الصراع بين الـ«ديليت» والـ«سكرين شوت»

الصراع بين الـ«ديليت» والـ«سكرين شوت»!

المغرب اليوم -

الصراع بين الـ«ديليت» والـ«سكرين شوت»

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

لاحظ الكاتب حازم صاغية، بمقالته في هذه الجريدة، محاولات بعض المحسوبين على «النُخب» العربية، إظهار مواقفهم من جديد، والبراءة «الصامتة» من المواقف السابقة، كان المثالُ على ذلك، المواقف من حرب 7 أكتوبر (تشرين الثاني) 2023، «الحماسية»، و«طوفان الأقصى» وما جرّه، وما زال، على جماعة المحور، حيث كتب وخطب جملة من هؤلاء المحسوبين على «النُخب» عن أسطورية المقاومة، وقدراتها الإعجازية في هزيمة الوحش التكنولوجي والعسكري الإسرائيلي.

أشار صاغية لهذه: «الشورباء الفكريّة، حيث يُدفن الفشل بصمت، بلا مراجعة أو اعتراف أو نقد أو إعلان مسؤوليّة، يبقى الباب مفتوحاً لتكرار الكوارث بأسماء وعناوين أخرى. وبعدما كانت الكتب والصحف الورقيّة تحفظ (هفواتنا)، باتت التقنيّات توفّر لنا فرصة الرهان على الحذف، إلاّ أنّه للأسف رهان غير مضمون النتائج».

أقولُ، وعليه؛ صار الصراع بين الحذف وإعادة إنتاج الصورة من جديد، من دون توقف ولا حياء، فالمهم هو البقاء على رأس السطح، بأي صفة كانت، المُهمُّ هو إدامة القول وإبقاء التأثير المزعوم، على المشهد العام، وليس المهم عِلمية وأخلاقية القول، بل القول نفسه، واستمراره، في كل الأحوال، وبكل الأزمان.

لذلك صار حذف الأرشيف، حِرفة لا خجل فيها لدى كثيرٍ من هؤلاء المشاهير، وبعضهم كان محسوباً على «النُخب» العربية. بل صارت حِرفة لدى بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى، الرسمية والأهلية!

من أجل ذلك نشط آخرون في الرصد والأرشفة، ومنع الحاذفين الكاذبين من الفرار بأفعالهم، فنشطت مع آلية الحذف، آلية الحفظ، والتوثيق، أو حسب حازم صاغية، الصراع صار بين: الـdelete والـscreenshot.

حذف الأرشيف، أو التلاعب به، على الأوعية الرقمية «السائلة» سلوكٌ قبيح، وفيه، كما جاء في هذه المساحة قبل سنتين: «سلوك فيه اغتيال للذاكرة والمحتوى الإعلامي، ففي القديم لم تكن ثمة قدرة على شطب المقال أو المادة الصحافية إذا نُشرت على صفحات الجرائد، نعم يمكن سحب الطبعة من السوق، لكن إذا طُبعت الصحيفة، فقد قُضي الأمر وانتهت الحكاية».

صار من السهل، مع الأرشيف الرقمي، إعادة تشكيل الأرشيف الإعلامي الصحافي حسبما يريد الرقيب، أو حسب رغبة هذا المثقف أو ذاك الناشط، ولك أن تتخيّل لو طالت يدُ الرقيب الأرشيف الصحافي القديم غير المرضيّ عنه لسبب أو لآخر... كم سيبقى للذاكرة العامة منه؟!

من الضروري للعقل الخاص والعقل الجمعي، صون الذاكرة وحفظ الأرشيف، ليس من باب التصيّد أو المراهقة السجالية، بل لأن الذاكرة هي نحنُ، فمن نحنُ بلا ذاكرة؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع بين الـ«ديليت» والـ«سكرين شوت» الصراع بين الـ«ديليت» والـ«سكرين شوت»



GMT 16:04 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

من غرينلاند إلى دبي

GMT 16:01 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

هل يمتلك الغَزّيون قرار الاستسلام ؟!

GMT 16:00 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

الشيوخ حائرون... يتساءلون

GMT 15:59 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

سوريا وتحديات نجاح المسار الانتقالي

GMT 15:57 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

محمد حسنين هيكل... نهاية أسطورة

GMT 15:56 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

حضور عادل إمام في أسوان!

GMT 15:55 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

كرة اللهب!

GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

شبابيك سعادة

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:04 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

اللاعب جيمي فاردي يعلن رحيله عن ليستر سيتي

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib