عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز

المغرب اليوم -

عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز

محمد الأشهب

لم تفرض إشكالات صنع الرأي العام وصدق المنتج الإعلامي والفكري نفسها بقوة، كما في واقعة المواجهة الراهنة بين ملك المغرب محمد السادس وصحافيين فرنسيين، ضمن ما عرف بـ «صفقة ابتزاز» أدت إلى متابعة قضائية لكل من إريك لوران وكاترين غراسيي اللذين اشتهرا بكتاب سابق حمل عنوان «الملك المفترس» صدر في زحمة الحراك العربي.
وإذا كان تقويم مضمون ذلك الكتاب وما حفل به من مؤاخذات متروكاً لحكم التاريخ، فإن تداعيات الحادث الأخير ألقت بظلالها على خلفيات صدوره، وانسحب على ما كان يعتزم الصحافيان القيام به، لناحية إصدار كتاب جديد، التزما بوضعه على الرف وحظر الاقتراب إلى الحديقة المغربية مقابل مبلغ مالي، كان بمثابة الطعم الذي أدى إلى الإيقاع بهما في سابقة فريدة.
مهما كانت نتائج التحقيق ومآل الملف الذي أصبح شأناً قضائياً فرنسياً، فالقضية في بعدها الأخلاقي على الأقل تثير جدلاً حول حدود الممارسة المهنية في صحافة التحقيقات. فأن تكون الدوافع ذات خلفيات سياسية لا يثير الأمر أي استغراب، وأن تكون مهنية تتوخى تحقيق اختراق صحافي لما يدور خلف الأسوار، فالمسألة مشروعة، وإن بمعايير المغامرة التي يفترض أن تستثني ما هو شخصي يطاول الأعراض والخصوصيات. لكن عندما تكون بهدف إبرام «صفقة مالية» تتعدد نعوتها، فالمسألة تحيل على ضوابط وأخلاقيات، لا يمكن القفز عنها. فالكلمة مسؤولية قبل أن تكون ممارسة مهنية، كما أنها ارتبطت بمواثيق شرف، يحكمها الضمير ومتطلبات النزاهة الفكرية، بما فيها التعاطي مع القضايا والملفات الخلافية.
لا وجود لأي مهنية تخلو من مقتضيات أخلاقية، فالأسرار الطبية والتزامات المحامين بعدم جمع النيابة عن خصمين، وارتباط تحمل المسؤوليات السياسية بالمحاسبة، كلها روادع تحظر الاقتراب من المحظور. بل إن الحروب ذاتها لها قوانينها التي تمنع إطلاق النار على العزّل وحسن معاملة الأسرى. وبالأحرى عندما يتعلق الأمر بقطاعات حيوية تهم حرية الرأي واحترام حق المتلقي في الوصول إلى المعلومات من دون تحريف أو سوء استغلال.
لئن كان يعتري أوضاع الصحافة وحرية التعبير المزيد من الاستدلالات على الوقوع تحت تأثير التهجين وتكميم الأفواه والانصياع لثقافة السلطة الحاكمة في أرجاء عدة في العالم العربي، فإن أخطاراً من نوع آخر تستهدف المشهد الإعلامي والثقافي. إذ يصار إلى تسخير شرف الكلمة في غير ما وضعت له، أي ممارسة الابتزاز وطلب الفدية مقابل السكوت أو التهديد بالنشر. وأضحى على جنود مهنة المتاعب أن يتصدوا لمظاهر انحرافها التي تسيء إلى أهدافها النبيلة.
لم ينتبه كثيرون إلى أن معركة المغرب في مواجهة تصنيفات وخلاصات استبيانات حول درجة تموضعه في معايير التنمية والحوكمة والتدبير، ارتدت أهمية بالغة منذ فترة، حتى أن الملك محمد السادس دعا إلى عدم إغفال معيار «الرأسمال البشري» أي الثروة غير المادية التي تطاول الاستقرار ومستويات التعايش والخصوصيات الاجتماعية في التضامن والتماسك. وكان لافتاً أنه أنحى باللائمة على من وصفهم بـ «موظفين يقبعون في غرف مكيفة الهواء» ويصدرون الأحكام عن تجارب الدول والمؤسسات. وقبل ذلك انتقد بشدة استخدام الميول السياسية في التعاطي مع قضايا حقوق الإنسان، بخاصة أن منظمات دولية بارزة تعتمد في تقاريرها السنوية حول قضايا الحريات على مقالات ومنشورات الصحافة الدولية.
يختلف المجال، في طبيعته ونوعيته ودلالاته، لكن الإعلام يضطلع في غضون ذلك بدور أكثر نفوذاً، أي أنه سلطة تقديرية لا تختلف عن تلك التي يملكها القاضي عند إصدار أحكامه، أو يملكها الموظفون الذين تكون سلطة التوقيع على الصفقات من اختصاصهم. بل إنها تزيد عن ذلك لناحية التأثير في صنع تيارات داخل الرأي العام المحلي والدولي. ولئن كان سجل المغرب في المواجهات مع بعض الصحافة لا يخلو من مناكفات وتجاذبات، فإنه استطاع في أكثر من منازلة حيازة أحكام من طرف القضاء الفرنسي تحديداً أنصفت الملك الراحل الحسن الثاني الذي لم يطلب أكثر من درهم رمزي لمعاودة رد الاعتبار. فيما ذهبت أحكام أخرى في اتجاه معاكس.
هذه المرة كان الأمر مختلفاً، وبينما نحت العلاقات بين الرباط وباريس في اتجاه التطبيع الإيجابي وتبديد الغيوم العالقة، جاء الحدث مزلزلاً، ومن أبرز تداعياته أن الكلمة الحرة حين تنصرف إلى البناء وتقريب فجوات التباعد، أفضل منها حين تخلق الحزازات وتنسف العلاقات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib