دومينو السقوط وسيناريو ما بعد هزيمة ترامب
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

دومينو السقوط وسيناريو ما بعد هزيمة ترامب

المغرب اليوم -

دومينو السقوط وسيناريو ما بعد هزيمة ترامب

مصطفى يوسف اللداوي
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

 سقط الفيل الجمهوري وجذع خرطومه، وفقأ الحمار الديمقراطي عينيه فعمي، وضرب بالولايات المتأرجحة رجليه فترنح فاقداً اتزانه خائر القوى، ثم سقط على الأرض صريعاً وقد خسر، يتخبط وقد صدم، إلا أنه لم يسلم بالهزيمة ولم يقبل بالخسارة، فعلا صوته وصخب صراخه، وهدد بكلماته وتوعد بسلطاته، وداس بأقدامه الثقيلة القيم الأمريكية والأعراف الديمقراطية، وسف بكلماته وسب وشتم ولعن، ولجأ إلى رصيده الكبير من الوضاعة والعنصرية، والهمجية والديماغوغية، فسفه العقول وتطاول على الأحكام، واستخدم غباءه في إنكار الحقائق وتكذيب الأرقام ونفي الوقائع، إذ لم يصدق ما أصابه وهو الذي كان يمشي على الأرض كالطاووس مرحاً، ويخطو فوق ترابها كالملك مختالاً، بغطرسةٍ وكبرياء، وجنونٍ وغباء.

 سقط العتل الزنيم، المعتدي الأثيم، الأفاق الذميم، الكذاب الأشر، الفاجر الشره، المغرور المهين، الذي علا في الأرض وبغا، وظلم واعتدى، وظن أنه بصرحه قد بلغ الأسباب، ولكنه خَرَّ من السماء وسقط، وتكسرت عظامه وانعقد من الأسى لسانه، وانتهى زمانه وتجهز للرحيل رجاله، إذ لا مقام لهم بعده، ولا وجود لهم دونه، فقد كان هو سندهم ورافع شأنهم، نفخ في بوقهم شروره، وأودعهم خبثه، فأعلن صهره كوشنير وزوجته، وسفيره في الكيان ومحاميه الأول دافيد فريدمان، ومعهم جيسون جرينبلات وفريقهم، عزمهم على طي متاعهم والرحيل، وهم يعضون أصابع الندم إذ لم يقفزوا من القارب قبل أن يغرق، ويفارقوا الربان الذي أغراهم بسفهه، وشجعهم بجنونه، وأيدهم بجهله.

 لكن الخيمة التي سقط عمودها، وانهارت ساريتها، سيتفرق من كانوا تحتها، وسينفض من التفوا حولها، ولن يبق أحدٌ يتمسك بها أو يأمل فيها، فهي لم تكن تستر وهي قائمة، ولم تكن تنفع وهي منصوبة، فكيف بها الآن وقد تصدعت وغدت ركاماً فوق بعضها، فإن تداعيات السقوط ستتوالى، وارتداداته الاهتزازية ستستمر، ولن تقف عند حدود الولايات المتحدة الأمريكية، بل ستصيب لعنة الهالك ترامب أنظمةً كثيرةً وحكوماتٍ عديدةً، ممن أشادوا به وراهنوا عليه، وظنوا أنه المُنَجّي والمنقذ، والحامي والسند، والحليف والوتد، فإذا بها ينهار أمامهم ويسقط قبلهم، كجذع نخلٍ هاويةٍ لا ترى له من باقية، فهل سيطول بهم البقاء بعده، أم أنهم سيلحقون به سريعاً، وسيقتفون آثاره يقيناً، وسيلقون مصيره أكيداً.

 أكاد أجزم أن أنظمةً كثيرة ستسقط، وأخرى ستنهار قوائمها، وستتزعزع قواعدها، وإن كنت لا بد مصرحاً، فإن أول الساقطين سيكون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يرفض الاعتراف ويصر على الانتظار، ويصلي سائلاً ربه معجزةً تنقذ حليفه، ومفاجأةً تعيد الحياة إلى رفيقه، فقد راهن عليه كثيراً، واعتمد عليه طويلاً، وبنى معه الآمال العريضة، وعلق عليه مشاريعه العظيمة، ولكنه رحل وتركه في عين العاصفة، يواجه الأخطار والأنواء، ويتعرض للأمواج العاتية والعواصف الشديدة، ولعله يشعر اليوم بدنو الأجل وقرب الخاتمة، رغم أنه يعاند ليبقى ويقاوم ليستمر في منصبه، ويكابر جهلاً وغباءً، إلا أنه حتماً سيسقط وسينتهي، وسيخلع أو يرحل، فإما تدوسه أقدام المتظاهرين الغاضبين، أو يسوقه القضاة إلى السجون والزنازين، أو ينتهي به الحال إلى الجنون وفقدان العقل.

 لن يكون نتنياهو وحيداً، ولن يلق مصيره المحتوم منفرداً، بل سيأخذ معه أصدقاءً حالفهم، وآخرين جلبهم ترامب بالعصا واقتادهم بالجزرة، ولكنه رحل قبل أن يثبتهم، ومضى قبل أن يطمئن عليهم، فغدوا بسقوطه أيتاماً على موائد شعوبٍ ظلموهم وآذوهم، واعتدوا عليهم وأهانوهم، وأهدروا كرامتهم وأساؤوا إليهم وصادروا حريتهم، ونسوا أن شعوبهم لهم بالمرصاد، وأن أقدار الزمان تترصدهم وسنة الحياة تترقبهم، فاستحقوا هذه الخاتمة التي تليق بكل من راهن على العدو واستنصر به، وآمن به وصدقه، وتحالف معه وأيده، فهل يجدون لهم اليوم من دون الله نصيراً، وعند شعوبهم لهم شفيعاً، أم تراهم يستغلون ما حدث للتوبة والإنابة، والتغيير والتصحيح، والاعتذار والاعتبار.

برحيل البغي الدعي الأفاق الكذاب ستنكشف الغمة، وتنتهي المحنة، وتضع الحروب أوزارها، وتسكن البوم والغربان أوكارها، ويرفع الضيم عن الشعوب المغلوبة والأمم المقهورة، ويجد الظالمون أنفسهم غرباء وحيدين، ضعفاء منبوذين، لا يجدون من ينصرهم ويؤيدهم، ولا من يزودهم بالسلاح ويدعمهم، وسيضطرون إلى احترام غيرهم، ووقف العدوان عليهم، وترك شعوبهم وشأنهم، يقررون مصيرهم بأنفسهم، ويختارون نظام حكمهم، وينتخبون من يثقون فيه ويطمئنون إليه حاكماً، ليكون خادماً لهم حريصاً عليهم.

 لست مراهناً على الجديد ولا مؤمناً بعدالته، أو مسلماً بنزاهته، أو متوقعاً نصرته، فهو في عرفي والهالك سواء، لا يختلف عنه في شيءٍ إلا في نعومة ملمسه، وخفوت صوته، وهدوء حركته، ولكنه كمن سبقه غادرٌ حاقدٌ، ماكرٌ خبيثٌ، يلدغ كالأفعى ويقرص كالعقرب، ذلك أنه يمثل إدارةً قديمةً ودولةً عميقةً، لها استراتيجيتها وعندها منهجها، تؤمن بمصالحها وتعمل لخدمة أهدافها، ولا يؤمن بحقوقنا ولا ينتصر لنا، ولا يساند قضايانا ولا يرد الظلم عنا، ولا يعاقب من اعتدى علينا ولا يحاسب من احتل أرضنا، بل سيبقى ينصره ويدعمه، ويسانده ويؤيده، ويقف معه ويساعده، تلك هي الولايات المتحدة الأمريكية، الأفعى الرقطاء التي تغير جلدها، ولكنها تبقي على سمها الزعاف قاتلاً، ولا تتخلى عنه أبداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دومينو السقوط وسيناريو ما بعد هزيمة ترامب دومينو السقوط وسيناريو ما بعد هزيمة ترامب



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib