التسامح بين الأديان منهج حياة
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

التسامح بين الأديان.. منهج حياة

المغرب اليوم -

التسامح بين الأديان منهج حياة

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

 

كيف نجعل التسامح منهج حياة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر؟!
هذا السؤال كان محورا لحلقة نقاشية مهمة على مدى يومين الأسبوع الماضى لمنتدى حوار الثقافات الذى تنظمه «الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية» بصفة دورية، والعنوان الرئيسى للمنتدى كان: «التسامح ومواجهة العنف.. من المبدأ إلى التطبيق».
فى الجلسة الافتتاحة للمنتدى تحدث القس الدكتور أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وكان بجواره على المنصة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وأدارها الإعلامى نشأت الديهى.
زكى قال إن قيمة التسامح ذات قوة كبيرة، وهى ليست مجرد إطار نظرى، بل منهج للحياة، والمطلوب أن يترسخ التسامح ليصبح هو الأمر المألوف فى المجتمع وفى التعامل مع الآخر، فى قبوله واحترامه وإنصافه وفى البيع والشراء وكل الأنشطة والمعاملات المجتمعية.
كلام زكى مهم جدا، وما قاله تم ترجمته بالفعل فى حادث حريق كنيسة أبوسيفين فى إمبابة حيث سارع العديد من المسلمين لإنقاذ وإسعاف المصلين المسيحيين داخل الكنيسة من منطلق إنسانى طبيعى، وهو ما يعنى أن نموذج التسامح والعيش المشترك موجود بالفعل لدى الشعب المصرى صاحب المخزون الحضارى العريق.
نموذج التسامح موجود بالفعل، بكل إيجابياته، لكن وكما يقول زكى فهو يواجه تحديات علينا جميعا مواجهتها بشجاعة.
زكى يطالب بضرورة تعريف كل مصطلح بدقة خصوصا التفريق بين مصطلحات مثل «الالتزام والتشدد والتدين» حتى لا يؤدى الخلط بينها إلى نشأة أفكار متشددة.
مصطلح التسامح من وجهة نظر أندريه زكى يشتمل على الرحمة والسماحة والمغفرة والصلح والسير والاستواء والكرم والرفق، والأهم أنه يعنى المساحة التى تتجاوز المشترك إلى حق الاختلاف، بمعنى أن يكون هناك مكان للآخر المختلف.
حينما ننجح فى تعريف المصطلح بدقة، فإننا نخطو خطوة لمعرفة الذات والآخر والقواسم والأرضية المشتركة بيننا وكيف نتعاون سويا.
فى نقطة التسامح فى الأديان، فالمؤكد كما يقول زكى فإن الناس جميعا لهم الحق فى العيش والكرامة دون استثناء. وإعمار الأرض لن يتحقق إلا بسيادة مبدأ التسامح والتعاون والتكامل، فالاختلاف لا يجب أن يكون سببا للتنافر والعداوة بل للتعارف والتلاقى، والنصوص الدينية لمختلف الأديان لم تعتبر التسامح مجرد نظرية، بل ربطته بكل أوجه الحياة.
عدم التسامح حسب زكى لا ينبع أبدا من النص الدينى السمح بطبيعته ولكن المشكلة فى الأساس تأتى من بعض التفسيرات التى تحاول اختطاف النص وتأويله إلى حيث ما لا يقصد وتستغله فى تأجيج دعاوى الكراهية افتراء وزورا «سماحة النص وجمود التفسير».
ولكى تتم عملية التفسير بشكل موضوعى فهناك أهمية لدراسة سياق النص الدينى تشمل أربعة عناصر رئيسية هى اللغة والتاريخ والجغرافيا والحضارة، حتى نفهم ماذا كان يعنى هذا النص للمتلقى الأول فى سياقه الحضارى والظروف التاريخية والسياسية التى مر بها، والمنطقة الجغرافية التى كتب فيها النص، وبعدها يأتى السؤال المهم وهو: ماذا يعنى هذا النص بالنسبة لحياتى هنا والآن، وهذا هو المقصود من دور التفسير فى دعم العيش المشترك، لأنه بتفسير خاطئ ينقل معنى النص تماما ويخرج عن سياقه، وهو الأمر الذى تفعله التفسيرات المتشددة للنصوص الدينية، فهل نأخد النص بحرفيته ونغفل خلفيته والظروف التى نزل فيها، وخطأ التعميم؟
نقطة مهمة أيضا أثارها زكى وهى التسامح بين النظرية والتطبيق، لأنه من دون تطبيق عملى لقيمة التسامح فهى تبقى مجرد كلمات نبيلة خالية من التأثير والقوة. فالتسامح فى معناه العملى يشتمل على التعامل بين الشخص الأقوى والأضعف ومعرفة الآخر وقبول حق الاختلاف.
يعتقد زكى أيضا أن الحوار هو البوابة الرئيسية للوعى والفهم والإدراك وكلها الأعمدة الرئيسية للوعى والفهم وبناء مفهوم التسامح لأن الجهل أحد ألد أعداء الإنسان، والتعليم هو سلاح الفرد لمحاربة الجهل بشتى أنواعه وبالتالى من الأهمية تضمين قيم الحوار والتسامح والعيش المشترك وقبول الآخر ضمن مناهج التعليم منذ رياض الأطفال وحتى الجامعات، حتى يصبح التسامح جزءا رئيسيا من المكون المعرفى للفرد منذ طفولته.
زكى ختم كلمته بأن العقود الماضية أثبتت أن أى إنجاز حقيقى فى المجتمع على كل المستويات لن نصل إليه من دون قيمة التسامح والعيش المشترك. وأن العبور والتعافى من أى ظروف سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية يجب أن ينطلق من سيادة التسامح.
لكن السؤال: هل نحتاج للتسامح فقط بين الأديان، أم أيضا داخل كل دين على حدة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسامح بين الأديان منهج حياة التسامح بين الأديان منهج حياة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib