اركض وراء الراكضين
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

اركض وراء الراكضين

المغرب اليوم -

اركض وراء الراكضين

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

في تراثنا الشعبي شخصية اسمها جحا، ولكن لا تحاول أن تعرف من هو جحا، فحتى «غوغل» (أبو العلوم) لن يسعفك بالكثير من المعلومات، بل سوف يقدم لك معلومات قد تكون متضاربة. أكثر الروايات أنه شخصية تمت صناعتها من عدد من الحضارات القديمة التي وصلت إلى العرب، وهي تمثل فلسفة البسطاء من الناس، وكانت برواياته ومقالبه تتسلى العامة والخاصة، كما يتسلى اليوم جمع غفير من الناس بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، بسبب ما ينتجه البسطاء، قلت البسطاء، حتى لا أذهب إلى التعبير الدارج وهو «البلهاء»!

إحدى قصص جحا أنه وجد صبية متجمعين في أحد الأحياء، فقال لهم سأقول لكم سراً، لا تفشوه؛ في أول الحي بيت فلان، يقيمون وليمة كبيرة، وهي مفتوحة للجميع، فتراكض الصبيان إلى المكان الذي وصفه لهم، بقي وحيداً وقال لنفسه: ربما ما قلته هو الصحيح... فركض خلف الصبيان... وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي «ركض وراء الصبيان»!

رغم أن القصة قديمة، فإن لها ما يشبهها اليوم في هذا العصر الرقمي المتسارع، فكثير من «المعلومات» التي تتدفق، وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، هي «معلومات في أقلها غير دقيقة» وفي أكثرها «مزيفة»، ومع ذلك يعشقها كثيرون ويجري تصديقها من أغلبية من الناس.

معلومات دينية وهي الأخطر، ومعلومات سياسية، واقتصادية واجتماعية وثقافية، كلها تشكّل كماً تراكمياً من الأخبار المزيفة.

تشير الدراسات إلى أن المعلومات الخاطئة التي يتم نشرها، بغض النظر عن نية الخداع أو عدم الخداع من المرسل، التي يقوم بها البعض عمداً أو تقليداً، قد وجدت الدراسات أن انتشارها أسرع وعلى نطاق واسع من المعلومات الأكثر دقة، وغالباً ما تتجاوز الجهود المبذولة لتصحيحها، فقد لا يقرأ المتلقي تلك التصحيحات. وتتفاقم هذه الظاهرة بسبب الخوارزميات التي تعطي الأولوية للمشاركة، وكثيراً ما تروج للمحتوى المثير أو المشحون عاطفياً، على الدقة، فالإنسان بطبعه يميل إلى الغريب والمستنكر، تشفياً في الآخر!

هناك شيء من الخداع في تصميم منصات الوسائط الاجتماعية من أجل تحديد أولويات المحتوى الذي يولد مستويات عالية من المشاركة، مثل الإعجابات، والمشاركات والتعليقات. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الانتشار السريع للمحتوى المرتبط بخوارزميات المنصات المثيرة، الذي لا يتم التحقق منه دائماً للتأكد من دقته. يمكن للمعلومات الخاطئة أن تكتسب زخماً بسرعة، وتصل إلى ملايين المستخدمين قبل أن يتم فضحها. ويمثل هذا الأمر إشكالية بشكل خاص في أوقات الأزمات، مثل الجائحة أو الكوارث الطبيعية، حيث تكون المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب أمراً بالغ الأهمية.

تتمثل إحدى الطرق الرئيسية التي تضلل بها وسائل التواصل الاجتماعي الجمهور في إنشاء غرف الصدى أو غرف الدردشة. هذه هي البيئات التي يتعرض فيها المستخدمون بشكل أساسي للمعلومات والآراء التي تعزز معتقداتهم الحالية. وتقوم الخوارزميات بتخصيص المحتوى وفقاً للتفضيلات الفردية، مما يؤدي إلى موجز أخبار مخصص للمتلقي، يراكم الأفكار نفسها ويستبعد وجهات النظر المتنوعة أو المضادة. هذا يعزز التحيز الأعمى، والميل إلى تفضيل المعلومات التي تؤكد تصورات المرء المسبقة، مع تجاهل الأدلة المتضاربة التي قد تعرض.

بالإضافة إلى الانتشار غير المقصود للمعلومات المضللة، يمكن أيضاً التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الجهات المصدرة للمعلومات، أحزاب أو مؤسسات، لخداع الجمهور عمداً. يتم تصميم حملات الأخبار المزيفة والدعاية والتضليل بشكل استراتيجي للتأثير على الرأي العام، أو زرع الفتنة، أو تحقيق أهداف سياسية أو مالية أو ثقافية.

غالباً ما تستخدم الكيانات السياسية وجماعات المصالح وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية والتأثير على سلوك الناخبين أو المستهلكين أو الجمهور العام. يمكن أن يشمل ذلك إنشاء حسابات مزيفة، وروبوتات وصور تعمل على تضخيم المحتوى الحزبي أو السياسي، ونشر الروايات الكاذبة. خلال الانتخابات، أو الصراعات، يمكن أن يكون تأثير مثل هذه التكتيكات عميقاً لدى الجمهور، مما يؤثر على الإدراك العام، ويحتمل أن يغير نتائج العمليات الديمقراطية أو حملات التسويق أو حتى الانحيازات الاجتماعية والثقافية.

أدت التطورات التكنولوجية إلى ظهور التزييف العميق، ومقاطع الفيديو بالواقع المعزز والتسجيلات الصوتية التي يمكن أن تصور الأفراد يقولون أو يفعلون أشياء لم يفعلوها أبداً، وحتى بلغة غير لغتهم الأم. يمكن استخدامها لتشويه سمعة الشخصيات العامة، أو التلاعب بالرأي العام، أو خلق الارتباك في المجتمع. وتشكل القدرة على إنتاج محتوى كاذب مقنع تهديداً كبيراً لمصداقية المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ما تم معرفته منذ أيام، أن عمالقة التقنية في الولايات المتحدة قد اتخذوا قراراً برفع الحماية المسبقة على ما ينشر، على عكس ما كان سائداً حتى أسابيع قليلة ماضية، فلم تعد تلك المنصات معنية بمنع أو حتى تصحيح ما ينشر عليها من معلومات، والظاهر أن هذا التوجه جاء بمباركة الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، مما يزيد من مخاطر التزييف والتضليل، أما ثورة الذكاء الاصطناعي (ولا يكاد يفارق آذاننا ذلك المصطلح)، فتقدم للبشرية ما لم تكن تتصور أنه ممكن، إنها ثورة مذهلة، وقد دخل عليها الصينيون مؤخراً بثورة داخل الثورة، وقد لا نكون بعيدين عن استدعاء أصوات الأجداد!

آخر الكلام: قد لا تحتاج إلى رفيق أو مدبرة منزل بعد سنوات قليلة، يكفي أن تشتري روبوتاً صينياً قليل التكاليف!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اركض وراء الراكضين اركض وراء الراكضين



GMT 15:49 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

استهدافُ المرشد تفكيرٌ مجنون

GMT 15:48 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

الجهاز العصبي العربي

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:44 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

لبنان... مقتلة المقتلة

GMT 15:42 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

خُدعة صارت فُرجة

GMT 15:40 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

هل ما انتهت إليه أفغانستان يتكرر في أوكرانيا؟

GMT 15:38 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

خطوة ترمب... والتداعيات على العالم

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib