ترمب الثاني بين الجمهورية والإمبراطورية
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

ترمب الثاني... بين الجمهورية والإمبراطورية

المغرب اليوم -

ترمب الثاني بين الجمهورية والإمبراطورية

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

على بعد ساعات من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تبدو التحديات التي تواجهه عديدة، والعقبات كثيرة، غير أن التحدي الأكبر، بالنسبة إليه خصوصاً وللأميركيين عموماً، هو كيف له أن يحافظ على الجمهورية الأميركية التي وضع لبناتها الآباء المؤسسون، في مواجهة تحولات جبرية تدفعها في طريق الإمبراطورية، الأمر الذي ناصبه الرؤساء والمفكرون الأميركيون الأوائل العداء، من خلال الاعتقاد الأخلاقي القوي، فقد تعهدوا بحياتهم وثرواتهم وشرفهم المقدس لهزيمة الإمبراطورية الرومانية، الأمر الذي يستفيض في شرحه جورج فريدمان، رجل استخبارات الظل، في مؤلفه الشهير «الإمبراطورية والجمهورية في عالم متغير».

ليس سراً أن حديث الإمبراطورية الأميركية، قد طرح نفسه بقوة في الأسابيع القليلة الماضية، لا سيما بعد أن كشف ترمب عن رغبته في تمدد الحضور الجيوسياسي الأميركي من جزيرة غرينلاند وكندا شمالاً، إلى بنما والمكسيك جنوباً، والبقية من الوارد أن تأتي، ما يخلق حالة من عدم اليقين في الشؤون الدولية.

آمن جورج واشنطن، وجون آدامز، وتوماس جيفرسون، وبقية رفاقهم بأن الجمهورية الأميركية الوليدة تقوم على مبادئ تقرير المصير القومي والحقوق الطبيعية، وهو ما لا يبدو أنه حاضر اليوم في الهيكلية السياسية للولايات المتحدة، داخلياً أو خارجياً.

يخطر لنا أن نتساءل: هل من وجه شبه بين الولايات المتحدة اليوم والإمبراطورية الرومانية قبل ألفي سنة؟

توقظ المخاوف من النزعة الإمبراطورية لدى ترمب، ما جرى في العصور القديمة، حين تغلبت مفاهيم الإمبراطورية على قيم الجمهورية، فقد خلقت الإمبراطورية الطموح إلى المال والقوة، الذي قضى تالياً على الفضائل الجمهورية، تلك التي كانت بمثابة درة التاج، وفخر المواطنة الرومانية.

على عتبات ولاية ثانية للرئيس ترمب، تبدو السوبر- قوة الأميركية، رافعة لمسار إجباري ينزع نحو الإمبراطورية ويخلي عنه فضائل الجمهورية، مساراً نشأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث بدأت «أميركا أخرى» تتخلق في الرحم، مغايرة بالمطلق لحكمة الجنرال واشنطن، وفهم الفيلسوف ورجل السياسة الأشهر جيفرسون، أميركا عمادها الدولة الخفية التي أشار إليها الجنرال آيزنهاور في خطاب الوداع، المرتكز في الداخل على صناعة عسكرية لا بد لها أن تولد الحروب، وفي الخارج على نشاط اقتصادي مهيمن على حركة التجارة العالمية، وجميعها تخلق نظاماً لا يمكن أن تديره المؤسسات الديمقراطية بسهولة، كما لا يتوافق بحال من الأحوال مع المبادئ الأخلاقية الأميركية الأولى.

السؤال المثير للتأمل: هل ترمب أمام مسار اختياري أم إجباري في مواجهة المفارقة القائمة بين مثالية الجمهورية وواقعية الإمبراطورية؟

معطيات الحال تخبرنا أن هناك أوجه شبه كبيرة بين واشنطن الحالية، وروما القديمة، فقد بلغت الولايات المتحدة نقطة لا خيار لها فيها بشأن كينونتها الإمبراطورية، فاتساع الاقتصاد الأميركي، وأطرافه الأخطبوطية، خصوصاً منذ زمن بريتون وودز، وهيمنته على البنك الدولي وصندوق النقد، عطفاً على القوة الفائقة الحجم للجيش الأميركي، والذي تتفوق اليوم مقدراته على ما امتلكه القياصرة والأكاسرة معاً، يجعل فكرة نزع الثوب الإمبراطوري عن الولايات المتحدة مستحيلاً تقريباً، وإذا جرت محاولة لتخليصها فلن يزعزع ذلك الاقتصاد الأميركي فحسب، بل النظام العالمي كذلك.

هنا يبدو الديالكتيك التاريخي ضاغطاً وبقوة على رئاسة ترمب لإكمال مسيرة الإمبراطورية البراغماتية، والتنكر لمبادئ الجمهورية الأخلاقية، والفارق شاسع بين عام الاستقلال 1776، حين كانت البلاد لا تتجاوز الثلاث عشرة مستعمرة، ضعيفة وغير قادرة أو راغبة في التورط خارجياً، من دون أن تُسحق، وبين أميركا اليوم مالئة الدنيا وشاغلة الناس بسكانها الـ330 مليوناً، المنتشرين عبر 50 ولاية، تجوب أساطيلها البحار والمحيطات مرة كل 24 ساعة، بينما أقمارها الاصطناعية تمسح الكوكب من علٍ على مدار الساعة.

إمبراطورية ترمب تبدو وكأنها قدر منقوش على حجر لا فكاك منه، وعلى العالم التعايش معه لأربع سنوات مقبلة على الأقل، بحلوها ومرها معاً.

يُلقي حفل تنصيب ترمب خلال الساعات المقبلة بمزيد من الضوء على مقام الرئيس الأميركي، الفاعل الأول في ملامح ومعالم السياسات الخارجية بنوع خاص، وخطورة تحول الأمر من قيادة جمهورية إلى رؤية إمبراطورية، ولو أقرب إلى المجازية، فالرئاسة هي الرئيس وحده، وهو المسؤول الوحيد الذي ينتخبه ممثلو الشعب كله، ولهذا السبب كان ولا يزال حجر الرحى الرئيس في قلب النظام السياسي الأميركي، والعامل الأساسي لإدارة العلاقة وإحداث التوازنات بين الإمبراطورية والجمهورية.

المقاربة بين الجمهورية والإمبراطورية، تقودنا حكماً إلى إشكالية أكبر تواجه ترمب، تلك التي تتمثل في الاختيار بين الواقعية والمثالية، وإرث ميكيافيلي في الداخل الأميركي... ماذا عن هذا؟... وللحديث بقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب الثاني بين الجمهورية والإمبراطورية ترمب الثاني بين الجمهورية والإمبراطورية



GMT 20:43 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

سكوت الصَّوت الأحب

GMT 20:41 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

تعديل لن “يشيل الزير من البير”

GMT 20:38 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

أوباما وترمب... «جيب الدفاتر»!

GMT 20:37 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

إسرائيل المنتصرة/المهزومة

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

إسرائيل... تفاوض جاد أو عزلة دولية

GMT 20:34 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

كذبٌ يطيل أمد الحرب

GMT 20:32 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

واحد شاي مغربي

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib