«نتفليكس» وحرب غزة
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

«نتفليكس» وحرب غزة!

المغرب اليوم -

«نتفليكس» وحرب غزة

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

من الواضح أن العالم منقسم تجاه تقييم حرب غزة والهجمة الشرسة من جانب الجيش الإسرائيلي على كل سكان القطاع بين مؤيد ومعارض، وتنقل لنا التلفزيونات في العالم يومياً تلك المشاهد البشعة للأطفال والشيوخ والنساء، تحت وابل من النار، يتكون الرأي العام بناء على جودة المعلومة التي تصل إليه وكيف تعرض.

في عالمنا اليوم تطور هائل، بل ثورة في الاتصال، ولذلك يمكن التضليل وتزييف المعلومات، ويمكن أن تنقل الحقيقة النسبية على الأقل، ومن هذا الجانب فإن الحصول على وثائق لها صلة بالواقع يبدو عسيراً في وسط دخان المعركة.

منصة «نتفليكس» دخلت على الموضوع من جانب التوثيق، وبناء على نصيحة صديق شاهدت بعض الوثائق التي عرضتها المنصة في صورة «أفلام موثقة»، وهما اثنان، الأول بعنوان «مولود في غزة»، «مدته أكثر من ساعة بقليل»، والثاني «حياة وأعمال شيمون بيريز»، «مدته أكثر من ساعتين بقليل».

الأول «مولود في غزة» يبدو أنه تم تصويره بعد حرب غزة قبل الأخيرة، أي عام 2014، التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي «الجرف الصامد»، وردّت عليها «حماس» بمعركة «العصف المأكول»، وكان عدد القتلى فيها من الفلسطينيين 2147 ومن الإسرائيليين 72.

الفيلم في مجمله يصور شباباً فلسطينيين يافعين، يسردون قصص عائلاتهم، واحد منهم عاري الأكتاف ويسوق حصاناً يجر خلفه عربة، ويعالج جموح الحصان بصعوبة لصغر سنة، ويعمل في التقاط زجاجات البلاستيك الفارغة من صناديق القمامة ويكدسها في العربة، ثم يذهب لبيعها بقروش قليلة كي يعيل أسرته، وهي أسرة تحت خط الفقر، ويقول إنه ترك الدراسة من أجل ألا يموت أهله من الجوع! ويسير الفيلم ليسرد قصصاً مثله من الأطفال، الذين فقدوا ذويهم، قال أحدهم: «لقد قتلوا كل متحرك، حتى الحيوانات» وجرفوا الأراضي وقتلوا الأطباء والمسعفين، في سيناريو يكاد يتكرر في حرب 2023. يشير إلى فقر أهل غزة، وأن 80 في المائة منهم يعتمد على إعانات من الخارج!

محزن ذلك الشريط الذي يأخذ المشاهد إلى قاع المجتمع الفلسطيني في غزة وقتها، وهو قاع يشترك فيه معظم السكان، فقر يقود إلى جهل «بترك المدرسة»، يقود إلى عنف، فلم يعد أحد في هذه الشريحة الواسعة من أهل غزة يعرف معنى الحياة لأنها تتساوى مع الموت!

في الشريط الثاني «حياة وأعمال شيمون بيريز»، وهو الرجل الذي أصبح رئيس وزراء، ثم رئيساً للجمهورية الإسرائيلية، ونال جائزة نوبل للسلام مع ياسر عرفات.

يُفتتح الشريط بجنازة بيريز، ويرى المشاهد صفاً من رؤساء الدول وقتها (سبتمبر - أيلول 2016) من رؤساء أمريكيين في السلطة أو سابقين إلى رؤساء غربيين ورؤساء حكومات، ويصف المشهد أن المتوفى «آخر المؤسسين» ولد في قرية «فيشنيقا» في بولندا وقتها عام 1923، التي أصبحت تابعة لروسيا البيضاء بعد الحرب العالمية الثانية، من أب يعمل بتجارة الأخشاب، وأم تعمل معلمة، إلا أن جده الذي احتضنه هو كما يروي الشريط كان له التأثير الأكبر في تربيته، وقد قامت السلطات البولندية في ثلاثينات القرن الماضي، مع تصاعد الكراهية ضد اليهود في أوروبا بشكل عام، بزيادة الضرائب على أعمالهم، ومنها أعمال الخشب، ما دفع الأسرة إلى الإفلاس، ودفع جزءاً من عائلته إلى الهجرة إلى فلسطين عام 1934 هرباً من الاضطهاد إلى الحرية، ويروي الشريط أن البواخر الكبيرة لم تكن لها مرسى، فينقل الركاب في قوارب صغيرة إلى ميناء حيفاء «وكان ملاحو تلك القوارب من العرب»!

يذكر بيريز أنه بوصوله إلى فلسطين شدته ظاهرتان؛ الأولى السماء الزرقاء الصافية، التي لم يكن يعرفها في أوروبا، والثانية الشمس الساطعة! أما والده فقد التحق بالجيش البريطاني محارباً في الحرب العالمية الثانية، وأسر من قبل الألمان أكثر من مرة، وهرب من الأسر! ثم انتقل للعيش مع الأسرة في فلسطين.

كان طبيعياً أن ينضم بيريز إلى الوكالة اليهودية للشباب التي نظمت المهاجرين الجدد الذين توزعوا في مستوطنات «الكيبوتس» في أنحاء فلسطين، مع أنه لم يكن عسكرياً، فإن بن غوريون لاحظ نشاطه في الشبيبة الإسرائيليين، فكلفه أن يكون المسؤول عن جمع وشراء السلاح كمدير مدني لوزارة الدفاع، وكان التوجيه له كما يقول الشريط: «عليك أن تحصل على السلاح، إما شراء أو سرقة أو انتزاعاً»! وقد بدأ بعد خروج بريطانيا من فلسطين عام 1948 بجمع السلاح وتجميعه في أوروبا ثم شحنه إلى الدولة الوليدة في فلسطين! في بداية الخمسينات قللت الولايات المتحدة السماح للسلاح بأن ينتقل لفلسطين، فكان أن تحول بيريز إلى أوروبا، وقتها كان الصراع الفرنسي في الجزائر على أشده، وكان الفرنسيون يرون أن من يدعم الجزائريين هو عبد الناصر، فاستفاد بيريز من ذلك وأقنع الفرنسيين بتصدير السلاح المتقدم للجيش الإسرائيلي.

اللافت هو سير العلاقات لاحقاً مع الحكومة الفرنسية، خاصة في موضوع تصنيع السلاح النووي، وعندما رفض الفرنسيون «بيع التقنية» اقترح عليهم بيريز حلاً وسطاً هو «إعارتها» وقد قبلت الحل الحكومة القائمة، إلا أنها سقطت في البرلمان، فأقنع بيريز رئيس الحكومة أن يوقع الاتفاق بتاريخ سابق لإسقاط الحكومة، وهكذا تم!! والتزمت الحكومات اللاحقة!!

يروي بيريز نفسه أن إنشاء المفاعل في ديمونة في النقب كان لإرسال رسالة إلى العرب أن هناك قوة رادعة لدى إسرائيل! وقد اقتنعوا بذلك، في تصريح يقصر عن الاعتراف بوجود سلاح نووي. يفلسف هذا التوجه بالقول: «إننا أرض صغيرة، علينا أن نعوض ذلك بعلم ضخم»!! ما تقدم هو ملخص غير كافٍ لأحداث الشريط.

الخلاصة العنف الذي لاقاه اليهود في الغرب عمّق لديهم عقيدة أن استمرارهم في الأرض هو سحق الآخرين، وخاصة الفلسطينيين، وتظهر تلك العقيدة بوضوح، وفي بعض الأوقات تخف في الحدة، ولكنها باقية، والحروب التي خاضوها تدل على ذلك، ولأنهم انتصروا في كثير منها أصبحت لديهم عقيدة ثانية بأنهم «لا بد منتصرون»! فالعملة الوحيدة التي يتوجب الاحتفاظ بها هي «العنف»، وهو الذي يصرف في هذا العالم، أما العقيدة الثالثة فهي العلم الحديث، وقد نقل عن مناحيم بيغن قوله: «أؤمن بالتوراة وأضع ثقتي في الفانتوم»!

آخر الكلام... التعاطي العربي مع القضية في الغالب عاطفي، مع تجاهل حتى ازدراء واضح لاستخدام العلم الحديث في هذا الصراع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نتفليكس» وحرب غزة «نتفليكس» وحرب غزة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib