بين يوم الغضب ويوم التفكير
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

بين يوم الغضب ويوم التفكير

المغرب اليوم -

بين يوم الغضب ويوم التفكير

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

مع صدور قرار مجلس الأمن، الاثنين الماضي، بوقف إطلاق النار والبدء بخريطة طريق، تكون الحرب في غزة قد دخلت مرحلة النهاية، والطريق قد يكون طويلاً، حيث إن الشيطان يكمن في التفاصيل.

الطرفان، الإسرائيلي والفلسطيني، كل له سردية مطلقة، الفلسطيني يقول إنها أرضنا اغتُصبت تحت ظروف غير مواتية لنا، والإسرائيلي يرى أنها أرضه، ومن المستحيل أن يعود إلى أن يكون مطارَداً ومنبوذاً في أوروبا غير الموثوقة! أمام هذا الاستقطاب الحاد يمكن أن تنتهي جولةً صراعيةً مهما امتدت، لتبدأ بعد حين جولة أخرى لها ظروفها الموضوعية، ولكن متى ينتهي الصراع والذي أثر في معظم مجريات الدول المحيطة في الشرق الأوسط وبشكل سلبي؟

سوف نكون على مشارف انتهاء الصراع عندما يقتنع الطرفان بالمشاركة في الأرض، إما من خلال حل الدولتين، أو من خلال دولة واحدة تتساوى فيها الحقوق والواجبات.

بغض النظر عن دوافع وأسباب ومسارات حرب غزة 2023 – 2024، فإن ما بعدها بالتأكيد لن يكون مثل ما قبلها، فالطرفان، وليس بالضرورة القيادات القائمة الحالية، ولكن من يليها، سوف يصلان إلى نتيجة إما استمرار الصراع لأجيال قد تأكل الأخضر اليابس وتلحق الدم بالدم، أو وفاق شجعان، والأخير يتطلب التخلص من السرديات المعتمدة على الأساطير والخرافات، والاعتراف المتبادل بمطالب الأمن الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.

إعادة احتلال غزة تعني العودة إلى المربع الأول، وعودة «حماس» لحكم غزة أيضاً تعني العودة إلى المربع الأول، صحيح أن ما حدث حتى الآن، بصرف النظر عن حساب التضحيات الهائلة، هو تعامل الفلسطينيين لأول مرة بندية مع إسرائيل، وهو جزئياً ما أقنع المجتمع الدولي بحل الدولتين، إلا أن هذا الحل يتطلب حكومةً فلسطينيةً موحدةً ومعترفاً بها، يكفي «حماس» أنها تاريخياً قد فتحت الباب لذلك الاحتمال، إلا أن الأمور لا تسير نحو ذلك، فـ«حماس» تتوهم أنها تستطيع أن تقاتل، وأيضاً تحتفظ بالسلطة، وهذا يعني على أقل تقدير المراوحة في المكان.

حرب غزة أنهت مرحلة «تصفية القضية» من الجانب الإسرائيلي، كما أنهت فكرة «القضاء على إسرائيل». من جانب آخر فإن احتمال إعمار غزة بوجود «حماس العسكرية»، لن يقرَّ به أحد، بسبب كثرة الهدم والإعمار ثم الهدم، وهذه المرة الهدم عظيم وهائل، ولن يكون بمقدور أحد المساعدة بوجود منهج القيادات القائمة نفسه وتكرار الهدم.

نحن الآن في نهاية مرحلة «التفكير المغلق» إسرائيلياً وفلسطينياً ، وهي مرحلة تنقل الجميع من الغضب إلى التفكير.

في الغالب سوف يشهد الجانب الإسرائيلي - بعد صمت المدافع - مراجعةً شاملةً للموقف، ودراسة المشهد العام وضرره التاريخي على الدولة، ليس المادي، ولكن أيضاً المعنوي الذي جعل مؤسساتٍ دوليةً تأخذ موقفاً سلبياً من دولة إسرائيل، والتأكد من قصور القبضة النارية في ردع الفلسطينيين عن البحث عن مصالحهم الوطنية، وسوف تشهد إسرائيل تغيرات مهمة ومفصلية، وإن لم يحدث ذلك من الجانب الفلسطيني، فسوف يكون ذريعة لإسرائيل للبقاء في المكان.

إنه الانتقال من عصر الحماقة إلى عصر الحكمة، وهو زبدة تجربة مائة عام أو أكثر من الصراع.

يبقى التحرك السياسي على المستوى العالمي له أهميته، واستثمار حركة التضامن العالمي يحتاج إلى جهد سياسي منظم، والعالم معترف بمنظمة التحرير، ومعظمه يرى في «حماس» حركة ميليشياوية، فبقاء «حماس» منظمةً مسلحةً هو تعطيل للسلام، وفي الحروب عادة الجنود لا يحكمون بعد الحرب، من يحكم هم أناس آخرون، وربط الحرب بالحكم قد يكون تفويت فرصة تاريخية أخرى، لنيل الفلسطيني حريته والفوز بدولته.

كما أن هذا الحراك الدولي يجب ألا يحمل بشعارات عاطفية، فالولايات المتحدة هي (رضينا أم لم نرض) القوة الفاعلة الأساس، وشتمها من البعض، لا يقرب الحلول، وها هي تتحرك اليوم لفرض قرارٍ أممي لأسباب خاصة بها، ملزم بوقف النار من مجلس الأمن، كما أن الغمز واللمز، على قوى عربية داعمة خطأ سياسي، فخسارة تلك القوى إضعاف للقضية.

آخر الكلام: في أي عمل إن كان حجم التضحيات أكبر وأفدح من حجم المكاسب صار لزاماً التوقف عنه، والتضحيات التي قدمت في غزة هائلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين يوم الغضب ويوم التفكير بين يوم الغضب ويوم التفكير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib