ترمب يمتحن أميركا مجدداً
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

ترمب يمتحن أميركا مجدداً!

المغرب اليوم -

ترمب يمتحن أميركا مجدداً

عثمان ميرغني
بقلم :عثمان ميرغني

مثل طائر الفينيق الأسطوري، ينهض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كلما أعتقد خصومه أنه دُفن تحت الرماد، وأنهم وجهوا له ضربة قاصمة. خلال رئاسته وبعدها، أفلت من أزمات كثيرة، وبقي هاجساً يؤرق الكثيرين داخل حزبه الجمهوري وخارجه، ويشغل أميركا والمهتمين حول العالم.
بعد الضجة الأخيرة التي رافقت وأعقبت مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) لمقره في مارا لاغو بولاية فلوريدا، بحثاً عن وثائق سرية نُقلت من البيت الأبيض وتتعلق بأمور دفاعية، عاد اسم الرئيس السابق ليطغى على الأخبار، بعد هزيمة انتخابية قوية لواحدة من ألد أعدائه في الحزب الجمهوري، هي ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني.
لم يكن هذا نصراً عادياً لترمب؛ إذ أكد بشكل لا يقبل الجدل قوة قبضته على الحزب الجمهوري، وشعبيته وسط قواعده المنقادة وراء جاذبيته الشعبوية، وخطابه الرافض لنتائج انتخابات الرئاسة الماضية. وبهزيمة ليز تشيني في معركة اختيار المرشح الجمهوري بولاية وايومنغ لانتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يكون الرئيس السابق قد نجح في دحر ثالث أرفع القيادات الجمهورية في الكونغرس. ليس هذا فحسب، فمن بين أعضاء مجلس النواب العشرة من الجمهوريين الذين صوتوا لصالح مساءلته وعزله بعد واقعة اقتحام مبنى الكونغرس، فاز اثنان فقط في انتخاباتهم التمهيدية، بينما سقط ثمانية أمام المرشحين الذين دعمهم ترمب وأنصاره.
كان واضحاً منذ أشهر أن ليز تشيني تتجه نحو خسارة مقعدها في الكونغرس. فهي تسبح ضد التيار في وايومنغ التي صوّت أكثر من 70 في المائة من ناخبيها لترمب في الانتخابات الرئاسية عام 2020، وقسم كبير منهم يبدو مقتنعاً بنظرية المؤامرة، ومزاعم الرئيس السابق بأن نتيجة تلك الانتخابات مفبركة، وأن الرئاسة سُرقت منه. بل إن رئيس الحزب الجمهوري في هذه الولاية كان من المشاركين في احتجاجات 6 يناير (كانون الثاني) التي نظمها أنصار ترمب، وانتهت باقتحام مبنى «الكابيتول» في مناظر هزت أميركا والعالم.
الحقيقة أن تشيني سارت في خط معادٍ لترمب في وقت مبكر، وكانت رافضة لخطه الشعبوي ولكثير من سياساته، وبرزت في الكونغرس واحدةً من أبرز الأصوات الناقدة له. وشاركت في رئاسة لجنة الكونغرس التي تحقق في أحداث اقتحام مبنى «الكابيتول»، ودور الرئيس السابق فيها. كما أنها صوتت في مجلس النواب لصالح إجراءات عزله، ما جعله يضعها ضمن «الأعداء» الذين قرر العمل على إطاحتهم من الكونغرس بتأييد المرشحين المنافسين لهم من داخل الحزب الجمهوري.
ورمى ترمب بكل ثقله وراء المحامية هارييت هاجمان المؤيدة له ولمزاعمه بشأن «سرقة» الرئاسة منه، والتي نافست تشيني في الانتخابات لاختيار المرشح الجمهوري في وايومنغ. ولم يُخفِ فرحته أمس بهزيمة عدوته مغرداً: «الآن، يمكنها أخيراً أن تسقط في غياهب النسيان السياسي».
من حق الرئيس السابق أن يفرح، فهو لم يهزم واحدة من المتصدرين لقائمة أعدائه فحسب؛ بل أثبت مرة أخرى سيطرته على معظم قواعد حزبه، وعزز فرصه للترشح للرئاسة مرة أخرى في 2024. لكن فرحته هذه تقابلها مخاوف قيادات الحزب التقليدية التي ترى في الظاهرة الترمبية تهديداً للحزب، وربما للديمقراطية الأميركية برمتها، وهو ما عبر عنه كثيرون، منهم قيادات جمهورية، مثل الرئيس السابق جورج بوش، ونائبه ديك تشيني الذي وصف ترمب بأنه «أكبر تهديد لديمقراطيتنا».
الملاحظة المهمة هنا أن ليز تشيني التي تلقت تهديدات بالقتل من أنصار الرئيس السابق، تنتمي إلى الجناح المحافظ التقليدي في الحزب، لا إلى الجناح الليبرالي، ما يعني أن قاعدة الجمهوريين باتت أشد يمينية، وأكثر تطرفاً، وقسم كبير منها أشد عداوة للسلطة المركزية ومؤسساتها، وهو مؤشر يقلق الكثيرين؛ لا في أميركا وحسب؛ بل أيضاً في أوروبا التي تشهد تصاعداً في المد الشعبوي واليميني المتطرف في عدة دول.
ففي بريطانيا يجنح حزب المحافظين نحو اليمين والشعبوية أكثر؛ لا سيما مع ظاهرة بوريس جونسون الذي يشبه ترمب في كثير من الأمور، حتى في مهاجمته للطريقة التي أُبعد بها من منصبه، وتخطيطه للعودة مستقبلاً. وفي فرنسا عزز اليمين المتطرف مركزه، وأصبحت زعيمته مارين لوبان المنافس الرئيسي لإيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة الماضية.
في ألمانيا، يراقب الكثيرون ظاهرة حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف الذي سجل صعوداً لافتاً، قبل أن ينحسر قليلاً في الانتخابات الماضية، علماً بأنه قد يستفيد مستقبلاً من الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، ومن صعود اليمين الشعبوي في دول أخرى مثل إيطاليا والمجر.
ليز تشيني لا تنوي الذهاب إلى غياهب النسيان، ولا إنهاء معركتها مع ترمب التي تراها معركة على روح الحزب ومستقبله، وأيضاً معركة من أجل حماية الديمقراطية من الترمبية والتيار اليميني الشعبوي. وهناك تكهنات بأنها تعتزم الترشّح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري في 2024، ولو رأت أن الحزب سينحاز لترمب وتياره، فإنها قد تترشح مستقلة.
وقد أوضحت عزمها على مواصلة المعركة، عندما قالت في خطاب قبولها الخسارة في وايومنغ، إنها ستفعل كل ما يلزم لمنع وصول ترمب إلى البيت الأبيض مجدداً. وأشارت إلى أنها كانت تعي منذ البداية حجم المعركة التي تواجهها عندما اختارت الوقوف ضد الرئيس السابق، ونظرية المؤامرة بشأن نتيجة انتخابات 2020، مؤكدة أنها رفضت المساومة على المبادئ؛ لأنه «لا يوجد مقعد في مجلس النواب، ولا يوجد مكتب في هذه الأرض، أكثر أهمية من المبادئ التي أقسمنا جميعاً على حمايتها».
وحاولت توجيه رسالة أخرى ضد ترمب وأنصاره المؤيدين لرفضه قبول نتيجة انتخابات الرئاسة الماضية، وذلك بقولها إنها قبلت بخسارتها واتصلت بمنافستها لتهنئتها «لأن جمهوريتنا تعتمد على حسن نية جميع المرشحين للمناصب لقبول نتيجة الانتخابات بشرف».
لكن المعركة ضد ترمب لن تكون بهذه السهولة، فالرجل أثبت قبضته على الحزب الجمهوري، وقدرته على الإفلات من كل الملاحقات، وتحويلها لمصلحته ولتعبئة أنصاره، على الأقل حتى الآن. والأمور ستسير لمصلحته وضد خصومه، إذا نجح أنصاره في معركة الانتخابات النصفية للكونغرس في نوفمبر، وقلبوا الطاولة على الديمقراطيين بانتزاع السيطرة على الكونغرس منهم. فذلك سيمكنه من إنهاء التحقيقات ضده في مجلس النواب، والضغط لوقف الملاحقات الأخرى التي تهدده؛ سواء بشأن ملابسات اقتحام الكونغرس، أو حتى بشأن شركاته وشؤونه الضريبية. الخطوة الأخيرة ستكون إعلانه الترشح في 2024 واضعاً أميركا والعالم أمام امتحان جديد، مع رجل غاضب يريد تصفية الحسابات مع كثيرين، ومع تيار شعبوي متنامٍ يتحدى الممارسات والمؤسسات السياسية القائمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب يمتحن أميركا مجدداً ترمب يمتحن أميركا مجدداً



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib