باريس ــ الرياض شراكة استراتيجية حاضرة ومستقبلية
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

باريس ــ الرياض... شراكة استراتيجية حاضرة ومستقبلية

المغرب اليوم -

باريس ــ الرياض شراكة استراتيجية حاضرة ومستقبلية

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

من صقيع أوروبا الإيكولوجي، وشتائها الديموغرافي، بحثاً عن الدفء والحيوية، ومن فرنسا التي تبدو أنها تعاني مثل بقية دول الاتحاد الأوروبي من حالة القلق الجيوسياسي المعاصر، إلى المملكة العربية السعودية، حيث الديناميكية تجري في العروق، والمستقبل يرسم علامات رضا على الشفاه، حلَّ الرئيس إيمانويل ماكرون، ضيفاً على بلاد الحرمين الشريفين، في زيارة دولة استثنائية، تحتاج إلى أحاديث تتجاوز المساحة المتاحة للكتابة.

«زيارة استثنائية»، هكذا وصف مصدر رئاسي فرنسي رحلة الأيام الثلاثة لسيد الإليزيه، والوفد الرفيع المستوى، العالي الجودة، من كبار التكنوقراط الفرنسيين، إلى الرياض، ولعل فرادتها ترجع إلى أنها تتزامن مع الرغبة المتبادلة في رفع مستوى الشراكة بين الدولتين الكبريين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، عبر خطة عشرية، تتضمن مد الجسور في الكثير من المجالات الحيوية من السياسة إلى الاقتصاد، وتطوف عبر الطاقة والنقل، لتنتقل إلى الثقافة والسياحة، ما يفيد، قولاً وفعلاً، بأنها خطة لطموح ثنائي بين قطبين، من دون تهوين أو تهويل، عربي خليجي شرق أوسطي، بازغ بثبات وحكمة، وآخر أوروبي عريق، ضارب جذوره في عالم السياسة والتنوير، والمواقف الوطنية.

الحديث عن المملكة العربية السعودية في هذا التوقيت، يعني الإشارة إلى قوة ديناميكية سياسية، تلعب دوراً عقلانياً في مقاربات الأمن والاستقرار، على مستوى إقليمي، قلق ومضطرب من جهة، وعلى صعيد عالمي، تبدو فيه الخطوب مضطربة، والرؤوس ساخنة، والجميع يكاد يتوقع القارعة بين الفينة والأخرى.

يزور ماكرون السعودية، وقد باتت مقصداً للشركاء الدوليين، لا سيما الساعين في طريق السلام، ذاك الذي بات عزيزاً، ومن جانب آخر، تحتل رؤى التنوير لاستراتيجية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مكانة متقدمة على خريطة الاستثمار العالمية، بما في ذلك التقليدي منه والمبتكر.

نجاحات الزيارة يمكن بلورتها في ثلاثة محاور استراتيجية، الأول يتعلق بالاقتصاد، والثاني بالسياسة، في حين الثالث موصول بحالة كوكب الأرض، وأزماته المناخية.

اقتصادياً ينظر ماكرون إلى السعودية على أنها «حجر الزاوية» في المنطقة، ولهذا يدعو ويشجع رجال وسيدات الأعمال الفرنسيين للاستثمار في المملكة، حيث نفوذها يمتد من الخليج العربي إلى الدول الغربية وأفريقيا.

رؤية الرئيس الفرنسي ليست وليدة اليوم، بل نتاج لمسيرة طويلة من العلاقات الفرنسية - السعودية، زخمتها ودعمتها زيارات ولي العهد لفرنسا في عامي 2022، و2023، ولهذا تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطوراً مطرداً مدعوماً بروابط سياسية قوية بين قيادتي البلدين، وبتقارب في الرؤى الجيوسياسية في أزمنة متغيرة ومتسارعة الخطى عولمياً.

المحور الثاني في هذه الزيارة، يتمثل في التوافقات حول الملفات الساخنة والملتهبة، لا سيما على صعيد الحرب الدائرة في غزة، والرغبة المشتركة في وقف إطلاق النار، والتهدئة، عطفاً على الملف اللبناني، حيث تعد فرنسا الراعي السياسي الأول للبنان منذ نهاية الانتداب وحتى الساعة، بينما السعودية مثلت قبل اتفاق الطائف وبعده، ركيزة رئيسية في السعي لضمان السلم الأهلي في بلد الأرز، ولم تقصر يوماً بتقديم العون الأدبي والسياسي، قبل المادي، بجانب الدفاع عن فكرة العيش المشترك، ورفض كل أشكال التطرف والتحزب التي قادت لبنان إلى الدرك الأسفل الحالي.

في القلب من النتائج الاستثنائية لهذه الزيارة، يمكن الإشارة إلى إعلان ماكرون عن أنه والأمير محمد، سيترأسان مؤتمراً حول إقامة دولة فلسطينية في يونيو (حزيران) المقبل.

هذا أمر مهم للغاية، ويكتسي فاعلية وقوة من كون الإليزيه كان ولا يزال الصديق الأقرب والجار الأكبر للعالم العربي، وليس سراً أن نجاحات أوسلو جاءت بناءً على دعوة فرنسية، من وراء العم سام، للتواصل الفلسطيني - الإسرائيلي المباشر.

يعد ماكرون بأن فرنسا، في الأشهر المقبلة، ستعمل على مضاعفة مبادراتها الدبلوماسية، ودمجها لجلب الجميع في إطار هذا المسار.

فرنسا اليوم، ومن جديد تمثل قلب أوروبا النابض سياسياً، ويكفي أن يراجع المرء تصريحات ماكرون في قمة بودابست في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ليدرك أن باريس باتت رأس الحربة الأوروبية، وأن بلدان الاتحاد الأوروبي تبدو الآن الأكثر سمعاً لماكرون، بسبب التطورات أو إن شئنا الدقة قلنا التدهورات الحادثة بالقرب منها شرقاً في آسيا الملتاعة من التهديدات الروسية بالنووي، وغرباً من سيد البيت الأبيض الجديد المقبل بالتهديد والويل والثبور للشرق أوسطيين أول الأمر، وغالباً بسياساته التي تقلق الأوروبيين وفق كايا كالاس منسقة الشؤون الخارجية الجديدة في الاتحاد.

المحور الثالث في الزيارة يشمل التعاون في الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين، وفي العلوم والمبتكرات حيث الذكاء الاصطناعي، ثم التوجه معاً إلى العلا، حيث المشروع الحضاري السعودي بتعاون فرنسي، ما يدخل المملكة في عالم اقتصاد الابتكار لا الريعي النفطي فحسب.

باريس - الرياض، شراكات أحلام تتحقق بالفعل، بفضل قادة يفكرون بعزم ويعملون بحزم، بهدف خدمة أوطان مستقرة، وشعوب آمنة مستمرة في عيشها الإنساني الواحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باريس ــ الرياض شراكة استراتيجية حاضرة ومستقبلية باريس ــ الرياض شراكة استراتيجية حاضرة ومستقبلية



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib