أوروبا أمام مرآتها المتحركة
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

أوروبا أمام مرآتها المتحركة

المغرب اليوم -

أوروبا أمام مرآتها المتحركة

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

عاشت القارة الأوروبية أسبوعاً هزَّها، وشدَّ العالمَ إلى صخب عواصمها. انتخابات البرلمان الأوروبي أطلقت أضواءً مختلفة، كان أبرزها وألمعها، الأحمر والأصفر.

تقدم بارز لما يسمى اليمين المتطرف في بعض الدول.

كانت نتائج هذه الانتخابات مؤشراً سياسياً، أكثر مما هي حقيقة عاملة، ستغير التكوين السياسي في دول الاتحاد الأوروبي. لم يحقق اليمين المتطرف نتائج كبيرة عاصفة، تدعو إلى الرعب من القادم السياسي داخل دول منظومة الاتحاد الأوروبي. صلاحيات البرلمان الأوروبي ليس لها قوة عاملة داخل دول الاتحاد، سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي. المفوضية الأوروبية لا تمثل جهازاً تنفيذياً يمتلك القرار الملزم في الشؤون الداخلية الحياتية للدول. نتائج الانتخابات اعتبرتها القوى السياسية، مؤشراً يكشف عن المزاج السياسي للمواطن الأوروبي بمختلف تياراته من اليسار إلى اليمين. هنا تكمن عوامل الارتياح والانزعاج. في كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، جرت قراءة النتائج في ضوء، تحرك مؤشر القوى المتنافسة على كراسي الحكم. كانت ردود الفعل مختلفة من دولة إلى أخرى. فرنسا كانت الأعلى صوتاً في صرخات الانفعال السياسي على نتائج الانتخابات. الرئيس إيمانويل ماكرون أعلن بُعيد ظهور النتائج الأولى، حل الجمعية الوطنية، والدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة. ما قام به الرئيس ماكرون، كان توظيفاً سياسياً لما حدث، وذلك لسببين. الأول أن ماكرون كان يفكر ويناقش مع أعوانه منذ أشهر، فكرة حل الجمعية الوطنية، والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لوضع حزب اليمين في حلبة المعترك التنفيذي المباشر، السبب الآخر هو أن النظام الفرنسي، يختلف عن الأنظمة السياسية في أغلب دول الاتحاد الأوروبي، التي تتبنَّى النظام البرلماني، في حين يقوم الحكم في فرنسا على النظام الرئاسي، وفي حالة حصول المعارضة على الأغلبية في البرلمان، تشارك الرئيس في الحكم. الرئيس ماكرون أراد أن يستثمر نتائج الانتخابات الأوروبية في فرنسا، التي تقدم فيها اليمين الذي يوصف بالمتطرف، أراد أن يستثمر الصدمة التي شعر بها قطاع كبير من الفرنسيين، الذين تظاهروا رفضاً لتقدم اليمين. في دول أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا، لم تحدِث نتائج الانتخابات صدمة أو حتى هزّة فارقة. في إيطاليا مثلاً حقق حزب إخوة إيطاليا، الذي تتزعمه رئيسة الحكومة جوليا ميلوني نجاحاً كبيراً، في حين حقق حليفها حزب فورزا إيطاليا تقدماً طفيفاً، أمَّا الضلع الثالث في الائتلاف الحكومي، رابطة الشمال فلم يكن له نصيب يضاف إليه، كجناح يميني أقرب إلى التطرف. في ألمانيا لم تقرع النتائج طبول التوجّس من قوة تقدم اليمين. أوروبا قارة المخاض السياسي والفكري والاقتصادي والعلمي على مدى العقود الماضية. أبدعت وصنعت واستعمرت وتحاربت. ازدهر فيها العلم والفكر والصناعة والعنف والحروب. التداول على السلطة من حقائق الواقع، كما هو تحرك الفصول في مسار السنوات. برزت أحزاب حكمت لسنوات طويلة أو قصيرة، ثم رحلت وجاء غيرها إلى سدة الحكم. تعددت الأحزاب وتجددت وتغيرت. في بريطانيا والولايات المتحدة، هناك حزبان كبيران يتبادلان الحكم، ولا تتشكل حكومات ائتلافية من أحزاب مختلفة، في أوروبا، يختلف الوضع. هناك حقائق جديدة تعيشها القارة الأوروبية اليوم. أزمة اقتصادية فاقمها التضخم، وانعكاسات الحرب الروسية على أوكرانيا، وكذلك مشكلة المهاجرين من شرق القارة، ومن أفريقيا وآسيا. كلها تساهم في تشكيل المزاج الانتخابي. الانتماء الوطني في بعض الدول، والعزوف عن الاندماج في تكوين قاري أوسع، يبقى كامناً في النفوس رغم ما يحققه الاندماج الكونفدرالي من مصالح وتسهيلات للمواطن في دول الاتحاد الأوروبي. كل ذلك يحرّك الناخب نحو الهوية الوطنية التي يكرّسها اليمين في خطابه. الحرب الروسية في أوكرانيا، والدعم المالي والعسكري الأوروبي لأوكرانيا، صارت قضية محلية في دول الاتحاد، حيث يشعر المواطن أن ذلك الدعم السخي، سيطول وسيدفع هو الثمن، وأن روسيا لا يمكن أن تجنح إلى تسوية سياسية، وتنسحب من الأراضي التي احتلتها في أوكرانيا، وبدأ الحديث في أوساط اليمين الأوروبي عن ضرورة إقناع أوكرانيا بالقبول بالواقع، والتخلي عن بعض أراضيها المحتلة. قضية المهاجرين غير النظاميين، تحولت ناقوساً اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، يرتفع صوت ضرباته دون توقف. هناك تخوف من تغيير ديموغرافي حقيقي على المديين المتوسط والطويل.

على كل حال، فالانتخابات البرلمانية القادمة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، هي التي سترسم خريطة القادم، في داخل دول الاتحاد. فزَّاعة الخوف من عودة الفاشية والنازية والأنظمة الديكتاتورية إلى أوروبا، أقرب إلى الوهم. فالديمقراطية تجذرت وصارت من المقدسات التي لا تقبل النقاش، وصناديق الاقتراع هي المعمل الوحيد الذي يصنع مديري الدولة. هناك ثوابت راسخة لها جذور عميقة وقوية في العقول، وفي منظومات التفكير. نتائج هذه الانتخابات الأوروبية، لا تتعدى كونها بعض صرخات احتجاج، ستخفت بعد قليل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا أمام مرآتها المتحركة أوروبا أمام مرآتها المتحركة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib