الذكاء الاصطناعي في غير وجهته

الذكاء الاصطناعي في غير وجهته

المغرب اليوم -

الذكاء الاصطناعي في غير وجهته

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

منذ أن أطلّ علينا زمن الذكاء الاصطناعي - يا لسرعة الأزمنة وانضغاطها في وقتنا - ونحن في «حيص بيص» كما يُقال.

هناك من يبشّرنا - بصورة صوفية مطلقة - بعصرٍ من الرخاء واختصار الوقت، وتوفير الاختيارات «الذكية» التي هي نتاج عقول اصطناعية جبّارة في سعة معلوماتها وقدارتها التحليلية الخارقة.

وهناك من يخيفنا من هذا الوحش القادم، الذكاء الاصطناعي، وأنه لن يؤثر فقط على وظائف الناس و«أكل عيشهم» بل سيحلُّ محلّ الإنسان، وربما سيقود الإنسان نفسه.

وهناك من يتخذ موضع الوسط بين الطرفين، ويقول نأخذ من حسناته ونتجنّب سيئاته، ونضع له قانوناً حاكماً.

هذا هو الحال اليوم، يذّكرنا ذلك، أعني التبشير المطلق بالذكاء الاصطناعي، بما قيل من قبل عن بزوغ عصر الإنترنت وثورة المعلومات، وإن ذلك يعني انتهاء الجماعات المنغلقة والظلامية، التي لا تطيق حرية المعلومات وتدفقها، وتبيّن أن ذلك محضُ هراء، بل إن الجماعات المتشدّدة، وأصحاب الأفكار الظلامية، هم الأكثر استفادة من كل تقنية جديدة، يا للعجب!

اليوم أصحاب الأفكار التآمرية والنظريات الخرافية في الغرب، هم الأكثر نشاطاً في منصات مثل: «إكس» و«تيك توك» و«يوتيوب» وغيرها - مثلاً: أنصار المخلوقات الفضائية والمؤامرات الطبيّة والحاجز الثلجي العظيم... إلخ.

عندنا في شرقنا الإسلامي، راقب اليوم كيف استفاد الإخوان الجدد والصحويون الجدد من وسائل حديثة، مثل: «بودكاست» وغيرها، ولك أن تعرف... بل حتى لو سرّحت البصر في منصات أخرى فستجد نشاطاً حيوياً للجيل الجديد من الدواعش بطريقة «كول» تعجب مراهقي فنّ الراب.

بالعودة للذكاء الاصطناعي فهناك أحاديث عن توظيف الدواعش لهذه التكنولوجيا، لأغراضهم الخاصة، غير أننا نشير هنا لخبرٍ في هذا السياق عن توظيف سلطات الضبط الاجتماعي الإيرانية للذكاء الاصطناعي ضد الإيرانيين والإيرانيات، حيث ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي المُحسّنة جانباً رئيسياً من مشروع قانون الحجاب والعفّة القادم، الذي وافق عليه البرلمان الإيراني في سبتمبر (أيلول) 2023 وتُنتظرُ المصادقة عليه من مجلس تشخيص مصلحة النظام.

تجبر المادة 60 من هذا التشريع الشركات الخاصة على تسليم لقطات الفيديو إلى موظفي إنفاذ القانون للتحقق من الامتثال، والشركات التي لا تمتثل قد تخسر «أرباحاً من شهرين إلى ستة أشهر».

ينقل تقرير من شبكة «فوكس نيوز»، أن استخدام طهران للذكاء الاصطناعي لقمع الإيرانيين له تأثير خاص على حريات المرأة الإيرانية. ويقول بهنام بن طاليبلو، وهو زميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، للشبكة، إن النظام الإيراني «ينتقل إلى عالم الذكاء الاصطناعي للاستفادة أكثر من التكنولوجيا التي تربط بين العناصر المتباينة للتعرف على الوجه، وتحليل الجوالات، وتحديد الموقع الجغرافي لحركة المرور ومراقبة الإنترنت».

هذا جانب من الذكاء الاصطناعي، للمبشّرين به، ذكاء هذا أو ليس ذكاءً؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الاصطناعي في غير وجهته الذكاء الاصطناعي في غير وجهته



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib