حطب الحرب على نار الصراع الطويل
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

حطب الحرب على نار الصراع الطويل

المغرب اليوم -

حطب الحرب على نار الصراع الطويل

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

صراع طويل فوق الأرض المقدسة فلسطين. اشتعل منذ آلاف السنين. إمبراطوريات شرقية وغربية، اندفعت إلى مستطيل جغرافي صغير، لم يغب عنه الصدام بين قوى إقليمية وعالمية. أطماع استعمارية توسعية، تحركت عبر العصور، واتخذت من تلك الأرض منطلقاً لفرض هيمنتها على أرض الشام وما حولها. الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، كان لها وجود منذ بداياتها على أرض فلسطين. السَّبي البابلي لليهود ونقلهم من فلسطين إلى العراق قسراً، في عهد حاكمه نبوخذ نصر، كانا خطوة مبكرة نحو تموج ديموغرافي وسياسي. الملك الفارسي قورش أعاد اليهود إلى أرض فلسطين. الصراع على تلك الأرض لم يغب، وكانت له محركات سياسية ودينية. الرسالة السماوية الأولى، نزلت على يد النبي موسى في تلك المنطقة، وقادت إلى حرب على أرض فلسطين بين العبرانيين اليهود وسكانها الأصليين. في عهد الإمبراطورية الرومانية، أصبح البحر الأبيض المتوسط، البحر الروماني، مار نوستروم، كما أطلق عليه الرومان. وتواجه الفينيقيون والرومان في حروب طويلة بالمنطقة. ظهور المسيح عيسى ابن مريم، داعياً إلى دين جديد، من داخل الديانة اليهودية، كان بداية نقلة دينية وسياسية، صبغها الدم بصلب المسيح، وفقاً للمعتقد المسيحي. من أرض فلسطين التي عاشت ردحاً من الزمن تحت الحكم الروماني، انطلقت الديانة الجديدة التي ستصبح الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية الواسعة. الإسلام الدين السماوي الثالث الأخير، كان لفلسطين وجود أساسي فيه. من إسراء الرسول صلى عليه وسلم، من المسجد الأقصى بالقدس، إلى الفتح الإسلامي لفلسطين، على يد الخليفة عمر بن الخطاب. صار لهذه البلاد معنى ومكانة ومكان للديانات السماوية الثلاث. عاش وتعايش فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون. لكن الحروب التي لم يغب عنها الدافع الديني، كانت تعيد نفسها عبر السنين. الحروب الصليبية التي دعا لها البابا أوربان الثاني، واستمرت قرنين من الزمن، بحجة تحرير أرض فلسطين المقدسة للمسيحيين، حيث ولد المسيح ومات، وبها كنيسة القيامة، تلك الحرب التي غيرت مسار الحياة، في المنطقة والعالم، انتهت بهزيمة الصليبيين الأوروبيين، وخروجهم الكامل من فلسطين وما حولها.

صراع طويل عاشته المنطقة، وكل حرب فيها كانت حطباً يُلقى فوق نار الصراع الطويل، الذي لم يتوقف قط. في كل القرون التي تداولت فيها إمبراطوريات إسلامية حكم المنطقة، ظلَّت فلسطين الأرض المقدسة، التي ينافح عنها الخلفاء والملوك والسلاطين. كل الحروب الكبيرة في العالم، تعيد رسم الخرائط البشرية والجغرافية. الحرب العالمية الأولى التي دخلتها الإمبراطورية العثمانية إلى جانب ألمانيا وحلفائها، فعلت فعلها السياسي والجغرافي والبشري. تفكَّكت الدولة العثمانية، وقامت الدولة التركية على أرضها التي نعرفها اليوم. برزت القوة البريطانية والأميركية، وكان وعد بلفور البريطاني لليهود بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين العربية، وبدأ التدفق اليهودي إلى فلسطين، التي وضعت تحت الوصاية البريطانية. حطب ضخم جديد على نار صراع طويل لم يتوقف عبر القرون. قاوم الفلسطينيون المشروع اليهودي لسنوات. صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود. رفض العرب القرار في حين أعلن اليهود قيام دولتهم. هاجمت الجيوش العربية ومعها متطوعون من كل البلدان العربية، الكيان اليهودي وانتهت الحرب بهزيمة العرب، ووسعت إسرائيل سيطرتها فوق أرض فلسطين، وقامت بطرد الفلسطينيين إلى خارج أرضهم. تم بعد ذلك توقيع اتفاقية رودس للهدنة بين العرب ودولة إسرائيل، ووضعت غزة تحت الإدارة المصرية، والضفة الغربية تحت الإدارة الأردنية. انتهت الحرب، ولكن الصراع لم ينتهِ. كانت أغلب البلدان العربية آنذاك، تحت الاحتلالين البريطاني والفرنسي، ولم تكن هناك وسائل إعلام تنقل إلى الشعوب العربية، تفاصيل ما كان من أحداث وتطورات سياسية وعسكرية. ساد صمت وهدوء بعد هدنة رودس. لكن مفاعيل الصراع ظلت كامنة. سنة 1956 قام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بتأميم قناة السويس، وشنت بريطانيا وفرنسا ومعهما إسرائيل حرباً على مصر. دخل الراديو إلى البيوت العربية، وتابعوا مقاومة مصر للعدوان، واعتزوا بالنصر السياسي الذي حققه الشعب العربي المصري، على محتليهم البريطانيين والفرنسيين وإسرائيل. كانت تلك الحرب حطباً نوعياً ضخماً فوق نار الصراع. الحريق الكبير اشتعل في حرب يونيو (حزيران) سنة 1967 بين مصر وسوريا والأردن وإسرائيل، التي انتهت بهزيمة ماحقة للجيوش العربية الثلاثة. اختلط الألم العربي بالغضب العابر لكل البلاد العربية، وكانت قمة الخرطوم التعبير الرسمي عن ذلك. حرب أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1973، كانت محطة فارقة، حيث تابع العرب جميعاً القوات المسلحة المصرية، عبر الراديو والتلفزيون، وهي تعبر قناة السويس، وتحطم خط بارليف وتأسر المئات من الجنود الإسرائيليين.

عادت القضية الفلسطينية إلى الوجود بقوة سياسياً وعسكرياً، وانطلقت مقاومة فلسطينية مسلحة ضد إسرائيل، وعادت القضية إلى الوجود عالمياً.

الآن يتابع العالم حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. رغم الخسائر المرعبة وقتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين. هذه الحرب هي غابة الحطب الأكبر فوق نار الصراع الطويل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حطب الحرب على نار الصراع الطويل حطب الحرب على نار الصراع الطويل



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib