الانتخابات الرئاسية الفرنسية معركة التطرف
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

الانتخابات الرئاسية الفرنسية... معركة التطرف

المغرب اليوم -

الانتخابات الرئاسية الفرنسية معركة التطرف

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

بدأ العد التنازلي الساخن في معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية. صراع قديم يعود كل خمس سنوات بعد أن تم تخفيض المدة الرئاسية من سبع سنوات إلى خمس. كل جولة انتخابية رئاسية في فرنسا، تتغير فيها برامج المترشحين ولغتهم وشعاراتهم، مثلما تتغير الشخصيات المتصارعة في سباق العدْو نحو قصر الإليزيه. الرئيس الجالس على كرسي الرئاسة، يكون أول المندفعين إلى مضمار السباق إلا في حالات قليلة كما حدث مع الرئيس الأسبق فرانسوا أولاند. اليمين واليسار هما الخطوط الأطول في ساحة الركض، أما الوسط فهو العنوان الذي تجري كتابة شعاراته وبرامجه بحروف لا تخلو من تشابه يربك كل من يحاول قراءتها.
في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الدول الليبرالية، يكون الشاغل الاقتصادي هو الوقود الذي يدفع محركات آلة الصراع، لكن الأحداث الداخلية والدولية تقتحم حلبة الصراع عنوة. يوم 10 أبريل (نيسان) المقبل تنطلق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بين أكثر من عشرة مرشحين حتى الآن، ولا يستبعد إعلان بعضهم الانسحاب. التنافس الأكثر سخونة هو بين مرشحي التيار اليميني الذي صارت له أصوات وألوان متعددة. الشخصية الأبرز هي مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية التي خاضت الجولة الثانية في الانتخابات الأخيرة مع الرئيس إيمانويل ماكرون وورثت والدها المؤسس التاريخي للتيار العنصري السياسي اليميني في فرنسا. أصبحت مارين لوبان، هي شعرة البوصلة السياسية الفرنسية التي تقاس بها الاتجاهات اليمينية المختلفة.
المسلمون الفرنسيون لهم الحضور المزمن في معركة الانتخابات الفرنسية في العقود الأخيرة. فهم البقع السوداء في جلد الثور الفرنسي ناصع البياض ويتبارى زعماء اليمين الفرنسي في تخليق الترياق السياسي والثقافي والاجتماعي لإزالته أو إبطال مفعوله السياسي والثقافي. مارين لوبان أصبح لها أكثر من منافس على قيادتها لليمين، والمفارقة أن كبيرهم قادم من الأرض التي اتخذها عدواً لما دفعت به من مهاجرين إلى فرنسا. إيريك زمور القادم من الجزائر ضمن ما عرف بالأقدام السوداء التي رفضت منح الجزائر الاستقلال عن فرنسا، وهو من أصول يهودية لها جذور عميقة في الجزائر حملها معه في اسمه زمور، وتعني في اللغة الأمازيغية الزيتون.
يرى أن كثافة الوجود الإسلامي في فرنسا مؤامرة كبيرة لتغيير النسيج الاجتماعي الفرنسي، وإذا استمر هذا الوضع في رأيه، فإن فرنسا ستصبح بلداً إسلامياً بعد خمسين عاماً، ويعلن أن مشكلات فرنسا الاقتصادية سببها المهاجرون المسلمون الذين يسطون على فرص العمل ويستنزفون الاقتصاد الفرنسي عبر المساعدات المالية التي تقدم لهم ويفرضون ثقافتهم المخالفة لكل ما هو فرنسي، ويعد في حالة توليه رئاسة البلاد بمنع اسم «محمد» في فرنسا.
مارين لوبان ترى فيه الغريم الأخطر، فهو يأخذ من خزانها الانتخابي لأنه يرفع سقف تطرفه اليميني متجاوزاً أطروحتها العنصرية التي شكلت تيارها الأقدم، ما جعله يقف أمام القضاء بتهمة بث العنصرية والكراهية. لم يعد بين كل السياسيين اليمينيين في فرنسا من هو قادر على تجاوز المدى الذي خطَّه إيريك زمور.
اليسار الفرنسي انقسم إلى درجة التشظي، ما جعله يفقد لونه. بعض أطرافه ذهبت إلى العزف على وتر العنصرية بدرجة أو أخرى تحت شعار الوطنية رغم معارضتهم لإيريك زمور ويرفعون شعار «الحالة الإسلامية في فرنسا تحتاج إلى معالجة وليس إلى الإقصاء». اليسار الفرنسي فشل مراراً في تشكيل جبهة انتخابية موحدة لأن الركض نحو كرسي السلطة بقصر الإليزيه يحرك عوامل الفرقة أكثر مما ينزُّ صمغ التحالف. الشخصيات اليسارية التي تركض في حلبة السباق وأبرزها جون ميلنشون، تحصل في آخر استطلاع للرأي العام أجراه معهد إبسوس على نسبة 11 في المائة، في حين حصلت المرشحة فاليري بيكريس على النسبة نفسها، أما اليمين بممثليه الأبرز؛ مارين لوبان حصلت على نسبة 15 في المائة وحصل غريمها إيريك زمور على نسبة 13 في المائة، وكان الرئيس ماكرون هو صاحب النسبة الأعلى في الاستطلاع وهي 30 في المائة، وكل ذلك يؤشر إلى أن فرص الرئيس الحالي هي الأعلى.
الانتخابات الرئاسية في فرنسا تعكس إلى حد ما مفاعيل الخضم الذي تعيشه أوروبا شرقاً وغرباً. في الشرق الأوروبي التيارات المحافظة لها وجود، في حين يشهد غرب القارة حضوراً ليبرالياً متنوعاً لليسار فيه تأثير كبير، رغم الحالة الشعبوية التي لا تغيب عن ساحات الصراع السياسي.
الحرب التي تجري في أوكرانيا سيكون لها ظلال على الانتخابات الفرنسية، فالرأي العام الفرنسي في مجمله يصطف إلى جانب أوكرانيا ويرفع صوت الإدانة لروسيا، وقد نجح الرئيس إيمانويل ماكرون في إدخال تلك الحرب إلى معركته الانتخابية. وظّف رئاسته للاتحاد الأوروبي واندفع بقوة إلى ساحة الدبلوماسية المتحركة عبر الاجتماعات والاتصالات الهاتفية مع أطراف النزاع في موسكو وكييف والقيادات الأوروبية والرئاسة الأميركية لإيجاد حل سلمي للحرب الروسية في أوكرانيا، وأطلق مبادرات متواصلة في سياق معالجة أزمة اللاجئين الأوكرانيين.
قرار آخر اتخذه الرئيس ماكرون له مردود على المعركة الانتخابية وهو سحب القوات الفرنسية من مالي، وهو بذلك نجح في سحب هذه الورقة من يد منافسيه، وكانت تلك ضربة استباقية لها تأثيرها في معركة الانتخابات المقبلة.
إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي الأصغر سناً، الشاب المثقف عازف البيانو البارع في الداخل والخارج، حقق لفرنسا حضوراً سياسياً على المستويين الأوروبي والدولي. إذا استمر في قيادة فرنسا لخمس سنوات مقبلة، فإنه سيضع اسمه ضمن رؤساء فرنسا الكبار، بعد سقطات سياسية شهدتها البلاد في عهدي فرانسوا أولاند ونيكولا ساركوزي، فكان هو النحلة التي رشفت من بساتين ديغول وميتران وجاك شيراك، مع مبادرات تفاعلت مع المستجدات الداخلية والخارجية.
في المعركة الانتخابية الرئاسية، التطرف السياسي يكسر بعضه كالفخار، والرئيس الشاب يعزف على بيانو الهدوء والوطنية المعتدلة، وينتظر الجولة الثانية فوق حلبة الملاكمة وفي يديه قفازان يصارع بهما امرأة أو رجلاً، وكلاهما على يمينه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الرئاسية الفرنسية معركة التطرف الانتخابات الرئاسية الفرنسية معركة التطرف



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib