دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية انفجار مركبة الفضاء "ستارشيب" خلال الاستعدادات للرحلة التجريبية العاشرة وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة .
أخر الأخبار

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

المغرب اليوم -

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

عثمان ميرغني
بقلم - عثمان ميرغني

بهزيمة «قوات الدعم السريع» وإخراجها من الخرطوم، يكون مخططها للاستيلاء على الحكم والسودان قد تلقى ضربة قاصمة، لكن هذا لا يعني أن المؤامرات على البلد انتهت أو ستتوقف. فالجولة الكبيرة التالية للحرب انتقلت الآن إلى دارفور وكردفان، وعليها سيتوقف الكثير بالنسبة للسودان، ووحدته، وسلامة أراضيه، وهزيمة بعض المشاريع والمخططات المتربصة به.

أول من أمس، أرسل لي صديق تسجيلاً صوتياً لأحد منظري مشروع دولة عرب الشتات الأفريقي يؤكد فيه وجود مخطط «توطين عربان غير سودانيين في السودان»، على حد تعبيره، ويصفه بأنه مشروع قديم وسابق حتى لظهور «قوات الدعم السريع».

كنت قد تابعت في فترات سابقة تسجيلات أخرى لهذا المتحدث، تكلم فيها بحماسة عما وصفه بمشروع للقومية العربية المتناثرة في عدد من الدول الأفريقية، وفرصة جمعهم في دولة تضمهم، وهي الفرصة التي ربطها بالحرب التي اندلعت في السودان. ولم يخفِ الرجل دعمه لـ«قوات الدعم السريع» إذ دعا لإنشاء صندوق لجمع التبرعات المالية لصالحها، ولحملة لتجنيد الشباب للقتال في صفوفها بغية تمكينها من الانتصار. ومن فرط حماسته ذهب إلى حد تحذير عرب تشاد من أن فشل مشروع «الدعم السريع» في السودان سيعني نهاية حلم دولة عرب الشتات الأفريقي. وإمعاناً في التخويف من تبعات هذا الفشل، زعم أن مذابح انتقامية ستحدث ضد العنصر العربي في تشاد، ولإبادة القبائل التي وقفت مع «الدعم السريع».

ما أثار انتباهي في التسجيل الأخير الذي تلقيته أن المتحدث ركّز هذه المرة على أن مشروع توطين «عربان البادية الكبرى» لا يرتبط بـ«قوات الدعم السريع»، بل سابق لها، ويعود إلى عام 2006. وخلافاً لتسجيلاته السابقة، أورد هذه المرة سردية جديدة سعى من خلالها إلى ربط الموضوع بحزب المؤتمر الوطني قائلاً إنه (أي الحزب) كانت لديه رؤية «غير معلنة» بشأن توطين عربان غير سودانيين في السودان، وإنه كان هناك اتفاق «سري غير مكتوب» بين الرئيس السوداني السابق عمر البشير والرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي بمقتضاه يُسهل لعربان تشاد الاستيطان في السودان، بينما يُسهل للأفارقة غير العرب من السودان الاستيطان في تشاد.

المشكلة في مثل هذه الروايات هو استنادها إلى أشياء، مثل «اتفاق سري غير مكتوب» أو «رؤية غير معلنة» يصعب التوثق منها، اللهم إلا إذا تطوع أحد أطرافها المباشرين بتأكيدها، وهو ما لم يحدث. كذلك كان لافتاً أنه بقدر حرص المتحدث هذه المرة على نقل المسؤولية إلى المؤتمر الوطني، فإنه لم يتطرق لهذا الجانب سابقاً، ما يثير التساؤلات حوله وحول مراميه.

لا أدري إن كان الكلام يرمي إلى مجرد السرد، أم أنه يرمي إلى إثارة بلبلة ومحاولة زرع فتنة بين الجيش السوداني والقوات المشتركة التي تقاتل في صفه. فليس سراً أن هناك جهات تعمل على زعزعة الثقة وإثارة المشاكل بين هذه الأطراف بغرض التأثير على مجرى الحرب.

في كل الأحوال فإن «قوات الدعم السريع» تبقى رأس الرمح في محاولة تغيير التركيبة الديموغرافية في دارفور أولاً، ثم في مناطق أخرى إن كانت تمكنت من فرض سيطرتها على الدولة. وليس سراً أنها ظلّت تجند مقاتلين من دول الجوار ومن عرب الشتات الأفريقي تحديداً للقتال في صفوفها. وبعد الهزائم المتلاحقة التي تلقتها من سنار إلى الجزيرة فالخرطوم، سمعنا «قائد الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه ونائبه عبد الرحيم يلوحان بتجنيد مليون شخص في قواتهما، وهو كلام قد يكون محاولة لرفع المعنويات، لكنه أيضاً يكشف عن أن الرجلين ينظران عبر الحدود لاستقدام المقاتلين من الحواضن الاجتماعية لعرب الشتات سواء في تشاد أو أفريقيا الوسطى أو النيجر ومالي. صحيح أنهما لأسباب تكتيكية تحالفا مع حركات مسلحة أخرى ليست من حواضنهما المعروفة، لا سيما بعد الهزائم المتلاحقة منذ أشهر، إلا أنهما ظلا ينظران دائماً إلى المدد من عربان الشتات الأفريقي.

الآن بعد أن تبدد حلم السيطرة على الحكم، فإن «قوات الدعم السريع» مع داعميها تركز على معركة دارفور، وهو ما يجعل هذه المعركة مصيرية بكل المعايير، لا لهذه القوات فحسب، بل لوحدة السودان.

الجيش حسم أمره وأعلن مراراً وتكراراً أنه سيقاتل حتى آخر نقطة حدودية وسيحرر دارفور وكردفان، وذلك رداً على مَن يروجون أنه لن يكون حريصاً على مواصلة القتال بعد استعادة الخرطوم، أو أن هناك اتفاقاً مزعوماً لفصل دارفور وتركها لـ«الدعم السريع» مقابل انسحابها من مناطق تمددها السابق.

دارفور جزء مهم من السودان، وواهم مَن يعتقد أن انفصالها سيكون حلاً وبوابة للاستقرار في السودان، فدرس الجنوب على اختلافه ماثل أمام الأعين، وأي انفصال جديد سيكون أكبر تكلفة وأخطر على السودان ومستقبله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال



GMT 15:53 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ملامح غير شرق أوسطية

GMT 15:51 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

رسالة خامنئي من الاحتجاب

GMT 15:49 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

استهدافُ المرشد تفكيرٌ مجنون

GMT 15:48 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

الجهاز العصبي العربي

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:44 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

لبنان... مقتلة المقتلة

GMT 15:42 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

خُدعة صارت فُرجة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:12 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"سانغ يونغ" تعّدل سيارات "Korando" الشهيرة

GMT 20:09 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفِ أفضل الأماكن لقضاء "شهر العسل" في إندونيسيا

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بسيسو يُثمن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية

GMT 04:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"Stratos" أول مطعم دوار في أبو ظبي لعشاق الرفاهية

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تطرح رسميًا "لاب توب "Elitebook 800 بمواصفات حديثة

GMT 02:28 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتنظيف الشعر في فصل الصيف

GMT 10:50 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

إصدار نسخة أقوى من سيارة "Land Rover Defender"

GMT 02:59 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سينما الفن السابع تعرض فيلم "حمى" في الرباط

GMT 17:50 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل مطاعم الأكل البيتي للعزومات

GMT 11:56 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الاحتفال بالذكري 72 لتقديم وثيقة الاستقلال في العيون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib