العرب في عالم يتغير
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

العرب في عالم يتغير

المغرب اليوم -

العرب في عالم يتغير

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

بعد الحرب العالمية الثانية، انتقل العالم إلى وضع سياسي واقتصادي وثقافي بشكل غير مسبوق. بدأ تراجع الاستعمار البريطاني والفرنسي في أفريقيا وآسيا. وهبَّت رياح صراع عالمي جديد بين من تحالفوا ضد دول المحور. الدول العربية التي حصلت على الاستقلال، وأسست كيانات وطنية لها، كانت محدودة القدرات المالية والتعليمية، وقامت منظمة إقليمية للدول العربية تحت عنوان الجامعة العربية. كل تلك الأنظمة الجديدة كانت تحت حكم ملكي، ولم تشهد المنطقة أنظمة جمهورية باستثناء سوريا ولبنان. في بداية القرن العشرين ظهرت نزعات آيديولوجية قومية، وكان للعرب نصيبهم في ذلك التيار الوليد. عندما بدأت حركة الإصلاح التركية بِنَفَس قومي طوراني، تنادى بعض الضباط العرب في الجيش العثماني، وشرعوا في تنظيم حركة قومية عربية، شارك كثير منهم في ما عُرف بالثورة العربية ضد الدولة العثمانية. بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، فرضت بريطانيا وفرنسا وصايتهما أو حمايتهما واستعمارهما على بعض الدول العربية. تمكّن الفاشيون من الاستيلاء على السلطة في إيطاليا، والنازيون انتزعوا السلطة وفرضوا سياسية عنصرية تمييزية عنيفة، بحجة تفوق عرقهم الآري على غيرهم من البشر.

في البلدان العربية التي حصلت على الاستقلال، برزت تحديات غير مسبوقة، أولها بنية الكيان السياسي الجديد وشرعيته وتشريعاته في البلدان المستقلة. الموروث الاجتماعي والديني والوضع الاقتصادي الضعيف، وغياب النموذج السياسي، أي مرتكزات الكيان الجديد، «الدولة» كان لها وجود فاعل. شعار الوَحدة العربية رفعه تيار آيديولوجي تأثر بما شهدته أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها. حزب البعث العربي الاشتراكي كان الوليد الأول بعد الثورة العربية ضد الدولة العثمانية؛ أملاً في تأسيس كيان عربي في بلاد المشرق. حرب فلسطين سنة 1948 كشفت عن هشاشة الكيانات العربية الجديدة. وصلت الحرب الباردة بين الشرق والغرب إلى أبواب البلاد العربية. دخلت المنطقة في متاهة بغابة تملؤها الأشواك. انقلابات عسكرية يستولي عبرها ضباط شباب على السلطة، ويرفعون شعارات مزخرفة بالوعود الحالمة. وصول الضباط الأحرار إلى السلطة في مصر كان الحدث الذي فعل فعله على امتداد المنطقة العربية، ولحقته انقلابات في العراق وسوريا واليمن والسودان والجزائر وليبيا. السؤال القلق الكبير وهو، «كيف تُدار الدولة» في بلدان لم يقم بها هذا الكيان من قبل؟ بقي ناقوساً لا يغيب. تبنّت بعض الدول المستقلة الوليدة النمط الليبرالي الحزبي التعددي، بخاصة في مصر والعراق الملكيتين، وفي سوريا ولبنان الجمهوريتين، لكن الانقلابات العسكرية التي شهدتها أغلب هذه البلدان، ألغت ذلك النمط الليبرالي، وكرّست حكم الحزب الواحد الذي ينتهي بحكم الفرد الواحد.

الدولة، كيان جديد في كل العالم. عبر التاريخ الإنساني الطويل، لم تقم أنظمة ينطبق عليها مفهوم «الدولة»، بل سادت قوة «الدولة». الرومان كانوا سلطة مسلحة قوية سيطرت على أجزاء كبيرة من العالم، وكذلك السلطة العربية الإسلامية باختلاف عناوينها وأسمائها، وكذلك جميع السلطات العابرة لبلدان العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. السلطة الحاكمة لا تولي اهتماماً بالمحكومين، ولا تعير اهتماماً للبنية التحتية والتعليم، وإقامة نظام قضاء، وإشراك الناس في إدارة أمور البلاد، لا بشكل مباشر أو غير مباشر. لم تكن هناك حدود للبلد الواحد تحترمها بقية القوى الحاكمة في بلدان أخرى. كان السلاح هو القانون الذي يرسم خرائط وجود السلطات على الأرض.

سؤال «الدولة» ترعرع في خضم معارك مرحلة التنوير في أوروبا وأميركا. كُتب بالطبع الكثير عن ذلك المفهوم مبكراً في زمن اليونان، لكنه لم يُصغ في قواعد وعلى أسس عاملة. الفيلسوفان توماس هوبز وباروخ إسبينوزا، قدّما رؤية عميقة عن حتمية وجود كيان الدولة، وإن اختلفا اختلافاً كبيراً في الدوافع، ومرتكزات أركان هذا الكيان. فلاسفة كثيرون قدموا اجتهاداتهم الفكرية المهمة، مثل جان جاك روسو وأوغست كونت وغيرهما. بعد حروب طويلة مهلكة، اجتمعت البلدان الأوروبية الكبيرة على اتفاقية وستفاليا سنة 1648، التي شكّلت خطوة مهمة نحو كيان الدولة الأمة.

نعود إلى البلاد العربية التي بعد حصولها على الاستقلال، لم يتخلق فيها المفهوم العملي للدولة على أرض الواقع، وظلَّت السلطة هي القوة الحاكمة في كل مفاصل الكيان الاجتماعي. السلطة تسخّر كل ما هو موجود وله تأثير في المجتمع لمصلحتها. الدين والتراث والقبيلة والثروة والثقافة، لخدمة قبضتها البوليسية المطلقة على كل شيء في البلاد بمن فيهم البشر.

بلدان عدَّة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، مرّت بمراحل قلقة وساخنة لم تخلُ من الصدام والدماء بدوافع الحلم والآيديولوجيا، لكنها في النهاية أدركت أن الدول لا تبنى بالشعارات والأحلام الكبيرة. القارة الأوروبية التي كانت الأسرع في التطور والتنوير والنهضة، عاشت حروباً دموية. نابليون بونابارت أراد أن يفرض فكر الثورة الفرنسية بقوة السلاح، وكانت نهايته الهزيمة، وأدولف هتلر أراد أن يفرض تفوّق عرقه على القارة الأوروبية والعالم بقوة السلاح، فكانت نهايته الانتحار.

أوروبا الموحدة اليوم في كيان فيدرالي، بدأت تجمعها منذ عقد خمسينات القرن الماضي، بتعاون اقتصادي، واحترم الجميع خيارات الجميع الاقتصادية والسياسية بعيداً عن أوهام الآيدولوجيا وطموحات الزعامة والقوة العابرة للحدود. الآيديولوجيا الأممية الشيوعية الماركسية الروسية، عندما سيطرت على بلدان شرق أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، حوّلتها مستعمرات، في حين مارست دول أوروبا الغربية خياراتها السياسية بِحُريّة تحت الحماية الأميركية.

حكم حزب البعث العربي الاشتراكي في كل من سوريا والعراق العربيتين المتجاورتين، وكان أول شعاراته الوحدة التي لم تقم بينهما، بل كان بينهما ما صنع الحداد. صدام حسين، عندما أدرك أن الاتفاق بين أحمد حسن البكر وحافظ الأسد، سوف يهمّشه فقام بمجزرة قاعدة الخلد وقتل قادة حزب البعث العراقي وانفرد بالحكم، وأورد تايه عبد الكريم، أحد قادة حزب البعث، في مذكراته تفاصيل أكذوبة تلك المؤامرة التي اصطنعها صدام حسين للانفراد بالحكم. في سوريا البعثية انقلبت الانقلابات على الانقلابات من أجل السلطة.

من حق كل دولة أن تختار نمط الحكم الذي يتفق مع تكوينها الاجتماعي، هذا ما أجمعت عليه دول أوروبا، حيث لا يوجد نمط واحد يصلح للجميع. هناك أنظمة جمهورية رئاسية وأخرى برلمانية، وأنظمة ملكية أو أميرية. تدخل بعض الأنظمة العربية في شؤون بعضها، كلّف العرب كوارث، وزرع الشكوك، وقفل أبواب التعاون الاقتصادي والتواصل الاجتماعي والثقافي.

لا بد من مراجعة مفاهيم سادت، وكانت مجرد شعارات ليس لها من صدق منطقي، صارت المراجعة، ضرورة ملحة في عالم يتحرك بسرعة نحو تكوين جديد بعقل جديد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب في عالم يتغير العرب في عالم يتغير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib