رياح معاكسة
وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى مصر تعلن عن كشف غاز جديد في الصحراء الغربية امرأة تتعرض للطعن في هجوم غامض بوسط برمنغهام تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص
أخر الأخبار

رياح معاكسة

المغرب اليوم -

رياح معاكسة

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

في أي نظام أو منظمة، يعتمد نجاح وقوة الكل، بشكل أساسي، على متانة أجزائه الفردية. سواء كنا نناقش شيئاً مادياً، أو نظاماً اجتماعياً، أو عملاً تجارياً، فإن المبدأ يظل كما هو، فنقاط الضعف في المكونات الفردية، تضر حتماً بالاستقرار والفعالية العامين.

على المستوى العالمي والإقليمي (في الشرق الأوسط) نرى أن الأحداث تتجه إلى معاكسة تلك الحقيقة العلمية الثابتة.

العالم والإقليم تضربهما رياح معاكسة، فالقرارات التي تتخذ في واشنطن تحت عنوان عريض «لنجعل أميركا قوية مرة أخرى» تتوجه إلى الخروج من المنظمات الدولية، وتعادي طيفاً كاملاً من الحلفاء، وتستفز العديد من الدول، وتدخل الهلع في دول أخرى، وهي بهذه الطريقة تتعامل مع قاعدة مؤكدة؛ أن إضعاف الأطراف يعني إضعاف الكل، وهذه المعادلة أيضاً يمكن اكتشاف نظريتها الموازية؛ أن تقوية الجزء هو إضعاف الكل في شرقنا العربي.

يشير التماسك إلى حالة التساند، أو العمل معاً ككيان واحد، في سياق المنظمات والمجتمعات والأنظمة، فإن التماسك بكل المكونات، هو الغراء الذي يربط العناصر الفردية في كل وظيفي. وتحدد قوة هذا التماسك قدرة النظام على تحمل الإجهاد والتحديات، والتكيف مع المتغيرات، من أجل تحقيق أهدافه الكبرى، ويزداد الإجهاد عندما يفكر طرف في المجتمع أن يستقوي على طرف آخر، فيقل التماسك، ويضعف الكل، ويتم اختراق المجتمع بكامله.

تتضمن الخطوة الأولى في تعزيز الكل تحليلاً شاملاً لتحديد نقاط الضعف. وتتطلب هذه العملية تقييماً نقدياً لدور كل مكون في المجتمع لفهم وظائفه، ومكانته في التعطيل أو التحفيز. بعدها تظهر نقاط الضعف بأشكال مختلفة، وإن اعتقد البعض أنها نقاط قوة!

إن تجاوزنا الماديات في عوامل التماسك، ونظرنا إلى العوامل البشرية، فإن فجوات المهارات الفردية أو الجماعية، أو الروح المعنوية المنخفضة، لدى مكون من مكونات المجتمع، أو ضعف التواصل داخل المكونات نفسها، أو انتهازية القيادات وأنانيتها، كل ذلك يعيق الأداء الجماعي، بل يفشل الدولة، ويظهر هشاشتها.

على الصعيد الإقليمي فإن ما يقوم به «حزب الله» في لبنان، وأيضاً ما تفعله المجموعات الولائية في العراق والحوثي في اليمن، و«حماس» في فلسطين، هي محاولة تقوية الجزء على الكل، والإحالة إلى المقدس، أي في النهاية تضليل وإضعاف الكل، كما ظهرت نتائج حرب 7 أكتوبر (تشرين الأول) في كل المنطقة. هي لم تضعف الجزء، بل أضعفت وأقعدت الكل عن أي مبادرات، وكشفت ظهر المنطقة على المجهول.

وبمجرد تحديد نقاط الضعف، تتمثل الخطوة التالية. القيام بما يشبه عملية تدعيم الشقوق في المبنى، لاستعادة سلامته الهيكلية. تتضمن بعض الاستراتيجيات الفعالة، العمل على إعادة تكوين الوعي وكشف الوعي المزيف، فالوعي الجمعي لدى جمهور تلك المجموعات الأصغر هو وعي خارج عن سياق الفهم العلمي الصحيح للتطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، يزيف الواقع ويربطه بالمقدس. ذلك الوعي القاصر يعزز من خلال وسائل لا علمية، مثل إشاعة الخرافة، أو استجلاب أحداث الماضي، وفصلها عن سياقاتها، ثم إسقاطها قسراً على واقع مختلف كلياً.

تعجز القوى العقلانية في وسطنا العربي الثقافي عن التواصل الفعال مع الجمهور، وهو العمود الفقري لأي خطة ناجحة لتركيب وعي جديد. إما مسايرة لما هو قائم، أو مجاملة أو حتى خوفاً أو جهلاً، وربما قلة شجاعة، فإنشاء قنوات اتصال مفتوحة تقدم التفكير بمنهج عقلاني، يقلل من سوء الفهم، ويحارب تزييف الوعي الجمعي المنتشر.

تلعب القيادة السياسية أو الثقافية الانتهازية دوراً محورياً في عملية ترسيخ وتقوية الأجزاء، وبالتالي إضعاف الكل. لذلك فإن الحاجة إلى القادة الفعالين الشجعان ذوي البصيرة لرؤية الصورة الكبرى، ولتحديد نقاط الضعف في شبكة التفاعلات بين الجزء والكل في المجتمع، والقدرة على تعبئة الموارد والأشخاص نحو الأهداف المشتركة. تلك القيادة تلهم الثقة وتحفز العمل، وتعزز بيئة يتم فيها تقدير التحسين المستمر، والسعي إليه في التعامل مع الأحداث المتغيرة بجدية وصراحة.

دراسة حالة «حماس»، و«حزب الله»، والمجموعات الولائية في العراق، والحوثي في اليمن، وقوى مجتمعية في بلادنا، تحسب نفسها مع «محور المقاومة» وتتوسل تقوية الجزء على الكل، هي أولوية في هذا المنعطف التاريخي الخطر، من أجل تبصير المجموع. إن ما تسعى إليه تلك المجاميع هو إضعاف الكل، وإن الشعارات التي ترفعها هي شعارات زائفة.

ومن نافلة القول أن قوة ونجاح أي نظام أو منظمة أو دولة في تماسك أجزائها. من خلال تحديد المناطق التي تؤدي إلى الضعف، ومعالجتها بشكل إيجابي، فهي التي تضمن مرونة وتماسك الكل. وتتطلب هذه العملية التزاماً بالقانون العام، والقيادة الفعالة، والعقلية التعاونية والمصارحة. بينما تعزيز الأجزاء التي تضعف المجموع، تقود إلى خسارة بينة، حتى لو تم مؤقتاً إنكار تلك الخسارة، والحديث الصاخب عن انتصارات.

آخر الكلام: أحد أهم أعراض عدم الكفاءة في القيادة الاعتماد على الإكراه، وخاصة الإكراه الآيديولوجي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رياح معاكسة رياح معاكسة



GMT 19:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إذ الظلم أفضل

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نواب يتكسبون من “العفو العام”

GMT 19:28 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر

GMT 19:24 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيم كارداشيان و«الغباء» الاصطناعي

GMT 19:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا ــ ممداني... زمن الإشارات الحمراء

GMT 19:16 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الأميركية ــ الصينية... هدنة أم أكثر؟

GMT 19:14 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة المنطقة المحظورة في التاريخ

GMT 19:12 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الرفيع بين الفخر والتفاخر

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 22:46 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
المغرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib