تحولات «العدالة والتنمية»
مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر
أخر الأخبار

تحولات «العدالة والتنمية»

المغرب اليوم -

تحولات «العدالة والتنمية»

محمد الأشهب


حين يقول رئيس الحكومة المغربية إن الانتخابات المحلية للعام 2009 كانت نزيهة، واعترتها تشوهات في مجال تشكيل بعض المكاتب المسيرة لمجالس بلدية فقط، فالإشارة تزيد على حرص عبدالإله بن كيران على أن يكون اقتراع أيلول (سبتمبر) المقبل مواكباً لتطلعات الناخبين في الحياد والنزاهة والشفافية، لأن ذلك تحصيل حاصل، ومن غير الوارد أن تعود البلاد إلى ما قبل الرهان على التحول الديموقراطي الهادئ، خصوصاً إن جربت الانفتاح على المعارضة التي حمل لواءها «الاتحاد الاشتراكي» و «الاستقلال». ثم انعطفت في اتجاه تمكين الإسلاميين من أكثر من موطئ قدم تحت الشمس.

لعلها المرة الأولى التي يسقط فيها زعيم «العدالة والتنمية» الإسلامي لاءات صدرت عن تنظيمه الحزبي، لناحية اعتبار التحالف مع «الأصالة والمعاصرة» خطاً أحمر، إلى درجة أنه خاض معركة شرسة في مواجهة رموزه جعلته يتماهى وشعارات «حركة 20 فبراير» ذات النبرة الاحتجاجية القوية. وبعد أن لوّح كثيراً باحتمال عودة حراك الشارع المغربي، في حال عدم الذهاب بعيداً في إقرار إصلاحات جذرية، اختار هذه المرة أن يبلع لسانه على مشارف الاستحقاقات الانتخابية، أقله لناحية التطبيع والمشهد السياسي الكائن بقوة الواقع.

عبدالإله بن كيران لم يقل ذلك صراحة، لكن إشادته بنزاهة الانتخابات التي حاز فيها منافسه اللدود مركز الصدارة في البلديات، تحمل على الاعتقاد بتراجع انتقاداته، أو على أقل تقدير تعاطيه والحزب الذي أسسه الوزير السابق المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة، قبل أن يتحمل مسؤولية مستشار لدى العاهل المغربي الملك محمد السادس، مثل غيره من الفعاليات ذات الشرعية الديموقراطية.

الذين يعرفون رئيس الحكومة المغربية يدركون أنه لا ينطق بكلام من فراغ، بل مهد دائماً للقفزة المقبلة بتمارين رياضية تبدو شاقة في بعض الأحيان، ولأسباب يعرفها وحده ظل يجاهر بأنه لن ينازع المؤسسة الملكية في شيء، وأنه يحكم البلاد وفق صلاحياته الدستورية. لكن بما يحقق وفاقاً كاثوليكياً مع الملك. ولعله أراد توجيه رسائل واضحة لجهة أن الوفاق ومكونات المشهد السياسي جزء لا يتجزأ عن مقتضيات التنازلات المتبادلة، من دون أن يرتدي الموضوع طابع المفاوضات.

تطور بهذه الأهمية، ما من شك أن له أسبابه السياسية والعملية، ومن ذلك أنه «الأصالة والمعاصرة» أصبح رقماً أساسياً في تشكيل جبهة المعارضة، بعدما كان بعض أطرافها ينتقد ظروف نشأة الحزب. وما دامت المعارضة أبدت قدراً كبيراً من الانفتاح عليه، فلا شيء يحول دون أن تحذو الغالبية التوجه نفسه، خصوصاً أنها تضم أحزاباً سبق لها أن تحالفت في تشريعيات العام 2011. عدا أن عبدالإله بن كيران يسعى إلى تطمين حلفائه إلى أن انتخابات البلديات ليس من شأنها إحداث أي شرخ أو تغيير في أطوار التحالف الحكومي. بل إنه ذهب إلى حد اعتبار الائتلاف الذي يضم «العدالة والتنمية» و «تجمع الأحرار» و «الحركة الشعبية» و «التقدم والاشتراكية» عنواناً بإمكانه خوض اقتراع البلديات ونظام الجهات ومجلس المستشارين وفق نسق أقرب إلى التحالف الانتخابي.

في سياق متصل، عاود رئيس الحكومة إلى الأذهان استحضار الظروف التي خاض فيها حزبه انتخابات العام 2003 التي أعقبت التفجيرات الانتحارية في الدار البيضاء، مذكراً بارتفاع أصوات كانت تطالب بتعليق نشاط حزبه وحلّه، ما دعاه إلى خفض نسبة ترشح المنتسبين إليه. ولأن ظروف الانتخابات المقبلة كما سابقاتها التشريعية، تأتي وقد جرت مياه كثيرة تحت جسر التطبيع مع الحزب قائد الائتلاف الحكومي، فقد يكون رئيس الحكومة بصدد إعداد الأجواء للنزول بثقل أكبر في استحقاقات الخريف المقبل.

من أبرز التوجهات التي ترسخ هذا الاعتقاد أن الحزب الإسلامي لم يعد يمانع في تبني مترشحين وكفاءات تكنوقراطية من خارج دائرة الانتساب الحزبي الضيق، وفي ذلك إشارة واضحة إلى انفتاح موازٍ على فعاليات المجتمع المدني. وكما سبق له أن غيّر توصيفه من «حزب إسلامي» إلى حزب سياسي ذي مرجعية إسلامية، فإنه في طريقه إلى أن يغير الكثير مما يعتبره عقبات أمام دمجه الكامل في المشروع الديموقراطي، حتى أن تعاطيه ومفهوم الحرية الفردية اتسم بمرونة زائدة لم تكن معهودة في أدبياته المذهبية والسياسية.

بين أن يكون «العدالة والتنمية» أكثر ثقة باستمرار نفوذه السياسي الذي لم يتأثر بتجربته في الحكم، أو يكون بصدد تدارك ما يمكن أن يعتري الانتخابات المقبلة من مفاجآت، هناك شيء ثابت، مفاده أن الأحزاب الكبرى تمارس ما يشبه الحرب النفسية في استباق النتائج، حتى إذا ظهرت بخلاف توقعاتها يصبح لكل حادث حديث. وجاءت البداية من معاودة التأكيد أن الاقتراع سيجري في موعده المحدد، ولن يطرأ عليه أي إرجاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحولات «العدالة والتنمية» تحولات «العدالة والتنمية»



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib