غزة ظاهرياً وباطنياً

غزة ظاهرياً وباطنياً

المغرب اليوم -

غزة ظاهرياً وباطنياً

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

الوضع اليوم يتدهور نحو الأسوأ، ونحن اليوم «في عين العاصفة»، كما كنا من قبل أيام غزو العراق للكويت بداية التسعينات، ثم أيام هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، التي قام بها تنظيم «القاعدة» وصبيان أسامة بن لادن والظواهري، ومن خلفهم «الحرس الثوري» الإيراني.

جرت بعد ذلك مياه القاعدة الدموية في بلادنا كلها، هبّت رياح الخماسين أيام ما وُصف بـ«الربيع العربي» نهاية 2010 وما بعدها، وكان الهدف ضرب الدول العربية بداية من تونس ثم مصر، وكانت السعودية والخليج، ما عدا بعضه!، الهدف لخلايا الفوضى والتهييج... هل نسينا؟!

اليوم، وباسم غزة ودماء الفلسطينيين، نشطت من جديد كل خلايا التهييج والتحشيد والتخريب، أناس كانوا يتلحفون الصمت في أنفاق «التقية» خلال الست سنوات الأخيرة، نراهم اليوم يسلون سيوف الخطب البتراء، وينثرون بذور الفوضى في حقول الشباب الغض.

لا نريد تكرار الكلام الذي كأنه يبدو اعتذارياً، لن نعتذر عن الصواب. «حماس»، شئتم أم أبيتم، ضمن المحور الإيراني، بل تيار الإخوان كله، وتوظيف مأساة غزة ليس جديداً عليهم، والموقف العربي «المسؤول» تجاه الأشقاء في فلسطين ومنها شعب غزة، واضح، عبّرت عنه اليوم، مجدداً السعودية ومصر وغيرهما، وخلاصته: الضغط لإيقاف القتل وضرب المدنيين في غزة، وإدانة إسرائيل في ذلك بوضوح، وفي الوقت نفسه رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والمهم: تثبيت حل الدولتين، وإطلاق عملية سياسية دولية كبرى بهذا الصدد. من خلال التخاطب، فقط، مع الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وهو السلطة الوطنية ومنظمة التحرير.

ماذا عن إيران... الإخوان... ما هدفهم وماذا يريدون؟! وهل تسعى إيران فعلاً لصالح الشعب الفلسطيني؟!

المخيف اليوم، هنا أخاطب المسؤولين عن التعامل مع الرأي العام في المجتمعات العربية ذات الدول المعتدلة الآمنة المستقرة، هو احتشاد آلة التعبئة الإخوانية - الإيرانية لتجنيد أجيال جديدة، غضة العقل، فقيرة التجربة، غنية العواطف، باسم غزة والأمة، لصالح أجندة جماعات «الربيع العربي والفوضى المقدسة».

كتب الأستاذ عبد الرحمن الراشد في هذه الصحيفة، تحت عنوان «إنهم يسرقون أولادكم للمرة العاشرة»، مقالة يجب التأمل فيها ملياً، حذّر فيها الناس من اختطاف أولادهم وسرقة مشاعرهم، فقال: «الحشد العاطفي الجماعي يقوم على قضية عادلة، صور أطفال ونساء وشيوخ عزل، والغضب أعمى، يُستغَل ويُدار سياسياً من فئات لها أجنداتها تتسبب في اضطرابات المجتمعات وزرع الفوضى».

ليس هذا وحسب، حذّر منه عبد الرحمن، بل إنه قال: «في ذروة العواطف الملتهبة لا أحد يتأمل ويفكر. القضايا تتكرر، ولا أحد يتساءل، إلى ماذا انتهت التنظيمات الأخرى؟».

العواصف تهب اليوم من كل صوب، ودوماً في تعليمات السلامة يقال لك: «ساعد نفسك أولاً حتى تستطيع مساعدة الآخرين».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة ظاهرياً وباطنياً غزة ظاهرياً وباطنياً



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib