العلاقات الأميركية – الأوروبية إلى أين
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

العلاقات الأميركية – الأوروبية.. إلى أين؟

المغرب اليوم -

العلاقات الأميركية – الأوروبية إلى أين

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

تستدعي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة الأميركية، ومن بعده رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، التساؤل عن حال ومآل العلاقات الأميركية–الأوروبية في زمن إدارة الرئيس دونالد ترامب، لا سيما في ضوء الفجوة التي تتّسع يومًا تلو الآخر بين جانبي الأطلسي.

تبدو الحقيقة التي لا مفرَّ منها، مهما قيل خلاف ذلك، أن واشنطن اليوم تختلف عن السنوات الأربع الماضية في عهد جو بايدن، على أكثر من صعيد، وفي مقدّمة تلك الصعد النظرة إلى أوروبا، وهل هي شريك كامل الأهلية، أم أنها باتت مجرد تابع ضعيف.

ولعله من نافلة القول أن ينظر المرء إلى حَدَثيْن جرت بهما المقادير خلال الشهر الجاري، قمة الذكاء الاصطناعي في باريس، وقمة الأمن العالمي في ميونيخ، وقد بان جليًّا من خلالهما أن هناك بونًا شاسعًا في الرؤى بين واشنطن وبروكسيل، ما تبَدَّى في التقريع الشديد من نائب الرئيس دي فانس للأوروبيين، فيما أكمل من بعده وزير الدفاع الأميركي الجديد، بيت هيغسيث، ذات الطريق، ووضع الأوروبيين أمام مسار منفرد غالب الأمر، تجاه قيصر روسيا، في واحدة من أعقد القضايا التي عرفتها أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أي الحرب الأوكرانية.

هل تخلت واشنطن عن علاقتها التاريخية بأوروبا؟

بالقطع لا يمكن أن يحدث ذلك دفعةً واحدة؛ ذلك لأن أوروبا تعد شريكًا استراتيجيًّا للولايات المتحدة لا غنى عنه، فيما تتمحور الأزمة حول وزن وأهمية هذا الشريك، وهل لا يزال له ذلك الثقل التاريخي الذي كان في أربعينيات القرن الماضي، أم أن خطوب الزمان قد غيَّرت الأوضاع وبدَّلت الطباع؟
من الواضح أن الرئيس ترامب لديه حساباته الخاصة التي تختلف بشكل جذري عن رؤى سلفه بايدن، وفي مقدمها العلاقة مع القيصر الروسي فلاديمير بوتين.

ترامب وإدارته يرون أن روسيا لا يجب أبدًا أن تكون عدوًّا لواشنطن، وأنه من الممكن بل والواجب إن لم تُصْحِ حليفًا، لا تنتقل إلى مربّع الأعداء، وأن الحرب مع أوكرانيا فصلٌ من مسرحيات العبث لصموئيل بكيت ما كان لها أن تُعرَض على خشبة المسرح العالمي.

في هذا الإطار يبدو مؤكدًا أن واشنطن ستتوصل وفي وقت سريع لصفقة ما مع بوتين، تزعج الأوروبيين أيّما إزعاج، سيما أنها في نظر الكثير من الأوروبيين، تُضحِّي بهم على مذبح بوتين كقربان وأضحية لا بدَّ منها.

يبدو الشقاق الأميركي–الأوروبي ملفتًا للنظر، ما دعا كثيرا من الأوروبيين للتساؤل: "هل كان ماكرون على حقٍّ قبل بضعة أعوام حين طرح فكرة الجيش الأوروبي الموحَّد، حتى وإن لم يكن بالضرورة يعني كتابة شهادة وفاة حلف الأطلسي؟

أحد أفضل من قدم جوابا على علامة الاستفهام المتقدمة، البروفيسور "باري بوسن" أستاذ العلوم السياسية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، والذي كتب على نطاق واسع عن العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة وأوروبا، لمجلة نيوزويك الأميركية ذائعة الصيت وعنده "إن مهام القيادة والتعاون السياسي والإدارة تتطلب الكثير من الجهد. وتاريخيًّا، تحشد الدول جهودها وتتعاون عندما تكون خائفة للغاية، وليس قبل ذلك، ويبدو أنّ الأوروبيّين الآن أكثر تضرُّرًا من خوفهم، وعندما يشعرون بالخوف، فمن المرجح أن يبذلوا المزيد من الجهود".

هنا يبدو الأوروبيون أمام تحدّيات ترتبط بالكثير من المتغيرات، بعضها خاصٌّ بالوقت وما إذا كان قد فات، والبعض الآخر بالإمكانيات، وهل تتوافر أم لا؟

أما عن الوقت، فسياقات الأحداث تقطع بأن عجلة ترامب وإدارته قد دارت بالفعل نحو إنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية، بأسرع وقت، وبهدف تحقيق أكبر مزايا للجانب الأميركي، حتى وإن دفعت أوكرانيا الثمن.

وقت كتابة هذه السطور يجري الحديث عن زيارة متوقعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، إلى واشنطن بهدف توقيع اتّفاق حول معادن أوكرانيا النادرة، اتّفاق يُنتظر أن يتنازل فيه عن خمسين بالمائة مما تمتلكه أوكرانيا، ويصل قدره إلى 12 تريليون دولار، أي ثلث الديون الأميركية وربما أكثر قليلاً، في مقابل الدعم الأميركي لكييف، وغالبًا لن يكون مزيدًا من الأسلحة وإنّما ضمانات أمنية يتم الاتفاق بشأنها مع بوتين.

في ماورائيات الصفقة، وهذا ما ظهر واضحًا في تصريحات وزير الدفاع بيت هيغسيث في ميونيخ، تنازل أوكراني عن العديد من الأقاليم التي استولت عليها روسيا منذ فبراير 2022، أما الحديث عن عودة شبه جزيرة القرم، فهو أمر بات محسومًا لبوتين وروسيا، ولا حديث عن الرجعة فيها أو التنازل بشأنه.

هذا هو الواقع الجديد الذي ستصحو أوروبا عليه، والذي من شأنه ذهب ماكرون إلى البيت الأبيض حاملاً رسالة لترامب مفادها: "لا تتنازلْ لبوتين".

لكن سيد البيت الأبيض في واقع الحال مشغول بما هو أهم، وعلى رأس أولوياته، فضّ عُرى التحالف الروسي–الصيني، والروسي–الكوري الشمالي، قبل أي أمر آخر، إذ رسخ لديه ومنذ وقت طويل أن الصين هي العدو الحقيقي الواجب ملاقاته في ساحات الوغى، ومن غير أن يبقى من حوله حليف أو ظهير يدعمه أو يزخمه.

تبدو اللحظة الآنية مثيرةً حقًّا وبخاصة بعد أن نجح ترامب/فانس في تجاوز نصف قرن من الثرثرة التوافقية حول المصير الذي منحه الله للولايات المتحدة لقيادة العالم إلى الخير والحرية. وسواء كانت القضية تتعلق بالسلام والحرب، أو الهجرة أو الرسوم الجمركية، فإنهما يزعمان أنهما يسعيان إلى تحقيق المصلحة الذاتية للولايات المتحدة ولا شيء غير ذلك. فلماذا ينبغي على الأميركيين أن ينفقوا المليارات كل عام للدفاع عن أوروبا التي تفشل في الدفاع عن نفسها؟ ولماذا ينبغي لهم أن يسلحوا دولاً بعيدة لمحاربة جيرانها، أو أن يقدموا مبالغ مذهلة من المساعدات إلى الدول الفقيرة في إفريقيا؟

تبدو هذه وجهة نظر براغماتية بشكل مطلق ومنقطع النظير، ولها في واقع الحال الكثير من الداعين والداعمين في الداخل الأميركي، لا سيما من أصحاب مبدأ الانعزالية، وهو ما يميل إليه الرئيس ترامب بصورة أو بأخرى.

غير أنه في مواجهة هذا التوجه، هناك جبهة أخرى ترى أنه لا يتوجب أن تتنكر واشنطن أو تخلف أصدقاءها وحلفاءها القدامي، ذلك أنّ أحدًا لاحقًا لن يثق في واشنطن والتي بات الكثيرون يراها حليفا غير موثوق.

واشنطن اليوم ربما تكون مدعوَّة للعب دور عالمي مغاير عن ذاك الذي مارسته في زمن الحرب العالمية الثانية من جهة، وكذا في أوان الحرب الباردة من جهة ثانية.

لقد ظلَّت أوروبا، وستبقى طويلاً، الجار الأقرب، والحليف الأكبر عبر الأطلسي، وغالب الظن أن التاريخ سيكرّر نفسه مع إدارات أميركية لاحقة، حيث ستعود اللحمة والسدى بين الجانبين من جديد، تحت معطيات الجغرافيا، التي تجعل منها قلب العالم، على مقربة من الصين وروسيا، وفي مواجهة إفريقيا، والعالم العربي، وجميعها محطات استراتيجية لا يمكن لواشنطن أن تستغني عنها في الحال أو الاستقبال.

وفي كل الأحوال، ربما يبدو من المبكر القطع بأن الفجوة ستتسع بين الجانبين، فقد ينجح العم سام في أن يفعل هذا ولا يترك ذاك، أي أن يسترجع العلاقات مع روسيا، ومن غير أن يفقد أوروبا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقات الأميركية – الأوروبية إلى أين العلاقات الأميركية – الأوروبية إلى أين



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib