن ييأس”، وأضاف وهُنا المُهم “إذا أرادوا أن يُوصِلوننا إلى مُعادلة الخُبز مُقابل سِلاح المُقاومة، سيكون لنا مُعادلة لن نكشف عنها الآن”، وأوضح أكثر “مَن سيضعنا بين خِيار القتل بالسّلاح أو الجُوع سيبقى سِلاحنا في أيدينا ونحنُ سنقتله”.
هُناك عدّة نُقاط يُمكن استِخلاصها من بين سُطور ما تقدّم، وحالة الغضب التي ارتسَمت على وجه السيّد نصر الله وتُوحِي بالكثير بالنّسبة إلينا، نحنُ الذين تابعنا مُعظم خِطابات السيّد، إن لم يَكُن كلّها:
أوّلًا: وجود خطّة ردّ مُتكاملة لدى السيّد نصر الله على عمليّات التّجويع هذه للمُواطنين السّوريين واللّبنانيين تضع الدبلوماسيّة جانبًا، وتعود إلى نهج المُقاومة الذي أدّى إلى تحرير جنوب لبنان من الاحتِلال الإسرائيلي، وهذا ربّما ما قصده عندما قال “لنا مُعادلة لن نَكشِف عنها الآن”.
ثانيًا: من غير المُستَبعد توسيع دائرة الرّد الانتِقامي وضرب أهداف أمريكيّة وإسرائيليّة خارج الحُدود اللبنانيّة والإسرائيليّة، وربّما في أوروبا، وأجزاء أُخرى في العالم، فإذا كانت العُقوبة هي الوضع على قوائم الإرهاب، فإنّ حزب الله والنّظام السّوري يتربّعان على هذه القوائم حاليًّا، مثلما كشَفت لنا أحد المصادر اللبنانيّة المُقرّبة.
ثالثًا: انتقال محور المُقاومة وأذرعه من الدّفاع إلى الهُجوم، واعتماد استراتيجيّة “الفوضى البنّاءة” في المِنطَقة بأسرها، فطالما، أنّ سِياسَة ضبط النّفس، والجُنوح للسّلم، والحِفاظ على الأمن والاستِقرار، في لبنان خاصّةً، ستُؤدِّي إلى التّجويع من أجل التّركيع، فإنّ هذا الخِيار موضع دراسة مُعمّقة حاليًّا، ولن يكون مُفاجئًا إذا ما تقدّم على جميع الخِيارات الأُخرى.
رابعًا: عندما يُؤكِّد السيّد نصر الله أنّ الذين وقفوا مع سورية في جبَهات القِتال طِوال السّنوات التّسع الماضية لن يسمحوا بسُقوطها بسِلاح العُقوبات، ولن يتخلّوا عنها، فهذا يعني أنّ الرّد على قانون قيصر سيكون جماعيًّا، وليس فرديًّا، أيّ أنّه لن يكون مِن مهام السّلطات السوريّة فقط.
***
ما نُريد أن نستخلصه من هذه النّقاط الأربع وغيرها أن السيّد نصر الله وحُلفاءه في محور المُقاومة لن يسمَحوا بتطبيق السّيناريو العِراقي التّجويعي على سورية ولبنان، أي نزع السّلاح مُقابل رفع العُقوبات، لأنّ هذا المحور يُدرك جيّدًا أنّ الوعود الأمريكيّة كاذبةٌ ولا يُمكن الثّقة بها، فبِمُجرّد نزع أسلحة العِراق وليبيا الكيماويّة والبيولوجيّة، والتّأكيد من خُلوّهما بالكامِل منها، جاءت مرحلة الغزو وتغيير النّظامين وانهِيار الدّولتين، وانتِشار الفوضى.
قانون قيصر الذي بدأ تطبيقه اليوم قد يُعطِي نتائج عكسيّة، ولن يتم الانتِظار لتجويع الشّعبين السّوري واللّبناني ورضوخ حُكومتيهما للشّروط الأمريكيّة، وسِلاح المُقاومة قد يكون الأداة الأقوى لإفشالِه وهزيمة الذين يقفون خلفه في العلَن أو السِّر.. والأيّام بيننا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعني وضع الأسد وزوجته على قائمة العُقوبات الأمريكيّة في اليوم الأوّل لتطبيق “قانون قيصر” ماذا يعني وضع الأسد وزوجته على قائمة العُقوبات الأمريكيّة في اليوم الأوّل لتطبيق “قانون قيصر”



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 17:46 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات
المغرب اليوم - مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات

GMT 07:17 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين

GMT 14:12 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

لبنى عسل تطل عبر قناة on live ببرنامج جديد

GMT 15:10 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

اختاري وجهة سفر مميزة تناسب شهر العسل

GMT 18:58 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف تدهورالغابات المطيرة حول العالم

GMT 05:44 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سامسونج تطلق جهازها اللوحي "Galaxy Book 2"

GMT 15:17 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة عدد السياح حول العالم بنسبة 6 % في الربع الأول من 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib