الرقائق الإلكترونية وليس القيم الديمقراطية
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

الرقائق الإلكترونية وليس القيم الديمقراطية

المغرب اليوم -

الرقائق الإلكترونية وليس القيم الديمقراطية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

أعقبت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، علامات استفهام متعددة عن الأسباب التي دعت السيدة التي تعد رقم ثلاثة في تراتبية السلطات الأميركية، للذهاب إلى تايوان، والإصرار على النحو الذي تابعه العالم، وقد اعتبره البعض وقتها طريقاً للدخول في مواجهة عالمية.

حكماً هناك العديد من الأسباب التي بررت بها بيلوسي ومن لف لفها تلك الزيارة، وفي مقدمها إظهار صدق التحالف مع الولايات المتحدة، وكيف أنها تحالفات ذات موثوقية وموضوعية، وأن واشنطن لا تتخلى عن أصدقائها، الأمر الذي ينزع عنها وصفة «أرباب دائمة الخذلان لعبادها».
والشاهد أن هذه الأسباب وغيرها قد تكون صحيحة، وهي كذلك بالفعل، غير أن هناك بعداً آخر لم ينجلِ للعيون إلا الأسبوع الماضي، وبعد حديث الرقائق الإلكترونية الذي ملأ الأجواء الأميركية... ما قصة تلك الشرائح؟
باختصار غير مخل، إنها «مفتاح سمسم»، لكل أشكال التكنولوجيا الحديثة، التي لا يمكنها أن تعمل من دون أشباه الموصلات، تلك الصناعة الدقيقة جداً، التي تحتاج لأجواء خاصة لصناعتها.
وبمزيد من التوضيح العلمي، يمكن القول إنها الألواح التي تحول القوة الكهربائية إلى طاقة تقود العمل من عند أصغر جهاز كومبيوتر، وصولاً إلى مكوك الفضاء الأحدث الذي تقوم وكالة ناسا ببنائه، مع المرور على جميع الصناعات بدءاً من النقل، حيث لا طيران من دون أشباه الموصلات، ولا عسكرة حديثة من غير تلك الرقائق، التي تعد عصب الطائرة الأحدث في سلاح القوات الجوية الأميركية «إف - 35»، ناهيك عن أجهزة الأشعة والعمليات الجراحية.
الأسبوع الماضي، كان مجلس الشيوخ الأميركي يوافق على مشروع قانون يرصد نحو 280 مليار دولار لتعزيز صناعة الرقائق الإلكترونية في الداخل الأميركي، الأمر الذي تسبب في جدل واسع ربما لضخامة التمويل المرصود، في وقت قلاقل اقتصادية داخلية.
القصة برمتها مرتبطة بالأمن القومي الأميركي، فغياب تلك الشرائح يعني أن الصناعات والتقنيات العلمية الأميركية ستصاب بالشلل، وهو ما لا تقوى عليه البلاد في هذه الأوقات الصعبة.
هل كانت جائحة «كوفيد - 19» فقط هي السبب الرئيس في هذه الأزمة؟
في واقع الأمر لا، ذلك أن الرئيس السابق ترمب كان حجر عثرة بدوره في الأزمة، وذلك من خلال حروبه التجارية مع الصين، ففي عام 2018 فرض ضرائب تصل إلى 25 في المائة على بضائع صينية تصل قيمتها إلى 35 مليار دولار، والأمر عينه تكرر عام 2019 مع بضائع صينية تكلفتها 300 مليار دولار، وغالب تلك البضائع كان شحنات رقائق إلكترونية وأشباه موصلات، الأمر الذي دفع كبار الشركات لرفع شعار «بضاعتك ليست لدينا»، في ردودها على أصحاب المصانع.
أضف إلى ذلك أن فرض حظر على تصدير بضائع للصين ساهم بدوره في تقليص إنتاج تلك السلعة في الداخل الأميركي، انطلاقاً من عدم وجود فرص تصدير، إضافة إلى نشوب حريق في اليابان في مارس (آذار) 2021، في أكبر مصنع لإنتاج الشرائح عينها.
إلى هنا يبقى التساؤل مطروحاً: «وما علاقة تايوان بكل تلك الضجة من حول الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات؟».
في واقع الأمر القصة تبدأ من عند آسيا برمتها، لا سيما الصين التي تحوز أراضيها 17 مادة نادرة من المواد الطبيعية الموجودة فيما يعرف بالجدول الدوري لمندليف، وهي المواد المستخدمة في إنتاج تلك الرقائق.

أضف إلى ذلك أن روسيا وأوكرانيا بدورهما تعدان من كبار منتجي تلك الشرائح، ومع الحرب الطاحنة الدائرة هناك، يمكن توقع استمرار الأزمة وعدم وصول إمدادات الشرائح إلى الداخل الأميركي في المدى الزمني القريب، وربما ليس قبل عامين أو ثلاثة أعوام، وهي فترة زمنية طويلة في عمر دولة قائدة ورائدة حتى الساعة.
المفاجأة الكبرى التي تعود بنا إلى سر الاهتمام الأميركي بتايوان، هي أن تلك الجزيرة الصغيرة تقوم بإنتاج نحو 90 في المائة من الإنتاج العالمي من الرقائق العالية التقنية، ما يعني أن لها أهمية كبرى في الصراع الجيوسياسي القائم والقادم بين الولايات المتحدة من ناحية، والصين الشعبية من ناحية ثانية، وأنه حال سيطرة الصين على جزيرة تايوان، فإن واشنطن سوف تحرم حكماً من خطوط الإمداد والتموين إن جاز التعبير، لسلعة حياتية لا يمكن لواشنطن أن تحيا من غيرها.
في تعليقه على الحدث قال الرئيس بايدن، إنه جاء حفاظاً على تفوق أميركا التكنولوجي، وخلق وظائف جديدة في مجال العلوم والتكنولوجيا، والتخلص من المزودين الأجانب، ويقصد بذلك الصين بنوع خاص.

العبرة من السطور السابقة، تتمحور حول أهمية العلم والتكنولوجيا في حياة الأمم والشعوب، وأنه من غير تطور تكنولوجي، لن يتقدم إلى الأمام أحد.
تخطط واشنطن للعودة مرة ثانية إلى القمر عما قريب، وتجهز مركبتها الفضائية «برسفيرنس» للصعود إلى المريخ.
إنه عالم الشرائح الإلكترونية وليس القيم الديمقراطية البراقة والجولات الخادعة حول العالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقائق الإلكترونية وليس القيم الديمقراطية الرقائق الإلكترونية وليس القيم الديمقراطية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib