واشنطن ومطرقة روسيا وسندان الصين
زلزالان بقوة 4.9 و4.3 درجات يضربان ولاية باليكسير غربي تركيا دون تسجيل خسائر أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج
أخر الأخبار

واشنطن ومطرقة روسيا وسندان الصين

المغرب اليوم -

واشنطن ومطرقة روسيا وسندان الصين

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

كثيراً ما يتم استخدام تعبير «بين المطرقة والسندان»، المطرقة معروفة والسندان هو كتلة حديد صلبة ترتكز فوق قاعدة يطرق الحداد عليها الحديد، والعبارة تعني أن يقع المرء بين أمرين كلاهما شر.
كانت فكرة هذه السطور في الأصل تحمل عنواناً مغايراً «بكين بين مطرقة واشنطن وسندان موسكو»، انطلاقاً من أن الصين تجد نفسها مؤخراً بين نارين؛ الجار الأقرب والحليف الأكبر المتمثل في روسيا، وبين مصالح تجارية ومالية مع واشنطن والاتحاد الأوروبي.
غير أن «نظرة عليا»، وشيئاً من التحقيق والتدقيق، توضح لنا أن واشنطن هي التي باتت بين مطرقة روسيا العسكرية وسندان الصين الاقتصادي، وبينهما تخفت قطبية ملأت الدنيا وشغلت الناس منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى اجتياح القيصر لأوكرانيا، ومن غير مقدرة على صده أو رده، إلا من حزمة عقوبات اقتصادية، على ضررها واهية، ولن تغيِّر من مصير روسيا الكثير... ما الذي يعنيه ما تقدم؟
نهار الاثنين الماضي صرّح مسؤول أميركي كبير لشبكة «سي إن إن» بأن روسيا طلبت من الصين مساعدة عسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك الطائرات من دون طيار.
هذا الخبر الذي أنكره المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينغيو، الذي أعرب عن قلقه مما يجري في أوكرانيا، يعد تطوراً مهماً، بل هو مثير ومزعج للولايات المتحدة، ذلك لأنه يعني إمكانية تغيير موازين المعركة على الأرض، ويقلل من سيطرة القوات الأوكرانية على المدن.
هل يمكن للصين أن تمضي في «حلف الأضداد» الذي يجمعها مع روسيا، عبر دعم العمليات العسكرية في أوكرانيا؟
السؤال صعب، لكنه مطروح على طاولة التحليل، فالتحالف الذي أُعلن عنه بين موسكو وبكين عشية الأولمبياد الأخير يفتح الباب واسعاً لمواجهة ومجابهة أميركا.
الإعلان الروسي الصيني المشار إليه، تضمن بالتصريح لا التلميح موقفاً واضحاً من موسكو وبكين «جنباً إلى جنب في رفض توسع الناتو في أوروبا»، وكذا معارضة بناء التحالفات الأميركية الأوروبية في آسيا، وبالتحديد في منطقة المحيط الهادئ، تحالفات من نوعية «أوكوس» و«كواد»، بل أبعد من ذلك فإن قاسماً أعظم مشتركاً بين الصين وروسيا يتمثل في رؤيتهما لطرح الدمقرطة الغربية كنوع من الأوراق الزائفة، بهدف خلق طوابير خامسة، ونخب ليبرالية وأوليغاركية، هدفها إفشال المشروع القومي الروسي والصيني من الداخل.
وفي حقيقة الأمر، يبدو التعاون الروسي – الصيني، ضرباً من ضروب البراغماتية المثيرة للتأمل في الوقت الراهن، وعلى صعيدين عسكري واقتصادي.
على الجانب الأول ما من مصلحة صينية لأن تتعرض روسيا لانتكاسة عسكرية من الناتو عامة والولايات المتحدة خاصة، فالصينيون يعلمون تمام العلم أن معركة موسكو مع كييف لها ضمن أهداف أميركية عدة، هدف محدد يتمثل في تحييد روسيا، وبالتأكيد إضعافها، كي تضحى الصين وحدها في ميدان المعركة.
من ناحية أخرى فإن الصين لا تغادرها فكرة العودة والسيطرة على جزيرة تايوان بالقوة في نهاية الأمر، وهي تخشى أن تكون انتصارات القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية نموذجاً ومثالاً يُحتذى في المدى الزمني المنظور.
غير أنه قد لا يستقيم الأمر للصين بخروج روسيا بوتين مكللةً بالفخار والانتصار، دفعةً واحدة، فهي وإن جمعهما توجه ذرائعي نفعي، تقتضيه ظروف الحال، إلا أن الطبقات التاريخية للعلاقة بين البلدين لا توفر صراعاً أو مواجهة بفعل ديالكتيك القوة المتصاعدة ومراكز القطبية التي باتت كلعبة الكراسي الموسيقية في عالمنا المعاصر، ولهذا تبدو فكرة المساعدة الصينية العسكرية لروسيا مشكوكاً فيها، وإن كانت غير مستبعدة.
على أن الجانب الاقتصادي في المشهد يلعب دوراً ولا شك في القرارات المصيرية، فعلى سبيل المثال يبلغ حجم التجارة البينية بين الصين والاتحاد الأوروبي نحو 828 مليار دولار، منها 518 ملياراً عبارة عن صادرات صينية، مقابل 310 مليارات واردات، أما التجارة مع أميركا فتصل إلى 756 مليار دولار، منها 576 ملياراً صادرات صينية مقابل 180 ملياراً واردات أميركية، بينما قيمة التبادل التجاري مع روسيا لا يتجاوز 146 مليار دولار.
تبدو الصين هنا كمن يكافح للتوفيق بين شراكتها الاستراتيجية بظلالها العسكرية مع روسيا، وبين مصالحها الاقتصادية مع العالم الليبرالي الحر، حتى ولو كرهته علناً وعشقته سراً. وما بين موسكو وبكين، تستشعر واشنطن خطراً حقيقياً، بين روسيا القوة النووية التي لم تجرؤ واشنطن على الاقتراب منها، وبين الصين المرشحة خلال عقد أو عقدين، 2035 – 2040، لأن تتجاوز أميركا اقتصادياً، وبعد أن تكون قد فاقت روسيا عسكرياً.
يذهب أنتوني كوردسمان، محلل الأمن القومي الأميركي العتيد، إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الاستراتيجيين يواجهون الآن قوتين عظميين، وليست واحدة فقط، وهي قوى تمثل تحدياً عالمياً وإقليمياً على السواء.
أعطت الحرب الأوكرانية للصين فرصة ذهبية للتمدد في فضاءات المحيط الهادئ، لا سيما مع انشغال واشنطن في كبح جماح القياصرة الجدد، وباتت بكين متفرغة لبناء جدار نووي، يفوق ما تمتلكه واشنطن وموسكو مجتمعتين، عطفاً على تعزيز جهودها العالمية في مجالي التجارة والاستثمار وإكمال مبادراتها الخاصة بالحزام والطريق. أميركا تواجه ما هو أكثر من حرب أوكرانيا... إنها استحقاقات عالم جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن ومطرقة روسيا وسندان الصين واشنطن ومطرقة روسيا وسندان الصين



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 09:18 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026
المغرب اليوم - ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib