ما قبل الصناديق
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

ما قبل الصناديق

المغرب اليوم -

ما قبل الصناديق

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

كل شيء في تونس الخضراء، يحرق الأكباد، كما قال شاعرها بيرم التونسي. يحرق الأكباد عشقاً عاصفاً، لكنه صعب في الوقت ذاته. تونس تعيش هذه الأيام رحلة الشهر الطويل نحو صناديق الاقتراع، لاختيار رئيسها المقبل. تقدم عدد كبير من المترشحين، لخوض السباق الماراثوني نحو قصر قرطاج. الركض نحو القصر التاريخي، ليس على الأقدام، لكنه على عجلات زمن مضى، ووعود وأحلام فيها برق ورعد، يزمجر في رحاب القادم. تونس لها حواس فريدة، مثلما لها عقل وقلب وإحساس، لا تتوقف عن الإبداع. أول بلد أزوره وأنا شاب يافع سنة 1968. فيها الكثير من التكوين الجغرافي والاجتماعي والثقافي الليبي. اللهجة نفسها والطعام والأغاني والألقاب. أغلب المدن التونسية بها حي يسمى بحي الطرابلسية. الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس من أصول ليبية، وهو الذي قال: التونسيون والليبيون شعب واحد يعيش في دولتين. بعد إسقاطه لآخر باي في تونس محمد الأمين، انطلق الرئيس بورقيبة في تنفيذ مشروع نهضة شاملة، محتكراً سلطة القرار.

سبقه المفكر والسياسي الكبير خير الدين التونسي، الذي تولى مناصب وزارية في البلاد، أيام خضوعها للدولة العثمانية، وعمل على تحقيق برنامج إصلاحي واسع وطموح. جرى جمع أوراق مشروعه الكبير في كتاب «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك».

ربطتني علاقات ودية طويلة مع الرئيسين الراحلين زين العابدين بن علي والباجي قايد السبسي، وكل منهما امتلك قدرات قيادية سياسية، بها الكثير من الموروث البورقيبي المتميز. حدث تغير كبير في تونس الخضراء، حارقة الأكباد، بعد ثورة يناير سنة 2011، التي أنهت حكم الرئيس زين العابدين بن علي. دخلت البلاد حالة من السيولة السياسية، استمرت سنوات طويلة، تعدد فيها رؤساء الجمهورية، ورؤساء الحكومات. لمن

يوم السادس من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ستجري الانتخابات الرئاسية. ترشح عدد كبير لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، شكلوا طيفاً سياسياً ملوناً. لكن عاصفة من السجال السياسي والقانوني هزَّت صناديق الاقتراع قبل أن تفتح.

جسمان قانونيان أنيط بهما مهمة حدو المسيرة الانتخابية، هما المحكمة الإدارية، والهيئة العليا المستقلة للانتخابات. المحكمة الإدارية أنشئت سنة 1959، أي بعد إعلان الجمهورية. في تونس لا توجد الآن محكمة دستورية، وعليه فإن أحكام المحكمة الإدارية تعد نهائية. بعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، تقدم مجموعة من المترشحين، درست المحكمة الإدارية أوراق المتقدمين، وأقرت ترشيح كل من قيس سعيد رئيس الجمهورية، وزهير المغزاوي رئيس حزب «حركة الشعب»، والعياشي زمَّال رئيس حركة «عازمون». طعن من جرى إبعادهم أمام المحكمة الإدارية، وقررت الموافقة على ترشح ثلاثة من الطاعنين وهم المنذر الزنايدي وعماد الدايمي وعبد اللطيف المكي. اللجنة العليا المستقلة للانتخابات أعلنت في مؤتمر صحافي تثبيت المترشحين الثلاثة الأولين فقط، وقالت إن هناك إجراءات قضائية ضد المبعدين، وتجاهلت قرار المحكمة الإدارية. أشعل ذلك مواجهة قانونية بين الجسمين المناط بهما أمر الانتخابات، وتسبب في تحريك المزاج الشعبي والتيارات السياسية، التي تفاعلت مع ما قضت به المحكمة الإدارية، أملاً في انتخابات رئاسية يتنافس فيها مرشحون لهم وزنهم السياسي الوطني، وتمثيلهم لطيف واسع وتيارات سياسية متنوعة. جادلت الهيئة المستقلة للانتخابات بعدم تسلمها لقرارات المحكمة الإدارية، في الوقت المحدد بالقانون الانتخابي. ارتفعت أصوات من مكونات قضائية ترفض ما ذهبت إليه الهيئة العليا، عادة أن ذلك قرار سياسي، لأن المبعدين يشكلون قوة منافسة حقيقية للرئيس قيس سعيد، وانتقدت جمعية القضاة التونسيين قرار الهيئة العليا للانتخابات. انفتحت جبهة أخرى في المعركة القانونية، عندما ألقي القبض على المترشح العياشي زمَّال، وأمرت النيابة العامة بسجنه. الاتحاد التونسي للشغل، وهو الجسم النقابي القوي، وله تأثير كبير في الحياة العامة بتونس، منذ زمن الكفاح ضد الاستعمار، أعلن معارضته لقرار الهيئة العليا للانتخابات، ووجه نقداً حاداً لما سماه التسيس العلني لمسار الانتخابات، مما يشكك في نزاهتها. لكن أصوات الجبهة المدافعة عن قرار هيئة الانتخابات لم تغب، وقالت إن أحد المبعدين يحمل جنسية أجنبية، وذلك يسقط حقه القانوني في خوض الانتخابات الرئاسية.

بدأت الدعوات إلى التجمع والتظاهر، في مختلف أنحاء البلاد، استباقاً للحملة الانتخابية التي ستبدأ يوم الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي، بل هناك أطراف دعت إلى المقاومة الشعبية السلمية، من أجل إبطال قرارات الهيئة العليا للانتخابات، التي يرون فيها إنهاء لمسار التداول السلمي على السلطة. أطراف إقليمية ودولية تتابع فعاليات الانتخابات التونسية. الليبيون الذين تعيش بلادهم أزمات سياسية وأمنية واقتصادية وخدمية، يجدون في شقيقتهم تونس الملاذ الذي يخفف من معاناتهم الكثيرة، وكذلك إيطاليا التي تعاني من مشكلة الهجرة غير النظامية، حيث يندفع نحوها كل يوم مئات المهاجرين غير النظاميين من تونس. تونس الخضراء ما زالت تتحرك بين زمن بناه الأجداد، وآخر يحلم به الأحفاد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما قبل الصناديق ما قبل الصناديق



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib