سلام الشجعان في الصحراء الغربيّة
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

سلام الشجعان في الصحراء الغربيّة

المغرب اليوم -

سلام الشجعان في الصحراء الغربيّة

محمد الأشهب


من مفارقات تعاطي مجلس الأمن الدولي ونزاع الصحراء، أنه قائم على مرجعية الوفاق الذي لا يمكن من دونه الاتفاق على أي حل. فهو يرهن الحل السياسي بالمفاوضات التي ما فتئ يدعو الى أن تكون «واقعية وجدية»، فيما يتجدّد مصير الأخيرة بصيغة وفاقية لا التباس حولها. وقتذاك، يصبح الحديث عن الاتفاق النهائي مكتمل الأضلاع والمضامين، يلزم الأطراف كافة.
الأمر في حدّ ذاته، يعكس تطوراً هادئاً، محوره أن ذهاب الأطراف نحو الحل النهائي في ظل الاتفاق، أفضل من تجريب وصفات أخرى ترجّح كفة طرف على حساب الآخر. فقد تنبّهت الأمم المتحدة إلى أن خطة الاستفتاء لا بد أن ينجم عنها منتصر ومنهزم، أي سيكون هناك رافضون للنتيجة في شكل ما، أكانت لفائدة ضمّ إقليم الصحراء نهائياً إلى المغرب، في ضوء رجحان مرجعيات قانونية وتاريخية عرض إليها الحكم الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، يوم كان النزاع قائماً بين المغرب وإسبانيا، طالما أن بوليساريو تنازع الرباط في قضية السيادة، أو في حال جاءت النتيجة مؤيدة للجبهة، ما سيجعل الموقف أكثر تعقيداً.
كان من نتاج معاودة استقراء الأوضاع ميدانياً وإقليمياً، وفي نطاق البحث عن حلّ بديل، وصفه الوسيط الدولي جيمس بيكر في حينه بالطريق الثالثة ما بين الضمّ الكامل أو الاستقلال الكامل، إقرار صيغة «الحل السياسي» التي تبدو فضفاضة وقابلة لأنواع التأويلات المتباينة. لكنها ارتكزت على فكرة أساسية، تدفع بأطراف النزاع إلى الاتفاق على حلّ وسط. لو أن مجلس الأمن لجأ إلى الحسم صراحة بالقول إن الاستفتاء لم يعد مطروحاً، لاعتبر ذلك انحيازاً الى فائدة المغرب، ولو ذهب إلى حدّ اعتبار «الحكم الذاتي» حلاً وحيداً على الطاولة، لكان موقفه امتداداً للخطّ ذاته. والحل أنه لو أقر بأن لا بديل عن الاسفتاء لعادت الأمور إلى نقطة الصفر.
غير أنه اختار في غضون ذلك، إمساك العصا من الوسط، إذ يؤكد في قراراته ذات الصلة، أن خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب «جادة وذات صدقية»، في حين يتحدث عن صيغة تقرير المصير، ما يعني أن الاستفتاء في النهاية يمكن أن يجري حول الحكم الذاتي أو غيره، في حال إدخال تعديلات تلتقي حولها الأطراف جميعاً.
منهجية واقعية أقرب إلى الإلمام بخلفيات التوتر الإقليمي، وسبل استيعابه بطريقة وفاقية. لكن المفاوضات في طبعاتها المباشرة وغير الرسمية، لم تنطلق إلا في ضوء الزخم الذي حرّكته التطورات التي عرفها الملف، أكان في إطار طرح الرباط مبادرة الحكم الذاتي، أو الاتجاه نحو تحسين سجلّ أوضاع حقوق الإنسان التي باتت تستأثر بأكثر الاهتمام، أو في نطاق البدء في تنفيذ مسلسل بناء الثقة، من خلال تأمين رحلات زيارات الأهالي المتبادلة، من دون إغفال التطوّر الذي حدث لناحية إمكان إدراج مفهوم الحكم الذاتي كأحد الخيارات أمام الاستفتاء.
بموازاة هذا الانشغال، بدأ المنظور الدولي يتّسع ليشمل وضع النزاع في سياق تحديات إقليمية ودولية، ليس أهونها أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عرض في تقريره الأخير لمجلس الأمن، إلى الربط بين استمرار نزاع الصحراء وتنامي مزيد من المخاوف حيال الانفلات الأمني والتطرف في المنطقة، في إشارة صريحة إلى ما يتفاعل في الساحل جنوب الصحراء إلى الجوار الجنوبي للشمال الأفريقي.
الأهم في هذا السياق، أن مسؤوليات الأطراف في تسريع إجراءات بناء الثقة والانخراط في مفاوضات «جدية وواقعية»، لا تخص تراتبية حلّ النزاع الصحراوي الذي طال أمده منذ أكثر من أربعة عقود ونصف العقد فحسب، بل الاندماج في مقتضيات تثبيت ركائز استقرار المنطقة برمتها.
مهمة بهذه الدرجة العالية من المسؤولية، لا يمكن تحقيقها في غضون استمرار الخلافات الإقليمية، بخاصة بين المغرب والجزائر، كون تباين مواقفهما يحدّ من التوازن المطلوب لمعاودة تفعيل البناء المغاربي، وتنسيق الجهود لاحتواء الأزمة الليبية وتداعيات الوضع الأمني في مالي، ومجالات الحرب على الإرهاب. ولا يبدو أن الظرفية الراهنة تسنح بفعل شيء لم يتوصّل إليه البلدان الجاران في مناخ الانفراج القصير الذي رافق قيادة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.
في أي حال، فإن تهديد بوليساريو بتعليق تعاطيها والأمم المتحدة ليس جديداً، وقد استبق موفدون دوليون مأزق كهذا، يوم طرحت فكرة انسحاب الأمم المتحدة من إدارة الملف، في حال عدم اهتداء الأطراف المعنية إلى حلّ وفاقي. ويبقى أن من دون تنقية الأجواء الإقليمية ورأب الصدع، يصعب إحراز تقدّم كبير، على رغم مساعي الأمم المتحدة، فهي تكتفي بالقيام بدور الوسيط لتقريب وجهات النظر المتباعدة، طالما أن الحل السياسي الذي أقرّه مجلس الأمن ينطلق من البعد الوفاقي، ومسؤولية الأطراف تكمن في إبراز أنهم قادرون فعلاً على الذهاب نحو حلّ الشجعان الذي يربح فيه الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلام الشجعان في الصحراء الغربيّة سلام الشجعان في الصحراء الغربيّة



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib