الهروب من سؤال المصير
الإمارات ترفع الحظر عن السفر لمواطنيها إلى لبنان اعتبارا من 7 مايو إعلام إسرائيلي يعلن أن شركة طيران "Air Europa" ألغت جميع رحلاتها المقررة غدا من مدريد إلى تل أبيب شركة لوفتهانزا الألمانية تعلق رحلاتها الجوية من وإلى تل أبيب حتى 6 مايو الخطوط الجوية الهندية تعلق رحلاتها إلى تل أبيب حتى 6 مايو نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تتحرك لتوجيه ضربة قاضية للحوثيين بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52,535 شهيداً و118,491 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023 الدفاعات السودانية تتصدى لهجوم بطائرات مسيرة استهدف قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعاً للبضائع في مدينة بورتسودان الشرطة الإسرائيلية تعلن العثور على قنبلة موقوتة ملفوفة بعلم إسرائيل في منطقة بات يام جنوب تل أبيب لقجع يُهنئ لاعبات نادي الجيش الملكي بمناسبة تتويجه بلقب البطولة الاحترافية للموسم الرياضي 2024-2025. الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف الصحفيين في فلسطين وتسجيل 180 حالة اعتقال منذ الإبادة
أخر الأخبار

الهروب من سؤال المصير

المغرب اليوم -

الهروب من سؤال المصير

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

دخل العرب والمسلمون، الألفية الثالثة بتفجير غيّر مسار زمن جديد. في سنة 2001 استيقظ العالم على حدث هزَّ كل شيء. طائرات مدنية تخترق برجين في مدينة نيويورك، وتقتل آلافاً من المدنيين. المهاجمون مجموعة من الشباب المسلمين، تبين في ما بعد أنهم ينتمون إلى تنظيم إسلامي، يسمى «القاعدة»، ويتخذ من أفغانستان منطلقاً له. كان رد الفعل الأميركي، بداية لزلازل عسكرية وسياسية، طاولت المنطقة العربية كلها. الحرب الأميركية على «القاعدة» وإخوانها وأخواتها في أفغانستان، أنبتت أشجاراً متحركة من العنف، تلتف فوق رؤوسها عمامات متفجّرة، وتحمل أغصانها أوراقاً بألوان إسلامية متموجة. تعددت أسماء التنظيمات المسلحة، وتنوعت أماكنها ونشاطاتها. توالدت الحركات، وتزاحمت القيادات. القتل الفردي والجماعي، هو المحرك المشترك للعنف المقدس المندفع في أرجاء الدنيا. التطرف العنيف لم يكن وقفاً على العالم الإسلامي. أوروبا الغربية شهدت حركات إرهابية أرعبت الأنظمة السياسية والبشر. حركة البادر ماينهوف في ألمانيا، والألوية الحمراء الإيطالية، والفعل المباشر في فرنسا، لكن هذه الحركات الأوروبية، لم يكن وقودها الدين المسيحي، بل كانت جميعها تنتمي إلى اليسار المتشدد، وكذلك الجيش الأحمر الياباني. عبأت أوروبا قوة عقلها العلمي، واجتهد أساتذة علم الاجتماع والسياسة والأمن، لدراسة المحركات الآيديولوجية والنفسية والسياسية، التي دفعت مجموعات من الشباب إلى تبني العنف والإرهاب، لتغيير البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أوطانها. الدراسات الجامعية، تناولت بتوسع تحليل ما حدث. وسائل الإعلام المختلفة في الدول الأوروبية، منحت مساحات واسعة للسياسيين والمفكرين والصحافيين، لمناقشة ما اعتبرته وباءً يهدد السلام الاجتماعي في كل أوروبا الغربية، التي تعيش ازدهاراً اقتصادياً، وديمقراطية وسيادة للقانون. في سنوات قليلة تراجع العنف والتطرف اليساري، ونجح الاشتباك العقلي العلمي العلني، في اجتثاث جذور ذلك الوباء الدموي. في العقد السابع من القرن الماضي، كانت الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي على أشدها، وأضافت الحرب الأميركية على فيتنام، حطباً إلى تلك الحرب التي هيّجت انفعالات الشباب في العالم. الحرب الأميركية على أفغانستان، كانت العاصفة التي أزالت جبال التراب عما دفنته السنون، في حفر الماضي السحيق. ارتفعت منه طفرة شجرة دم العنف القاتل. صار للشجرة فروع ظللت مساحات واسعة من المنطقة العربية، وامتدت لتطول بلداناً أخرى في العالم. «داعش» كان رحم النار، الذي ولَّد العشرات من الحركات المسلحة التي تعددت أسماؤها، وتضاربت أفكارها، وكل قادم جديد زايَد على من سبقه في حدة التطرف والتشدد العنيف. الدين الإسلامي كان الوقود المحرك لكل تنظيمات العنف على اختلاف أماكنها وأسمائها، ورموزها القيادية. الدين بكل معتقداته المختلفة في جميع شعوب الأرض، قوة دفينة مطمورة في أعماق النفس البشرية. تلك القوة تتحرك في داخلها، روافد صامتة لا يوقفها التغير والتطور، الذي تشهده مسيرة الحياة من العلم والفكر والثقافة المتجددة. الأديان جميعها السماوية وغيرها، تحمل في مخازن موروثها، جبالاً من الأفكار التي صكَّها مجتهدون ومفكرون وفقهاء وقساوسة ومتصوفة وغيرهم، اشتبكت مع زمن له حرارته السياسية والاجتماعية والعلمية. في تلك المخازن تكمن قداحات للحروب، كما تكمن فيها، تجليات تعايش وسلام، ومهامز للتطور والترقي. دخل العرب إلى الألفية الثالثة، بأقدام النار والدم التي تحدوها أناشيد الجهاد والصدام والقتل، وكراهية الآخر، في حين يندفع العالم الواعي، إلى عصر جديد، وقوده العقل والعلم والابتكار.

السؤال الغائب الذي يخاف الكثيرون من طرحه بجرأة وعلانية هو، لماذا لم يشتبك العلماء والخبراء ومراكز البحوث الاجتماعية، وغيرهم من قادة الرأي، مع ظاهرة الجهل الدموية، التي تتخذ من مخازن الموروث الميتة، ذخيرة تصبُّها في رؤوس الشباب الغافلين الجهلة، وتحوّلهم قنابل تفجر قوة المستقبل، وتصنع منه عبدة للقتل والدمار والكراهية؟ لقد تمكن العقل الأوروبي من القضاء على تنظيمات الإرهاب بسرعة، عندما عبَّأ قوة الفكر والعلم ووسائل الإعلام، لمواجهة ذلك الوباء الذي هدَّد الاستقرار والسلم الاجتماعي والأمن والرفاهية. لا مندوحة اليوم من ارتفاع الأصوات الجريئة، لمراجعة مناهج التعليم في كل المراحل التربوية، وتعبئة وسائل الإعلام المختلفة، من أجل قفل أبواب المخزن الظلامي الإرهابي. ما يزيد من هول الكارثة، أن تلك الوسائل الإعلامية، التي لها القدرة على إشعال مصابيح التنوير، صارت منصات تعبئة لأصوات الظلام، ودفع جيل الأمل إلى متاهات العنف والإرهاب والتكفير. ألم يحن الوقت لأن تصدر الدول العربية والإسلامية، قوانين تجرّم التكفير الذي يغلق كل أبواب التفكير، ويضع مصير المفكرين التنويريين حملة مشاعل ضوء المستقبل، تحت رحمة عبدة الظلام والتخلف والعنف والإرهاب؟ الهروب من الأسئلة المصيرية أو الخوف منها، يقود إلى سقوط مأساوي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهروب من سؤال المصير الهروب من سؤال المصير



GMT 15:14 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

مفكرة القرية: بغلان حزينان

GMT 12:57 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

‎عبد الناصر.. وصدمة الأنصار والإخوان

GMT 12:52 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

سوريا... إدارة جديدة وتحديات قديمة

GMT 12:50 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

سقط العمود.. إنها إرادة الله!

GMT 12:48 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

ساعة في العجوزة

GMT 12:47 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

لوحة تونسية تهتف بحب السودان!!

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:19 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

نصائح فعّالة في تلميع الأسطح الرخام

GMT 04:02 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المشتري وزُحل يقتربان من بعضهما للمرة الأولى منذ 800 سنة

GMT 23:06 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

بنزيما يقود هجوم ريال مدريد أمام بيلباو

GMT 05:05 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

12 ضيف شرف في فيلم خالد الصاوي "شريط 6" تعرف عليهم

GMT 07:47 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث صيحات الموضة لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 12:51 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

سكودا تنافس السيارات الكهربائية بـ Citigo-E

GMT 04:25 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

أغنى رجل في أفريقيا يتأكد أنه "ثري" بـ"رؤية أمواله"

GMT 06:22 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

خلطات طبيعية لتنعيم الشعر وإعادة حيويته

GMT 20:47 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أماني كمال بإطلالة أنيقة في جلسة تصوير جديدة

GMT 03:28 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طائرة ركاب هندية تصطدم بجدار المطار أثناء إقلاعها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib