موسم البطاطس

موسم البطاطس!

المغرب اليوم -

موسم البطاطس

محمد أمين
بقلم : محمد أمين

عشت فرحة حصاد البطاطس، وتابعت تقريرًا عن موسم حصاد البطاطس، أو العروة المُحيِّرة من البطاطس، وشاهدت فرحة الفلاحين، الذين قالوا إن المحصول مبشر جدًّا هذا العام، خاصة أنهم زرعوا المحصول بين الشتاء والصيف فى مدة لا تقل عن 120 يومًا، ما سبّب لهم سعادة غامرة، ولى شخصيًّا كواحد من الفلاحين، الذين سعدوا بزراعة القطن والطماطم فى وقت من الأوقات، وكانت فرحة الحصاد تعلو على أى فرحة، خصوصًا أنها ترتبط بالأفراح بين أبناء القرية، وتحقق فرحة لهم جميعًا!.

كنا نستيقظ مع بشائر الفجر، ونقوم بالحصاد، والعراجين لينة مرنة، (لا تخربش، ولا تمسك فى ثياب الحاصدين).. كان ذلك فى موسم جنى القطن.. وكنا نشعر بفرحة لأنه موسم الذهب الأبيض، وكانت العائلات ترتبط فى هذا الموسم بحفلات زواج للأبناء والبنات!.

الآن، أظن أن موسم حصاد البطاطس يشبه ذلك الموسم الذى تربينا عليه، وكنا نحتفل به، وكان أيضًا موسم الذهب الأصفر، حيث يتم شراء الشبكة لكل عروسين أو تجهيز البنات الصغيرات استعدادًا للزواج، وقد تغيرت المواسم، وأصبحنا نشعر تجاه البطاطس بإكبار، ونحتفل بها، وكانت عزيزة فى الشهور والسنوات الأخيرة، حتى أصبحت موضوعًا فى وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين، بعد أن كانت البطاطس طعام الفقير، وكان كل بيت يحتفظ لنفسه بجوال بطاطس يستخدمها مطبوخة أو مقلية أو مسلوقة أو صينية!.

وكنا يوم الخبيز ننتظر صينية البطاطس مع صينية الأرز المعمر، وبعضها يكون مشويًّا مع بعض البصل المشوى، ونحمد الله، وننام سعداء.. هذه الأشياء البسيطة كانت فى تراثنا وذكرياتنا، حتى أصبح الكيلو الآن بثمن جوال بطاطس فى زمن الخبيز الجميل، ولم نعد نشوى البطاطس والبصل، ولم نعد نعمل صينية البطاطس ولا الأرز المعمر!.

ولكل ما ذكرته، كانت فرحتى مضاعفة حين شاهدت موسم حصاد البطاطس وفرحة الفلاحين، واستبشرت خيرًا بعودة طقوس زمن والدتى، وهى تدس صينية البطاطس فى الفرن، فتخرج تنادى الآكلين، فنتحلق حولها، ونأكل حتى نشبع، ونُحلى بصينية الأرز المعمر بالزبدة والقشطة، وأفضل مَن كان يكتب عن هذه الطقوس الأستاذ عباس الطرابيلى، الكاتب الكبير الراحل، الذى كان يحكى هذه الوقائع، ونشعر بالجوع، حتى يسيل لعابنا من طريقة حكايته!.

هذه الصور لم تُنْسِنى الكلام عن البطاطس، فالعروة الشتوية تُعد من أفضل الزراعات فى العروات الثلاث لمحصول البطاطس، فمحصول البطاطس تتم زراعته خلال العام ثلاث مرات، وهى العروة الشتوية، وهى الأقل فى الإنتاج، والعروة المُحيِّرة، وهى متوسطة الإنتاج، أما العروة الصيفية فتُعد الأعلى فى الإنتاج، ويحقق الفدان إنتاجًا ما بين 20 و22 طنًّا!.

ومعناه أن سعر البطاطس بدأ يأخذ فى الانخفاض ليرتاح المواطن، فهو ليس مرتبطًا بالدولار، ولكنه من طينة هذه الأرض، ولو وفرت له الدولة الشتلات والأسمدة فسيكفى احتياجاتنا، وعلى ما يبدو أن ذلك قد حدث، فقال أحد التجار إنه يُعد خيرًا كبيرًا للفلاح والمواطن أيضًا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم البطاطس موسم البطاطس



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:46 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 23:36 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علاج فورما للبشرة هو بديل ممتاز لعمليات شد الوجه

GMT 15:22 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة في حادثة سير

GMT 20:09 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

هبوط أسهم شركة "اتلانتيا" الإيطالية

GMT 06:37 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

اللبنانية بولا يعقوبيان تنتقل إلى تلفزيون الجديد

GMT 05:06 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

"لوس أنغلوس تايمز" تتعرض الانتقادات من رواد "تويتر"

GMT 17:14 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

أعرفك.. وشم على نبض القلب، ونفحة من روح السماء!

GMT 01:55 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خفض قيمة قصر بيل أير إلى 25 مليون إسترليني

GMT 17:13 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أتلتيكو مدريد يكشف سر الانتفاضة أمام ليفانتي

GMT 16:17 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

معارك القرود تساعد على كشف "النقطة الحرجة" للحيوانات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib