إسرائيل الثالثة
هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس
أخر الأخبار

إسرائيل الثالثة

المغرب اليوم -

إسرائيل الثالثة

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

إسرائيل اليوم في عقدها الثامن من العمر. تطورت عبر مراحل ثلاث في عالم تغيرت فيه موازين القوة والتحالفات. العرب أيضاً لحقهم التغيير من الاحتلال إلى الاستقلال. تعالت شعارات الوحدة، وتحرير فلسطين، ورفض وجود دولة إسرائيل. لكن صراع العرب فيما بينهم، بقي على حاله كما كان بين قبائلهم منذ قرون.
كان قيام دولة إسرائيل من أكبر الأحداث في القرن العشرين بعد الحربين العالميتين.
نبثت إسرائيل في حقل تربته التاريخ، وسماده الدين، وبذوره عقول جاءت من شرق أوروبا. اليد التي زرعت البذور فوق التراب بالقوة والسياسة، كان أبرزها ديفيد بن غوريون، صهيوني متطرف قاتل في الحربين العالميتين، وانجذب إلى الفكر الاشتراكي. ديفيد بن غوريون، هو من أعلن قيام دولة إسرائيل وترأس أول حكومة في الكيان اليهودي الجديد.
رحل بن غوريون، لكن فكره ورؤيته للقادم ووصاياه السياسية الاستراتيجية، ما زالت لها قوة الفعل لكل الساسة الإسرائيليين. دخل في تحالف مع فرنسا وبريطانيا في الحرب الثلاثية على مصر بعد تأميم قناة السويس، وأخذ ثمن ذلك وهو القنبلة الذرية، التي أعطته فرنسا سرها التقني.
كانت إسرائيل الأولى التي قادها بن غوريون، مزيجاً من القومية والدين اليهوديين، وكان الهاجس الأول والمؤثر هو القومية اليهودية العلمانية، وإن لم يغب النفس الديني التاريخي.
أقوال بن غوريون ووصاياه، ما زالت تتعالى في خطب القادة الإسرائيليين بمختلف توجهاتهم، ولا تغيب في الملاكمة السياسية داخل الكنيست وخارجه.
قال في خطاب ما سُمي بـ«إعلان الاستقلال»: «لا معنى لإسرائيل دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل».
وقال في خطابه بالمؤتمر الصهيوني: «لو كنت زعيماً عربياً، فلن أوقع اتفاقاً مع إسرائيل. لقد أخذنا أرضهم، التي وعدنا الله بها، لكن إلهنا غير إلههم». وأوصى بإدارة الصراع مع العرب، دون التوجه إلى حل شامل.
كانت تلك مرحلة إسرائيل الأولى التأسيسية، التي قادها ديفيد بن غوريون، وانتصر فيها على الجيوش العربية، وانتهت بالهدنة الموقعة في جزيرة رودس اليونانية، وألحقت الضفة الغربية إدارياً بالأردن، وقطاع غزة بمصر.
قبل أن يترك ديفيد بن غوريون قيادة حزب العمال الموحد (المابام) قرَّب إليه عناصر شابة، في مقدمتهم موشي دايان وشمعون بيريز وإسحق رابين وغولدا مائير وشارون. وهم الذين سيقودون إسرائيل الثانية.
بعد العدوان الثلاثي على مصر، وانسحاب القوات الفرنسية والبريطانية والإسرائيلية من الأراضي المصرية، بضغط أميركي وروسي، تغيرت السياسة الخارجية الإسرائيلية، ووطدت علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وفعّلت الوجود اليهودي في أميركا.
ساد في المنطقة هدوء عسكري وسياسي، ولم تشهد تصعيداً عسكرياً يذكر بين دولها. اتجهت إسرائيل الثانية، إلى التصنيع الواسع مدنياً وعسكرياً، والتعليم الحديث، وتقنية الزراعة.
بدأ يبرز التيار السياسي الديني، وانتعش حزب «حيروت» بقيادة مناحم بيغن. كانت خمسينات وستينات القرن الماضي، سنوات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي. اصطفت مصر إلى جانب الشرق، في حين رفعت إسرائيل درجة علاقاتها مع الغرب.
القضية الفلسطينية، لم يكن لها حضور سياسي على موائد التعامل الدولي، إلا من الجانب الإنساني لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
شرعت إسرائيل في إعادة إنتاج نفسها. القادمون الجدد الذين في الكيبوتزات، تحولوا إلى قوة منتجة في مختلف المجالات، وصار لهم حضور فاعل في الأحزاب السياسية. ترتب على ذلك تراجع هيمنة اليسار الاشتراكي اللاديني، واتساع التيارات السياسية الدينية.
في تلك الفترة عاش العالم العربي، حقبة التنابز السياسي الدعائي، كل طرف يكيل الصفات الشعاراتية للطرف الآخر. هذا الراديو يصف خصمه بالرجعي، والآخر بالتابع للسوفيات. وتوالت الانقلابات العسكرية في بعض الدول العربية. وتبنت الاشتراكية الارتجالية، واتسع العنف، وهاجرت العقول، وانحدر التعليم، وتآكل الاقتصاد.
غاص من سموا أنفسهم بالقوميين التقدميين، في بحور الأناشيد للأحلام والزعماء، والهتافات المقفاة لتحرير كامل فلسطين من العصابات الصهيونية، التي هي خنجر إمبريالي في الجسد العربي بلغة الإعلام الإيقاعي. لم تمأسس الدولة العربية، وتتخلق الهويات الاقتصادية للدول، وتضبط الاستراتيجيات الداخلية والخارجية.
في يونيو سنة 1967، حدد راديو «صوت العرب» من القاهرة، موعد غداء الجيوش العربية في تل أبيب، وصرخ المذيع الكبير أحمد سعيد في اليوم الثالث للحرب: «لقد سقط جبل المكبر يا أبناء اليهودية». في تلك الساعات كان الجيش الإسرائيلي على ضفة قناة السويس.
عندما قامت مصر بحشد قوتها في سيناء، عمَّ الخوف الإسرائيليين، واعتقد بعضهم بأن الجيوش العربية ستجتاح كل الأراضي الإسرائيلية في ساعات.
بعد النصر غير المتوقع للجيش الإسرائيلي على ثلاثة جيوش عربية، واحتلال كامل فلسطين التاريخية وسيناء والجولان، سادت في إسرائيل قناعة، أن الله هو من حقق ذلك النصر الأسطوري الكبير، وليس الجيش الإسرائيلي بمفرده.
انفتح الباب السياسي للأحزاب الدينية، وأصبح التطرف الصهيوني الديني، ورقة مضافة إلى صناديق الاقتراع.
حزب «العمل» الإسرائيلي الذي حكم الدولة منذ قيامها، بدأ يتراجع، وبرزت الأحزاب اليمينية الدينية الصهيونية.
حزب «الليكود» تشكل سنة 1973 بين تكتلات يمينية صهيونية وحزب «حيروت»، الذي أسسه مناحم بيغن، وطرح آيديولوجية متشددة ترتكز على تكريس دولة إسرائيل الكبرى، ورفض قيام دولة فلسطينية. هيمن المستوطنون على مفاصل الحزب. شكل حكومتي تحالف بقيادة إسحق شامير، وفي سنة 2009 شكل حكومة بقيادة بنيامين نتنياهو.
عاشت إسرائيل على مدى سنوات وجودها، تفاعلات سياسية تتحرك بقوة. غابت قوى سياسية وبرزت أخرى. لكن بقي الحبل الآيديولوجي الديني الصهيوني يربط كل تلك القوى رغم الخلافات السياسية الشديدة. التزمت كل قوى الطيف السياسي بوصايا ديفيد بن غوريون، وأفكار جيبوتنسكي الصهيوني العنيف العنصري. واصلت تقدمها العلمي والصناعي المدني والعسكري، وحققت اختراقات كبيرة في الجدار العربي والفلسطيني بعد اتفاقات أوسلو.
الآن لم يعد بين الأنظمة العربية، وحتى في المزاج الشعبي العربي، من يقول بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ويرفض وجود إسرائيل.
إسرائيل الثالثة هي التكوين الذي حقق سطوته الإقليمية ودوره الدولي، وأعلن هويته اليمينية الصهيونية، ورفضه للهوية الفلسطينية، وتكريس منهج الأبارتهايد العنصري.
هل تحقق إسرائيل الرابعة، وصية ديفيد بن غوريون: «لا إسرائيل دون القدس، ولا قدس دون الهيكل»؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل الثالثة إسرائيل الثالثة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 22:35 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة
المغرب اليوم - تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib