مؤامرة التغيير الديموغرافي في السودان
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

مؤامرة التغيير الديموغرافي في السودان

المغرب اليوم -

مؤامرة التغيير الديموغرافي في السودان

بقلم - عثمان ميرغني

أحد الجوانب المهملة إلى حد كبير في الحرب الدائرة في السودان، على الرغم من خطورته، هو مخطط إحداث تغيير ديموغرافي في السودان وبشكل خاص في غربه، وهو المخطط الذي يرتبط بشكل وثيق مع حلم إقامة دولة لعرب الشتات الأفريقي. كتبت وكتب عدد قليل غيري حول الموضوع، كما تحدث عنه بعض قادة الجيش في تصريحاتهم عن المخطط الكبير الذي يستهدف السودان في هذه الحرب، لكن كل ذلك لا يبدو كافياً لجعل الموضوع في دائرة الاهتمام المطلوب، والتنبيه المستمر لخطورته، وأهمية مواجهته وإحباطه.

استوقفني أمس خبر نشرته صحيفة «سودان تريبيون» تحت عنوان «قبيلة الفور السودانية ترفض إقامة إمارة جديدة في وسط دارفور مدعومة من قوات الدعم السريع». وينقل الخبر عن قيادات من قبيلة الفور، التي تعد من المكونات الراسخة والضاربة في القدم في غرب البلاد، رفضها القاطع واحتجاجها القوي بعد أن نظمت «قوات الدعم السريع» احتفالية لإعلان إنشاء ما سُمي «إمارة أولاد بركة ومبارك»، وهم كما ورد في الموضوع فرع من قبيلة السلامات العربية قدموا في الآونة الأخيرة من أفريقيا الوسطى المتاخمة للحدود مع السودان، وفي ظل ظروف الحرب الراهنة التي جاءت بأعداد كبيرة من المرتزقة الذين انضموا إلى «قوات الدعم السريع».

وفي سياق رفضهم الشديد لهذه الخطوة، قال أحد القيادات الأهلية من «الفور» إنهم ينظرون إلى الأمر على أنه «احتلال» لأراضيهم من قِبل مجموعات وافدة وجزء من سلسلة محاولات إحداث تغيير ديموغرافي بولاية وسط دارفور ومناطق أخرى من الإقليم.

ما يؤكد هذا الكلام أن مقطع الفيديو الذي بثته «قوات الدعم السريع» لاحتفالية تأسيس هذه «الإمارة»، تظهر فيه اللافتة الكبيرة المرفوعة وراء أحد قادتها في مخاطبته للمناسبة، وقد كُتب عليها «المؤتمر التأسيسي الأول لتكوين إمارة أولاد بركة ومبارك، للتعايش والتعارف مع مكونات الولاية». فاللافتة فيها إقرار ضمني بأن هؤلاء القادمين الجدد، غرباء يحتاجون «للتعارف والتعايش» مع مكونات الولاية من أصحاب الأرض الحقيقيين.

صرخة قيادات «الفور» الرافضة لهذه «الإمارة» تشير إلى الخطر الزاحف مع قيام «قوات الدعم السريع» بخلق إدارات أهلية جديدة في عدد من المناطق التي فرضت سيطرتها عليها خلال الحرب، لكي تكون موازية ومنافسة للإدارات الأهلية التاريخية والمعروفة. أضف إلى ذلك عمليات التهجير الواسعة للسكان بحرق قراهم، وقتل أبنائهم، واغتصاب بناتهم، وتنفيذ مذابح عرقية بشعة كثير منها موثق توثيقاً لا يقبل الجدل. هذه التحركات لإحداث تغيير ديموغرافي قسري، تمثل خطراً كبيراً، وتصب بشكل مباشر فيما يروج له عن مشروع إقامة دولة لعرب الشتات الأفريقي في إقليم دارفور وربما أجزاء من إقليم كردفان ومناطق أخرى إذا تيسر للحالمين والطامعين تنفيذ مخططهم.

لم يعد سراً أنه منذ اندلاع الحرب الراهنة بدأت مجموعات من دول الجوار الأفريقي في تشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر وغيرها تجنّد أبناءها للقتال في صفوف «قوات الدعم السريع»، وظهر سياسيون وناشطون من تشاد بشكل خاص يروجون لفكرة أن الحرب السودانية تمثل فرصة لتحقيق حلم مشروع كيان مستقل يجمع عرب الشتات الأفريقي الموزعين في عدد من الدول.

الشاهد على حجم هذا الاستنفار أن عشرات الآلاف من المجندين والمرتزقة القادمين من دول تشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر وحتى مالي، قُتلوا في المعارك الدائرة مع الجيش السوداني وفي مناطق متفرقة من دارفور إلى الخرطوم وولاية الجزيرة بعد أن تمكنت «قوات الدعم السريع» من التمدد في مناطق شاسعة. ويوم أمس كان هناك خبر تناقلته مواقع صحافية عدة تتحدث فيه الحركة الوطنية التشادية المعارضة عن أنه خلال شهرين فقط قُتل نحو 13 ألف شاب تشادي في الحرب داخل السودان بعد أن قامت شخصيات نافذة بتجنيدهم ضمن آلاف آخرين ودفعت بهم للقتال في صفوف «قوات الدعم السريع».

في هذا السياق، فإن قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) عندما دعا في خطابه الذي بُث الأسبوع الماضي لتجنيد مليون شخص في قواته، بعد الهزائم التي تلقتها أخيراً في عدد من جبهات القتال، لم يكن يخاطب فقط حاضنته الاجتماعية داخل السودان، فهي ليست كلها في صف حربه، بل كان يخاطب أيضاً مَن هم وراء الحدود من المتعاطفين معه في إطار الروابط العرقية، أو من داعمي مشروع دولة عرب الشتات.

الحرب الراهنة فيها تعقيدات كثيرة، وضبابية في بعض جوانبها بسبب أجواء الاستقطاب الحاد، والتراشق الإعلامي الشديد، ما يصرف الأنظار في كثير من الأحيان عن جدية مخاطر المؤامرة التي يواجهها السودان، ومطامع البعض في أرضه وخيراته، ومحاولة ابتلاعه أو تقسيمه إن نجحت مخططاتهم المخفية في غبار الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤامرة التغيير الديموغرافي في السودان مؤامرة التغيير الديموغرافي في السودان



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib