السياسة وعقل الدول
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

السياسة وعقل الدول

المغرب اليوم -

السياسة وعقل الدول

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

حلقات الزمن، تعجّ بالبحار والأنهار والبحيرات والأعاصير، وغيرها مما تتلوى فيها الأحداث والأزمات الكبيرة والصغيرة. الحرب هي المطرقة النارية الضخمة، التي تهوي بها يد القوة على خصم قريب أو بعيد. في مطلع ستينات القرن الماضي، حبست الدنيا أنفاسها عندما اكتشفت طائرات تجسس أميركية، وجود أسلحة نووية سوفياتية، على الأراضي الكوبية. الرئيس الأميركي الشاب جون كيندي، رفع مطرقة التهديد النارية، وعبأ قوته لمواجهة ما قام به الزعيم السوفياتي المندفع نيكيتا خروتشوف. تدحرج الموقف بسرعة نحو صِدامٍ آتٍ بين القوتين النوويتين العظميين على وجه الأرض. وزير الدفاع الأميركي وقتها روبرت ماكنمارا، مال إلى ضفة الدبلوماسية الخشنة، في حين اندفع الرئيس الشاب كيندي، إلى حلبة المنازلة الصفرية مع غريمه المزاجي السوفياتي نيكيتا خروتشوف. تفكيك الأسلحة النووية السوفياتية، التي نُصبت على مرمى النظر من الساحل الأميركي، كان مطلب الرئيس كيندي غير القابل للنقاش. تراجع في النهاية خروتشوف، ووافق على الطلب الأميركي، بعدما قام وزير الدفاع روبرت ماكنمارا، بتقديم مشروع سياسي للتسوية، يقوم على ترتيبات عسكرية في المنطقة الساخنة على الحدود السوفياتية؛ لحفظ ماء هيبة وجه وقبضة خروتشوف العنترية. تنفس العالم نسمة سلام استردها، بفعل الخيارات السياسية، من قبضة انفعالات القوة الكبرى الرهيبة.

الخيارات السياسية في ساعات الطواف حول حافة الهوية القاتلة، تتحرك على عجلات البدائل، مُرّها وحلوها وما بينهما. حماية الأمن الوطني للبلاد، هي الهدف الأساسي من بناء القوة في كل كيان وطني. الدفاع عن المصالح الاقتصادية للدولة، لا يغيب عن حسابات السياسيين، لكن بما لا يؤدي إلى تكلفة بشرية ومالية، تفوق حجم ما ينفق على حماية مصالح الأمة. تلك هي أعمدة سياسة توظيف القوة المسلحة. وزير الخارجية مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق هنري كسنجر، تبنى ذات المعادلات السياسية التي سبقه إليها، وزير الدفاع في عهد الرئيس كيندي، روبرت ماكنمارا. بعد حرب دموية طويلة، خاضتها الولايات المتحدة الأميركية في فيتنام، ضد مقاتلين وطنيين شيوعيين فيتناميين، مدعومين من الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية. كانت تلك المواجهة، حرباً عالمية ساخنة، في زمن الصراع البارد بين القوى الكبرى. هنري كسنجر قفز إلى خندق النار الفيتنامي، من زاويته الصينية، وأقنع رئيسه ريتشارد نيكسون، بزيارة بكين واللقاء بالزعيم العجوز ماو تسي تونغ. الأزمات الكبيرة تنبت في حقول الرؤوس المالكة قوة السلاح والمال والقرار، وإبطال مفاعيلها يبدأ بمعرفة كيمياء ما نبت في الرؤوس الفاعلة. إدارة الأزمات هي معارك لا تترك للعسكريين وحدهم، بخاصة عندما يكونون صغاراً نزقين قفزوا إلى السلطة في ظلام ليل صامت.

في بلدان العالم الثالث التي نالت استقلالها بعد قرون من الاستعمار. استوطن الجهل والعوز وغابت قوة الهويات الوطنية، وكانت الجماعات العرقية والطائفية هي الحاضر الأقوى، ولم تنبعث المجتمعات المدنية، وصارت الجيوش هي القوة المنظمة الوحيدة في البلدان الحديثة الاستقلال. صارت سلطة الحكم، هي المعترك المحرك لمن يمتلك السلاح. شهدت القارة الأفريقية الانقلابات العسكرية الأكثر في العالم، وترسخت كيانات الاستبداد والتخلف والمعاناة المزمنة. غابت مؤسسة الدولة، ونسيج المجتمع المدني الفاعل في جوارحها. بعد سنوات من مغادرة المستعمر أراضي البلدان العربية، شهد بعضها جهوداً صادقة لإقامة أسس الدولة، وسخّر قادتها ما تيسر لهم من إمكانيات للتعليم والصحة والبنية التحتية. كرَّسوا سيادة القانون والمساواة بين المواطنين، وتفادوا الصدام مع القريب والبعيد. بلا شك كانت إدارة تكوين جديد، من دون خبرة سابقة، تحتاج إلى قوة العقل، وتوظيف الفراسة المتوارثة، والتواصل مع الشيوخ والأعيان، وفتح أبواب الأمل والتحفيز للشباب. تحقق قدر واعد من السلام الاجتماعي، وتحركت إرادة البناء والتنمية. ضربات ثقيلة هوت على بعض الكيانات الوليدة. ضباط صغار أو متوسطو الرتب، انتزعوا السلطة بانقلابات عسكرية، وساد عنف القوة، وزغردت الشعارات والأناشيد في الآذان، وتحكمت العواطف والأحلام في خلايا الوجدان، ونمت العداوات بين الدول التي تغيرت عناوينها، وارتبكت الأهداف.

عقود اهتزت فيها أركان البنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. تراكمت الأزمات، من دون أن يفيق من يجلسون فوق كراسي القرار، بخطورة الجرف الهاري الذي يندفعون له، وتلاحقت الهزائم وتخلخل البنيان، وصارت الأزمات هي الكائنات الوحيدة التي تنمو من دون توقف. أميركا اللاتينية، أصاب بعضها المس نفسه من الانقلابات العسكرية، لكن ناقوس اليقظة كان أعلى، وبدأت مرحلة ضوء الواقعية، وتراجعت قبضات الديكتاتوريات والعسف الدموي.

الحياة مسيرة طويلة شاقة، بين شقوق الامتحانات التي لا تتوقف، بما فيها من جهد صراع وانتصارات وانكسارات. القادة العقلاء الذين يحسبون قراراتهم، ويوازنون بين المصالح والتكلفة، هم من يشعلون الأضواء في مسارات النهوض والتقدم. قال أبو الأسود الدؤلي:

لا يصلحُ الناسُ فوضى لا سراةَ لهم

ولا سراةَ إذا جُهّالُهم سادوا

والبيتُ لا يُبنى إلا لهُ عمدُ

ولا عِمادَ إذا لم ترسَ أوتادُ

فإن تجمَّع أوتادُ وأعمدةُ

لمعشرٍ بلغوا الأمر الذي كادوا

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة وعقل الدول السياسة وعقل الدول



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib