الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا!

المغرب اليوم -

الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا

عثمان ميرغني
بقلم - عثمان ميرغني

من روسيا إلى الصين، توسع أميركا تحركاتها وخططها العسكرية والسياسية والاستراتيجية لمواجهة ومحاصرة ما تراه خطراً يتهدد مصالحها ونفوذها. هذا الكلام عن الخطر الخارجي يطغى على خطر آخر متعاظم يهدد أميركا من الداخل.
الرئيس جو بايدن تحدث عن هذا الخطر في خطابه هذا الأسبوع عن مذبحة بافالو بولاية نيويورك التي راح ضحيتها عشرة أشخاص من الأميركيين الأفارقة على يد مسلح مراهق متأثر بالأفكار المسمومة للتيار اليميني العنصري المتطرف. الإعلام الأميركي أيضاً في تناوله لهذه المذبحة حفل بالمقالات والتعليقات التي تحذر من تنامي خطر هذا التيار على السلم المجتمعي وعلى الديمقراطية الأميركية، لا سيما بعد تغلغل أفكاره بما فيها ما يعرف بـ«نظرية الاستبدال» في أوساط بعض السياسيين، ومنهم شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري، والترويج الذي تجده من بعض الإعلاميين المحسوبين على تيار اليمين المتشدد.
بايدن الذي وصف هجوم بافالو بأنه إرهاب محلي دعا الأميركيين إلى مواجهة أفكار الكراهية ورفض «كذبة نظرية الاستبدال العنصري» التي يروج لها اليمين العنصري المتطرف، والتي غذت أفكار كثيرين، منهم مهاجم بافالو، بايتون جيندرون، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاماً.
«نظرية الاستبدال» باختصار تقوم على أن هناك نخبة من الليبراليين تحاول تدمير الثقافة والأعراق البيضاء في الغرب، من خلال الاستبدال المنهجي للسكان البيض عبر استراتيجيات تشمل الهجرة الجماعية من آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية من ذوي الخصوبة العالية من غير البيض، للدول الغربية التي تعاني من خصوبة منخفضة وتراجع ديموغرافي وسط شرائح المواليد وصغار السن في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة كبار السن. ووفقاً لهذه النظرية العنصرية، فإن استقبال أي مهاجرين يعني عملياً «إبادة جماعية للبيض» من خلال استبدال المهاجرين الملونين بالسكان البيض.
هذه الأفكار العنصرية غذت معظم العمليات العنصرية الإرهابية التي شهدتها أميركا وبعض الدول الغربية في السنوات الأخيرة. صحيح أن هناك البعض الذي يحاول التقليل من خطورة هذه الهجمات على أساس أنها كلها قامت بها «ذئاب منفردة» ولا تقف وراءها شبكة منظمة لها آيديولوجيتها وقياداتها وتمويل مركزي وأدوات إعلامية. لكن هذه الحجة لا تصمد أمام حقيقة أن غالبية الهجمات التي استهدفت شرائح عرقية ودينية معينة وسط الأميركيين أو في دول غربية أخرى يربطها خيط واحد مشترك وهو آيديولوجية تفوق العرق الأبيض، وأن المهاجمين الذين شنوا تلك الهجمات كانوا ناشطين على مواقع على الإنترنت تغذي تلك الأفكار.
ففي الهجوم على متجر وول مارت في إل باسو بولاية تكساس في أغسطس (آب) 2019 الذي أدى لمقتل 21 شخصاً، نشر المهاجم، وهو رجل أبيض يبلغ من العمر 21 عاماً، بياناً على شبكة «شان 8» يقول فيه إن الهجوم في المدينة الحدودية كان «رداً على غزو الهسبانك لتكساس».
وفي يونيو (حزيران) 2015، أدى هجوم على كنيسة للأميركيين الأفارقة في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، أيضاً من قبل شخص من أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض، إلى مقتل تسعة أشخاص.
وفي أبريل (نيسان) 2019، وقع إطلاق نار على كنيس يهودي في سان دييغو بولاية كاليفورنيا قام به شاب عمره 19 عاماً كان ينشر أيضاً رسائل كراهية عنصرية على موقع «شان 8»، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. وقال المهاجم إنه كان مدفوعاً بالهجوم الإرهابي على مسجدين في «كرايستشيرش» بنيوزيلندا، الذي نفذه متطرف يميني آخر اسمه برنتون تارانت، وراح ضحيته 51 مسلماً في مذبحة دموية روعت العالم.
ووفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، فإن جرائم الكراهية في أميركا ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 12 عاماً، مع تزايد الاعتداءات، خصوصاً ضد الأميركيين من أصول أفريقية، والآسيويين على يد أنصار آيديولوجية سمو العرق الأبيض، والمؤمنين بنظرية الاستبدال السكاني.
لكن برغم التحذيرات من منظمات الحقوق المدنية، والنخب السياسية والثقافية والدينية، تظل الحلول الجذرية بعيدة المنال. فأحد الحلول المقترحة هو تحريم بيع الأسلحة الهجومية، مثل الرشاشات الآلية التي باتت تستخدم كثيراً في هذه الهجمات العنصرية والتي أدت إلى تزايد أعداد الضحايا بشكل هائل خلال السنوات الماضية. فمنذ 1968 وحتى 2017 قتل مليون ونصف المليون أميركي في هجمات بإطلاق النيران، ومع ذلك فإن لوبي السلاح في أميركا يقف بصرامة أمام أي محاولات لإصلاح تشريعات مبيعات الأسلحة الهجومية في أميركا. كما أن هناك حاجة لإعادة مراجعة قوانين حرية التعبير على الإنترنت التي لا يواجه بعضها خطاب الكراهية العرقية المنتشر بكثافة في الكثير من غرف الدردشة السرية.
صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت، يوم الاثنين الماضي، افتتاحية باسم مجلس تحرير صفحات الرأي، تحذر فيها من الفكر الذي يسمم عقول الناس من أمثال المراهق الذي ارتكب جريمة بافالو. وقالت إن «الحياة الأميركية تتخللها عمليات إطلاق نار جماعي توصف بشكل روتيني بأنها فردية. لكن هذه الهجمات ليست أعمالاً عشوائية. إنها جزء من التاريخ الأميركي الطويل للعنف السياسي الذي يرتكبه العنصريون البيض ضد السود وغيرهم من الأقليات». وأشارت إلى أن عدداً من السياسيين في الحزب الجمهوري بمن فيهم بعض كبار قادته يتبنون علانية نسخاً من «نظرية الاستبدال»، وهو ما يؤكد عمق الظاهرة وخطورتها، لا سيما بعدما أظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت أخيراً أن ثلث الأميركيين عموماً وما يقرب من نصف مؤيدي الحزب الجمهوري يعتقدون أن المهاجرين يتم جلبهم إلى الولايات المتحدة في إطار هذه المؤامرة.
مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي وأجهزة الاستخبارات في عدد من الدول الغربية تعتبر الإرهاب اليميني المتطرف خطراً جدياً، وأن الأفكار العنصرية المتطرفة التي يبثها هذا التيار لا تثير الانقسامات فحسب، بل كانت المحفز للعديد من الهجمات والمذابح العنصرية التي وقعت خلال العقد الأخير، واستهدفت الأقليات والمهاجرين لأسباب عرقية أو دينية.
أميركا كانت مسرحاً لأكثر هذه العمليات، وأرضاً خصبة لأفكار اليمين العنصري المتطرف وأصحاب «نظرية الاستبدال»، وظاهرة الانقسام المجتمعي فيها تتعمق، والخطر ماثل أمام العيان ويكبر سواء من خلال تزايد الهجمات أو في حجم التحدي للدولة ومؤسساتها الديمقراطية مثلما ظهر في الهجوم على مقر الكونغرس بداية العام الماضي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا الخطر الداخلي الذي يهدد أميركا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib