رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة

رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة

المغرب اليوم -

رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

أناخت ناقتُه عند مورد الماء الثمانين، فطُويت صفحات «الطويّان» الفنّان السعودي المُرهف الإحساس، هو محمد الطويّان، الذي وُلد عام 1945 لأسرة من مدينة بريدة، قلب إقليم القصيم النجدي السعودي، لوالدٍ، كما قال أقارب الراحل، من الجيل الأخير من جماعة «العقيلات»، وهم جماعة نجدية، أغلبها من إقليم القصيم، حملت على عاتقها، عبر قرون، مسؤولية التجارة من وإلى قلب الجزيرة العربية، ووصلت قوافلها وتردّدت ملاحمها في بلاد العراق والشام ومصر وحتى الهند، غير أن تلك ملاحم ما زالت مستودعة في خزائن الكتب، وبعضها غاب مع غياب الرجال الرواة.

صالح، والدُ الراحل كان أيضاً، حسب بعض أقاربه، رجل تجارة في شمال السعودية، خصوصاً في مدينة عرعر، ومن هنا جاء إتقان الراحل لأداء الشخصية الشمالية، خصوصاً شخصية (عُبيد) الشهيرة، كما كان مُحبّاً، أعني الوالد الذي عمّر طويلاً، للثقافة، وصاحب روحٍ مرحة.

الفنّان الجميل، محمد الطويّان، تعلّم دراسة الفنّ في أميركا بوقت مبكّر، وكان فنّانا تشكيلياً، مغرماً، بل كان يتعالج بالفنّ التشكيلي، كما قال بمقابلته على شاشة «روتانا» مع المذيع السعودي عبد الله المديفر، إنه عالج نفسه من حالة اكتئابٍ مزمن بسبب رحيل رفيق دربه الفنان السعودي الكبير محمد العليّ.

ليس الغرضُ هنا استعراض مسيرة هذا العملاق الفنّي النبيل، محمد الطويّان، فهذا مبثوثٌ فيما كُتب عنه بعد رحيله، لكن الغرضُ التأمل في «رسالة» محمد الطويّان، الكبرى، مبتدئاً برسالته الأخيرة قبل وفاته بيوم، إلى مهرجان «جوي أووردز» العالمي في الرياض.

وهذه فقرات من نص الرسالة التي نشرتها صحيفة «عُكاظ»، للراحل، من فراش مرضه:

«المستشار تركي آل الشيخ...

السيدات والسادة الحضور...

يؤسفني أن أفتقد دفء لقائكم بسبب وعكة صحية عابرة. ولكنني أود أن أعبّر عن خالص الشكر لقائدنا ومليكنا الغالي سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، الأمير الملهم محمد بن سلمان. فشكراً لوطني».

«بدأنا ببدايات بسيطة، ورغم التحديات، نجحنا ككتاب وممثلين ومخرجين ومنتجين. واليوم، بفضل المبادرات الكبرى والمشاريع العملاقة، أشرقت شمس المبدع السعودي، وتحقق له الظهور في الساحة الفنية».

«أفتخر بأنني المواطن السعودي محمد الطويّان، الذي قضى مشواره خادماً لوطنه في مجال الفن».

«شكراً من القلب، المستشار المبدع تركي آل الشيخ. أنت رجل نبيل وفيّ، وخير من يمثّل رؤية وطموح واهتمام القيادة، حفظهم الله».

الحقيقة أن هذه هي رسالة ختام المشوار للطويّان، وهي تكثيفٌ لرحلة بدايات الفنّ وصعوده، ثم هبوطه، ومعاناة الفنّ والفنانين في السعودية، ثم صعود الفن والفنانين في هذا العهد الجميل، غير أن هذه حكاية لم تُسرد كل تفاصيلها.

بقيت كلمة أخيرة، أو رسالة لم تأخذ حقّها للطويّان، أخبرني بها الصديق، والقريب من الراحل، والإعلامي السعودي المعروف أحمد الطويّان، وهي أن أمنية الراحل الفنّية الأثيرة، كانت عملاً كبيراً عن مسيرة المجتمع السعودي من قِبل الملك عبد العزيز حتى بداية ثم اكتمال مشروع التوحيد السعودي.

نفس الأمنية راحلنا الكبير، ومثلها أمانٍ أُخَر تشبهها...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة



GMT 17:44 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

الشهادة القاطعة

GMT 17:43 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

دروز سوريا… تاريخ لا يمكن تجاوزه

GMT 17:41 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

لا تطمئنوا كثيرًا..!

GMT 17:36 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

استنزاف الشرع أم تفكيك سوريا؟

GMT 17:34 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إعادة قراءة لتواريخ بعيون فاحصة

GMT 17:32 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إيران دون عقوبات: تمكين الحلفاء بديل النووي

GMT 17:30 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

هل عاد زمن العطارين؟

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:41 2023 السبت ,22 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.5 درجة في اليونان

GMT 07:39 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغجر يحبُّون أيضًا" رواية جديدة لـ"الأعرج"

GMT 15:40 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيفية اختيار لون المناكير المناسب

GMT 23:58 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

ساني يهزم نيمار في سباق رجل جولة دوري أبطال أوروبا

GMT 19:43 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

البدواوي يكشف أن "حتا" شهدت إقبالاً كبيراً من السياح

GMT 14:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي "إشبيلية" يرغب في التعاقد مع ماركوس يورينتي

GMT 00:51 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

التلفزيون الملون لم يدخل بيوت الآلاف في بريطانيا

GMT 00:29 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

صفية العمري تؤكّد أنها تبحث عن الأعمال الفنية الجيدة فقط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib