البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

المغرب اليوم -

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

لا شك أن ظاهرة السوشيال ميديا، التي من أبرز ملامحها الرغبة في الانكشاف والاستعراض أمام الآخرين، من أخطر وأعمق التحولات التي مرت على الاجتماع البشري.

انظر إلى الطفل الصغير والطفلة، في أي مكان من هذا العالم، وانظر إلى الشيخ الكبير والشيخة، وهم يتابعون بدهشة ولهفة وعيون مفتوحة على آخرها، ساحة من ساحات السوشيال ميديا، فستعرف أن هذه الاختراعات الجديدة لامست شيئاً عميقاً وأصيلاً في بناء النفس الإنسانية.

ثم ارجع البصر مرة أخرى لتراهم وهم ليسوا على مقعد النظارة ومدارج المتفرجين، بل وهم «يؤثرون» كما يتوهمون، لتجد الواحد منهم هنا في حالة نشوة كونية وشعور خاص بأنه يصنع العالم على يديه.

هذه المشاعر التي فجرتها السوشيال ميديا لدى كل بني الإنسانية اليوم، مذهلة في إلحاحها ومركزيتها، وفي الوقت نفسه في الاستغراب من عدم انتباه مخترعي الهاتف أو الاتصالات بصفة عامة، وخصوصاً بعد عصر الإنترنت، لقوة هذه الغرائز لدى بني البشر.

إنها قوة مركزية تشبه قوة طاقة الكهرباء التي هي جزء من بنية الطبيعة من حولنا، منذ تكون الكون وتخلقت الدنيا، ومع ذلك لم يهتدِ البشر إلى الكشف عن نقابها إلا قبل هنيهة من الزمن، في حسبة الزمان!

انظر إلى أثر الفراشة الذي أحدثه أول من انتبه لفكرة خلق شبكة اتصال حرة وتفاعل خاص بين طبقة من الناس على الإنترنت، والمثال المضروب هنا دوماً هو «فيسبوك».

ثم راقب اليوم جبروت وتأثير هذه المنصات وملاكها على أمن وخوف، سلم وحرب، جوع وشبع، العالم كله.

لست أعلم هل نشأ علم أو علوم جديدة في الاجتماع والنفس والاتصال والسياسة، بل وحتى الملل والنحل والطوائف، بسبب السوشيال ميديا؟!

وبعد، فلقد صار الإمساك بخطام السوشيال ميديا، وتوجيه مؤثريها الكبار والصغار، معياراً تقاس به كفاءة السياسات والقيادة الإعلامية.

المعضلة تكمن في صعوبة إن لم تكن استحالة السيطرة المطلقة على هذا الفضاء المتوسع على مدار الدقيقة، فكل اهتمام بشخصية سوشيالية، يعني تشجيع مئات إن لم يكن آلافاً غيرها على الاحتذاء بها، ليصل السلف إلى الخلف، و«مافيش حد أحسن من حد»، وفي الوقت ذاته من الخلل ترك هؤلاء المؤثرين من دون توجيه أو تفاعل معهم؛ فهم يؤثرون على حياة وأفكار أعداد مهولة من أبناء وبنات وكبار وصغار الناس... وهكذا في مشكلة دائرية!

نقول هذا ونحن بعد في اللحظة الأولى من فجر عصر السوشيال ميديا...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا



GMT 16:04 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

من غرينلاند إلى دبي

GMT 16:01 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

هل يمتلك الغَزّيون قرار الاستسلام ؟!

GMT 16:00 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

الشيوخ حائرون... يتساءلون

GMT 15:59 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

سوريا وتحديات نجاح المسار الانتقالي

GMT 15:57 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

محمد حسنين هيكل... نهاية أسطورة

GMT 15:56 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

حضور عادل إمام في أسوان!

GMT 15:55 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

كرة اللهب!

GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

شبابيك سعادة

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:26 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل ريفي في بريطانيا من وحي تصميمات روبرت ويلش

GMT 11:35 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

زيّن حديقة منزلك مع هذه الفكرة الرائعة بأقل تكلفة

GMT 17:00 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش يسعى للفوز بذهبية أولمبياد باريس

GMT 06:20 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

230 ألف شخص يشيعون بيليه إلى مثواه الأخير

GMT 15:10 2022 الأربعاء ,23 آذار/ مارس

شركة "توتال" الفرنسية توقف شراء النفط من روسيا

GMT 20:10 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

مشروع قانون لتنظيم أسعار المحروقات في المملكة المغربية

GMT 14:16 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

فساتين سواريه للنحيفات المحجبات

GMT 23:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تعرف على قائمة الأسعار الجديدة للسجائر في المغرب

GMT 15:22 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:49 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسعار مازدا mazda 3 في مصر

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شركة أميركية ترصد صورًا لأهم أحداث الكوكب خلال العقد الماضي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib