بعيون زرقاء اليمامة

بعيون زرقاء اليمامة

المغرب اليوم -

بعيون زرقاء اليمامة

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

سافرت «زرقاء اليمامة» من قلب الجزيرة العربية، ومن عُمق الزمن البعيد بين جبال ورمال ووديان نجد، إلى مكنون لندن العريقة في قاعة «غولد سميث».

أوبرا سعودية عربية جديدة من نوعها، دشّنها وزير الثقافة السعودية الأمير بدر الفرحان من بلد المسرح وعاصمة الفنون الغربية الرفيعة، بريطانيا، بحضور «نخبة» من متذوقي هذا اللون من الفنون الراقية.

هذا التدشين مجرد بداية، إذ ستشهد الرياض العاصمة السعودية انطلاقة العمل للعرض على الجمهور في 25 أبريل (نيسان) المقبل، وستبدأ الأوبرا عروضها على مسرح مركز الملك فهد الثقافي.

هذه «طفرة» رائعة، وخطوة باهية، على درب طويل ما زالت خطوات الفن السعودي العالمي ترسم على مساره أولى خطواتها.

لدينا سابقة رائعة هي «أوبرا عايدة» التي احتفل العالم بمرور 150 عاماً عليها قبل سنوات قليلة، وهي عمل «أوروبي» بحت، يستقي من الحضارة المصرية القديمة بدايته باتفاق مع الخديو إسماعيل.

عُرضت أوبرا عايدة في القاهرة أول مرة 24 ديسمبر (كانون الأول) عام 1871 ونجحت، ثم عُرضت فبراير (شباط) عام 1872 في إيطاليا. وهي من تأليف العالم الفرنسي (مارييت)، وموسيقى الإيطالي (فيردي). بعد هذه التجربة العالمية الرائدة الخالدة، لم تتكرر القصة، مع أي ملحمة أو حكاية من منطقة الشرق الأوسط... حسب معرفتي المتواضعة.

زرقاء اليمامة، من أقدم الأساطير العربية الآتية من قلب نجد، بجوار العاصمة الرياض، عن سيّدة تملك بصراً خرافياً، تحمي بها قومها من الأعداء، حتى ولو كانوا يبعدون بمسافات طويلة.

عن قبائل بائدة وأمم داثرة وشعوب فانية، تُعرف بالعرب البائدة، طسم وجديس والعماليق.

يقول مؤلف العمل السعودي صالح زمانان في حفلة التدشين بلندن إن القصة «تعكس عبقرية المزاج العربي في تكوين الأسطورة وكتابة أشعارها، وحتى نهايتها المفتوحة المشرعة لاستكمالها كما نفعل اليوم».

شارك في العمل نخبة من المغنين والمغنيات الأوبراليين، من سعوديين وغربيين، وقام على تأليف موسيقاها، الأسترالي (برادشو).

السؤال، هل يمكن تكرار هذه التجربة؟

مع معرفتي بصعوبة ودقّة وتعقيد إعداد مثل هذه الأعمال الكبرى، ومع معرفتنا بنوعية المتذوقين لهذا اللون من الفنون، لكن هل نحن أمام بداية كبرى فعلية للاغتراف من العيون السعودية الغنية بالمياه العذبة البعيدة عن الأنظار الثرّة بالمياه الصافية؟!

أوبرا أو فيلم أو مسلسل أو قصة «كوميكس» أو أي شكل من أشكال التناول الإبداعي، كل هذا على موعد - إن أُكملت المسيرة وفُتحت الأبواب على مصاريعها - مع مفاجآت مدهشة وعالم بِكر من الحكايات والأساطير.

لن أثقل عليكم بسرد أمثلة من هذه الحكايات، من نجد، بيمامتها وقصيمها وحائلها وأفلاجها وحريقها وحوطتها، أو من الحجاز بتهائمه وجباله وسواحله وجزره، أو من الجنوب بسرواته وعِقابه ووديانه، أو من الأحساء وعيونه ونخيله أو من الرمال العربية الكبرى شمالاً وجنوباً.

تحفل الجزيرة العربية بعشرات الحكايات «المؤسسة» حتى لخيال ووجدان الشعوب الأخرى (التغريبة الهلالية مثالاً).

قصص تحتاج إلى بصر زرقاء اليمامة وبصيرتها!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعيون زرقاء اليمامة بعيون زرقاء اليمامة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:28 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ملامح ميزانية السودان 2020 تتضمن فرص عمل "هائلة"

GMT 03:28 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

معلومات جديدة عن حياة ديما بياعة في عيد ميلادها الـ43

GMT 21:03 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شنطة الفرو أكّدت عليها شانيل وفندي إطلالة خريف 2019

GMT 04:59 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مواصفات أسطول مطار خليج نيوم الأمني

GMT 02:04 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

شبيهة هيفاء وهبي تثير ضجة على مواقع التواصل

GMT 06:37 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟

GMT 03:42 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

تشوبرا تبدو رومانسية خلال استقبال مومباي

GMT 11:51 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شقيق الفنانة ياسمين عبدالعزيز يوجه رسالة لها بعد طلاقها

GMT 03:58 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

نيسان يحمل في طياته مشاكل جاسوسية ومعارك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib