ناصر والقذافي وأحمد سعيد
نقيب الفنانين السوريين يضع شرطًا لإعادة سلاف فواخرجي الى النقابة إصابة امرأتين في إطلاق نار داخل كلية بولاية كاليفورنيا والشرطة تعتقل المشتبه به بعد مطاردة قصيرة جانيت نيشيوات تستعد لجلسة استماع بمجلس الشيوخ بعد ترشيحها لمنصب الجراح العام في الولايات المتحدة بدعم من ترامب الاحتلال الإسرائيلي يعترف بقصف أهداف بسوريا شملت مواقع دفاع جوي وبنية تحتية لصواريخ أرض جو بمشاركة 12 طائرة بنيامين نتنياهو يعلن تأجيل زيارته الرسمية المقررة إلى أذربيجان بسبب تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسوريا رئيس وزراء الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا يعلن استقالته من رئاسة حكومة بلاده يويفا يُعلن عن فرض غرامة مالية على نادي ريال مدريد قدرها 15 ألف يورو يد بسبب سلوك عنصري من قبل جماهيره ريال مدريد يخطط لإعادة التعاقد مع ثيو هيرنانديز لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي المقبل ليفربول يضع شرطين أساسيين للموافقة على انتقال أرنولد مبكرًا إلى ريال مدريد الهلال السعودي يُقيل البرتغالي جورجي جيسوس مدرب الفريق الأول لكرة القدم وتكليف محمد الشلهوب
أخر الأخبار

ناصر والقذافي وأحمد سعيد

المغرب اليوم -

ناصر والقذافي وأحمد سعيد

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

في سنة 1982 كنت وزيراً للإعلام في ليبيا. زارنا أحمد سعيد، الإعلامي الذي كان في عهد جمال عبد الناصر، يتدفَّق صوته الثوري القومي من إذاعة «صوت العرب». قدَّم مشروعاً لمحطة راديو باسم «صوت العرب». مضمون برامجها، الحديث عن العلم والتنمية والثقافة، والتركيز على تطوير قدرات الشباب العربي، في عالم يندفع بسرعة نحو التقدم العلمي والتقني، والاستفادة من خبرات العلماء العرب في الخارج. في ذلك الوقت لم تظهر الفضائيات. أرسلتُ مذكرة أحمد سعيد إلى القيادة، وجاء رد العقيد معمر القذافي بتعليق على المذكرة كُتب فيه: «نريدها إذاعة مثل صوت العرب التي كان يقودها أحمد سعيد، في سنوات الخمسينات والستينات». أعطيتُ المذكرة وفوقها تعليق القذافي لأحمد سعيد. بعد صمت قال ضاحكاً: «الله، هو الأخ العقيد لسَّا قاعد في مدرسة سبها الإعدادية!». قضى أحمد سعيد معنا أياماً في طرابلس، وتواصل الحديث بيننا ساعات طويلة. كنتُ في السنة الأولى بالمرحلة الثانوية بمدرسة سبها، عندما بدأت حرب الخامس من يونيو (حزيران) سنة 1967، وتجمع زملاء الدراسة ببيتنا، نتابع بفرحة وحماسة صوت أحمد سعيد، الذي يبشر الشعب العربي بقرب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. سألتُ أحمد سعيد عن تلك الأيام التي انتهت بالهزيمة الرهيبة. قال سعيد، إن البيانات التي كان يذيعها بصوته المجلجل، كانت تأتيه ساخنة من قيادة الجيش، ويذيعها هو على الهواء مباشرة. في مساء اليوم الثاني للحرب، زاره في الإذاعة ضابط كان زميلاً له في الدراسة، وقال له ما هي هذه الأكاذيب التي تصرخ بها يا أحمد؟ بعد قليل سيدخل عليك الجيش الإسرائيلي في الاستوديو. قال سعيد إنه اتصل مباشرة بقيادة الجيش، مستفسراً عن حقيقة الموقف العسكري، وكان الرد أن عليه أن يستمر في الخطاب التعبوي الحماسي نفسه؛ حفاظاً على الروح المعنوية للشعب العربي. تحدث مطولاً عن مرحلة حكم جمال عبد الناصر بما لها وما عليها. كرر سعيد، أننا لم نعرف حقيقة العالم آنذاك، وأن جمال عبد الناصر كان زعيماً مخلصاً، لكنه لم يعرف تفاصيل ما يدور في العالم، وكان الجيش المصري منهكاً في اليمن، والمشير عبد الحكيم عامر لم يكن في مستوى قيادة الجيش المصري.

في الأيام القليلة الماضية، بُث تسجيل لمكالمة هاتفية بين الراحلين جمال عبد الناصر والعقيد معمر القذافي، جرت في شهر أغسطس (آب) سنة 1970. تحدث عبد الناصر عن الوضع العسكري والسياسي المصري والعربي، بعد هزيمة يونيو، واحتلال إسرائيل الأراضي المصرية والسورية والفلسطينية، والقدرات العسكرية الإسرائيلية المدعومة من أميركا، وأن الحديث عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، غير منطقي أو واقعي، وقال من يرِد من العرب أن يقاتل إسرائيل فليتقدم، وتحدث عن العراق وسوريا والجزائر واليمن والقادة الفلسطينيين، أما هو فيراهن على الحل السياسي السلمي.

خاضت مصر حرب استنزاف طويلة، بعد هزيمة يونيو كلفت مصر الكثير من الضحايا والخسائر المادية. مبادرة وزير الخارجية الأميركي ويليام روجرز، وقرار مجلس الأمن رقم 242، طرحا مشروع سلام والانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل. قبل الرئيس عبد الناصر كليهما، وأوقف حرب الاستنزاف. كان عبد الناصر في زيارة إلى موسكو، في محاولة للحصول على أسلحة متطورة من الاتحاد السوفياتي، لكن السوفيات لم يوافقوا على تزويده بالأسلحة التي طلبها، فأعلن قبوله مشروع روجرز وهو في موسكو. نائبه أنور السادات أعلن رفض المشروع، في اجتماع للجنة السياسية للاتحاد الاشتراكي. عندما عاد عبد الناصر إلى القاهرة، كان في مقدمة مستقبليه بالمطار أنور السادات، فقال له عبد الناصر: «اذهب ارتاح في ميت أبو الكوم».

كانت تلك السنوات التي تلت الهزيمة، جبالاً من الإحباط والألم على كاهل عبد الناصر، وعواصف من نار تموج برأسه. الجيش الإسرائيلي لا تتوقف غاراته على المدنيين، واضطرت مصر إلى تهجير سكان منطقة الإسماعيلية، وكانت تبذل جهداً متواصلاً لبناء حائط الصواريخ غرب القناة. لم يبق لعبد الناصر من رفاق قيادة الثورة إلا السادات وحسين الشافعي. كان السادات هو الأنيس، الذي يرفع معنويات الزعيم المكسور، فدأب عبد الناصر على زيارته في بيته برفقة زوجته. الحديث الذي لا ينقطع كان عن جرح الهزيمة الغائر، والسؤال: ما العمل؟ ما قاله عبد الناصر للعقيد القذافي في المكالمة الهاتفية، كان هو الرؤية التي تخلقت بين عبد الناصر والسادات. بعد رحيل عبد الناصر وتولي السادات الرئاسة، نفَّذ السادات كل ما قاله عبد الناصر في تلك المكالمة، بل تنبأ عبد الناصر بكل التهم التي وجهت للسادات. كانت ردود الفعل العربية من الدول والمنظمات التي تصف نفسها بالمقاومة، وتطالب بتحرير كامل فلسطين، حادة ضد عبد الناصر عندما قبل مشروع روجرز وقرار مجلس الأمن. في ليبيا حدث خلاف بين أعضاء مجلس قيادة الثورة. منهم من أصرَّ على وصف عبد الناصر بالخائن، لكن القذافي، كتب بياناً وصف فيه عبد الناصر، بالقائد والمفكر والمشروع القومي. الشدائد تعيد إنتاج العقول، وتسكِت صرخات التعبئة الخشبية.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناصر والقذافي وأحمد سعيد ناصر والقذافي وأحمد سعيد



GMT 18:50 2025 السبت ,03 أيار / مايو

خطوة لبنانية في اتجاه التطبيع… مع العرب

GMT 18:49 2025 السبت ,03 أيار / مايو

ماذا يخيف وليد بك؟

GMT 18:47 2025 السبت ,03 أيار / مايو

حتى اليوم العالمي لحرية الصحافة طنشوه!!

GMT 18:45 2025 السبت ,03 أيار / مايو

فخري كريم: الأرض بتتكلم كردي

GMT 18:42 2025 السبت ,03 أيار / مايو

الوثائق... لا تُجامل أحداً

GMT 18:40 2025 السبت ,03 أيار / مايو

مَن هم المؤثرون؟

GMT 18:39 2025 السبت ,03 أيار / مايو

واشنطن ــ بكين... نهج كيسنجر المعكوس

رحمة رياض تتألق بفستان مخملي أسود بقصة الحورية وتعيد إحياء أناقتها المذهلة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 كانون الثاني / يناير

الزمالك يسعى للتجديد مع أشرف بن شرقي في جلسة حاسمة

GMT 20:45 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 20:51 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

مانويل نوير يؤكد جاهزيته لمواجهة ليفربول

GMT 05:30 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسرار "جزيرة البالغين" في المالديف

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على حقيقة طلاق أصغر زوجين في المغرب

GMT 09:01 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"أدنوك" الإماراتية تحدد أول سعر بيع رسمي لخام أم اللولو الجديد

GMT 05:56 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر تبهر الحضور بتألقها بزي هادئ الألوان

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 18:53 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نظارات GUESS لصيف 2018 بلمسات معاصرة مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib