لابدّ من مقديشو وإن طال الإبحار

لابدّ من مقديشو... وإن طال الإبحار!

المغرب اليوم -

لابدّ من مقديشو وإن طال الإبحار

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

من جديد، القرن الأفريقي ينطح الجميع، ويجندل الآمال بالحلول، بعد تطاير الشرر من نار الخلافات والنزاعات. اصطلاحاً، فإن المعنى الضيّق للقرن الأفريقي، مكوّنٌ من: إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي... والصومال.

الدولة الوحيدة من هذه الدول، التي لا تملك منفذاً على البحر الأحمر، أو أي منفذ بحري، هي إثيوبيا، أو الحبشة كما يسميها العرب وجيران إثيوبيا أيضاً، وهي دولة كبرى في أفريقيا كلها.

حاول رئيسها الحالي اجتراح حلّ تاريخي بالاتفاق، منفرداً، مع إقليم صومالي انفصالي غير معترف به دولياً، هو إقليم أرض الصومال، وحيازة منفذ بحري منه لمدّة 50 عاماً، لكن مصر والجامعة العربية كلها، وطبعاً الصومال «الشرعي»، رفضت جميعها هذا الاتفاق، بوصفه «غزواً» أجنبياً لأرض تابعة للصومال.

جيبوتي، تلك الدولة الصغيرة بحجمها الكبير وبموقعها الخاص قرب باب المندب، عرضت تخصيص منفذ بحري تديره إثيوبيا 100 في المائة للأغراض التجارية والسلمية - فقط - هو ميناء تاجورة، وسيناقش رئيس جيبوتي، إسماعيل جيله، هذا الحلّ في منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في بكين حالياً.

مصر عقدت اتفاقاً عسكرياً وأمنياً مع الصومال، وأرسلت أسلحة ومعدّات وجنوداً إلى الصومال. بالنسبة لأديس أبابا، هذه حرب أو مقدّمة حرب عليها. ولم تسأل الحبشة نفسها، كيف استفزت هي مصر، بالتلاعب بمياه مصر من نهر النيل، وتعريض أمنها المائي للخطر؟!

الصومال بلاد بمثابة «كنز» استراتيجي كما وصفها البعض، لكنه كنز مُهمل، بقصد، وثروات ومواقع تلاعب بها الغربيون والشرقيون وبعض العرب والعجم والروم والأفارقة.

الصومال يملك سواحل بحرية هي الأطول بأفريقيا، وموارد واحتياطات، لا سيما النفط والغاز. حسب الخارجية الصومالية، بموقعها الإلكتروني.

هذا البلد الكبير، لم يذق طعم الأمن والوحدة، وربما أصابته لعنة الموقع، منذ تأسس 1960 عقب نيل الاستقلال عن الاستعمار البريطاني.

من البداية كان الصومال على علاقة طيّبة بالسعودية، وبعد استقلال الصومال بسنتين زار الملك فيصل البلاد عام 1962، وعقد قمّة مع زعيمها آنذاك، آدم عبد الله عثمان.

عهد الملك فهد أيضاً شهد اهتماماً سعودياً خاصاً بالصومال، ويجب التذكير بمؤتمر المصالحة الوطنية في الصومال على أرض السعودية برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز 2007.

واليوم لعلّ السعودية ومصر، بحكم العلاقات الخاصة بالصومال، تكون منهما خطة عملية نافعة لصون الصومال، ومساعدته على النهوض، والوحدة الترابية، ففي نهاية الأمر، لا يمكن بحالٍ إهمال الحال هناك، فهناك قواعد أجنبية بعضها معادٍ، وهناك جماعات إرهابية مثل «القاعدة»؛ (حركة الشباب)، وهناك سعيٌ إيراني خبيث لخلق جسور بين الحوثي في اليمن، وتنظيم الشباب القاعدي في الصومال، ما يعني تنسيقاً ضدّ الأمن العربي في البحر الأحمر والمحيط الهندي... بالدرجة الأولى.

لا بد من مقديشو... وإن طال الإبحار!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لابدّ من مقديشو وإن طال الإبحار لابدّ من مقديشو وإن طال الإبحار



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:04 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

اللاعب جيمي فاردي يعلن رحيله عن ليستر سيتي

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib