السُّعَار الإسرائيلى تجاه مصر
هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس
أخر الأخبار

السُّعَار الإسرائيلى تجاه مصر!

المغرب اليوم -

السُّعَار الإسرائيلى تجاه مصر

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

 

أصبحت إسرائيل فى حالة من «السُعار» الإقليمى بعد عام ونصف من الحرب التى خاضتها اعتبارا من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ حينما قامت «حماس» بغارة غير متوقعة على غلاف غزة لكى تقتل ١٢٠٠ أكثرهم من المدنيين وتختطف ٢٥٠ من العسكريين والمدنيين والأطفال والنساء والشباب والشيوخ. لم تكن الغارة عادية فى القاموس الفلسطينى، وتبريرها قام على فكرة «المقاومة» لاحتلال مقيت طال وجوده زمنيا بعد ثلاثة عقود من اتفاق أوسلو الذى كان مفترضا أن يقود إلى دولة فلسطينية. الغزوة الحمساوية سرعان ما فتحت الأبواب لأكبر عمليات القتل الجماعى والتطهير العرقى التى صاحبت الجيوش النازية خلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت جهنم حاضرة باختصار. الضحايا تخطوا ٥٠ ألفا وضعفهم من الجرحى و٦٠٪ من المبانى جرى تدميرها مع كل أشكال الخلاص من البنية الأساسية. غزة وغالبية أهلها من اللاجئين فى حرب ١٩٤٨ بات عليهم أن يمارسوا لجوءا وإزاحة شمالا وجنوبا. وبينما المجزرة قائمة ضد الفلسطينيين تطايرت الصواريخ الحمساوية ومعها صواريخ حزب الله فى جنوب لبنان والحوثيون فى اليمن، ومن وقت لآخر جاءت المساهمة الصاروخية من قوات الحشد الشعبى فى العراق مستهدفة إسرائيل. واكتملت إقليمية الحرب عندما طالت حرب الاغتيالات الإسرائيلية قيادات فلسطينية ولبنانية أثناء زيارتها لإيران؛ أو زيارة قادة الجيش الثورى الإيرانى إلى سوريا.

وسط ذلك كله وبحكم خبرتها التاريخية اختارت مصر بوضوح طريق السلام عندما عقدت مؤتمر السلام فى القاهرة بتاريخ ٢١ أكتوبر ٢٠٢٣؛ وأصدرت بيان الدول التسع (دول الخليج الست مضافا لها مصر والأردن والمغرب) وهى الدول التى لا توجد بها حرب أهلية، ولا تعرف ظاهرة المليشيات المسلحة التى اندرجت تحت «محور المقاومة والممانعة»؛ والتى فى جميع الأحوال كانت عازمة بعد هوجاء «الربيع العربى» أن تعوض ما فاتها من تنمية وتقدم من خلال خطط ورؤى طموحة. وعن هذه الدول صدر بيان الدول التسع الذى أولا أدان قتل المدنيين- إسرائيليين وفلسطينيين- من الطرفين، ودعا لتقديم الإنقاذ والإغاثة لغزة، وأخيرا وضع الأطراف على مسار يبدأ بمرحلة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومرحلة إعادة بناء غزة بعد إغاثتها، ومرحلة ثالثة لطرح عملية سلام نشطة تسعى لإقامة سلام دائم يقوم على حل الدولتين.

الغريب أنه رغم هذا التوجه السلمى الذى قدمت فيه مصر ٧٠٪ من المساعدات المقدمة إلى غزة، وتحملها لنتائج قصف الحوثيين التى حادت صواريخ منها إلى الأرض المصرية فى دهب ونويبع على خليج العقبة؛ وخسارة ٦٠٪ من دخل قناة السويس.

خلال هذه الفترة فإن إسرائيل بدأت أعمال التحرش بمصر، وكانت التهمة هى أن مصر نظرت إلى الناحية الأخرى عندما كانت حماس تهرب السلاح من خلال الأنفاق. كان الأمر يطرح أحيانا فى شكل السؤال الساذج الذى يقول من أين جاء السلاح إذن إلى حماس وحزب الله بهذه الوفرة والكثرة والتنوع؟. لم يكن من واجب مصر الإجابة على هذا السؤال السخيف حيث كانت مصر هى التى تشكو من الأنفاق التى جرى فيها تهريب الإرهابيين إلى مصر بعد تمويلهم وتسليحهم وتنظيمهم تحت إشراف حماس وغزة وتحت سمع وبصر إسرائيل. ومع ذلك فإن الشهور الأولى من الحرب استثمارا فى العجب والتعجب بالقول إذا كانت مصر لم تقدم السلاح فكيف تم تصنيعه فى غزة وجنوب لبنان وصنعاء والحديدة على البحر الأحمر. الإجابة على ذلك باتت واضحة وهى أن السلاح كان يأتى من إيران عبر العراق وسوريا ثم إلى لبنان ومن البحر إلى غزة، وأحيانا من المناطق الشمالية فى شمال إسرائيل خاصة بعد قيامها بتشجيع النزوح إلى وسط إسرائيل. الأنفاق الحمساوية إلى مصر جرى إغراقها وتدميرها مع تدمير الإرهاب تماما مع عام ٢٠١٨ أى قبل ثمانى سنوات؛ والحقيقة أن إسرائيل ممثلة بجيشها وأجهزتها الأمنية كانت تراقب الموقف، وترى فى الحرب ضد الإرهاب ما يستدعى تعديل البروتوكول العسكرى لاتفاقية كامب ديفيد بحيث يسمح لمصر بدخول قواتها إلى كامل الحدود المصرية. المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعد بعض التعجب خلصت إلى أن مصر وحدها هى القادرة على الإدارة السياسية والدبلوماسية للأزمة فباتت مع قطر الذين يتوسطون لوقف القتال من أجل تحقيق الهدنة الأولى بعد شهور من الحرب، ثم التوصل إلى الهدنة الثانية بعد أكثر من عام وهى الآن المهددة بالانهيار بسبب التعنت والسعار الإسرائيلى.

ما لم تفهمه أو تتعلمه إسرائيل أنه فى هذه النوعية من الحروب لا يوجد منتصر ومهزوم ولا فائز وخاسر. فالحقيقة هى أن كل الأطراف تكون خاسرة أو يمسها الضرر من حالة الفوضى وعدم الاستقرار الإقليمى. إسرائيل على قوتها هزمت عندما توقفت كافة أركان سياستها الدفاعية عن الفعل فى ميدان الحرب. أولا توقفت استراتيجية الحرب السريعة عن العمل، وهو ما لم يحدث فى أى من الحروب السابقة. وثانيا أن نقل الحرب إلى قطاع غزة منذ الأيام الأولى، نقَل الحرب أيضا إلى داخل إسرائيل التى بات عليها الدفاع عن مدنها وسواحلها. وثالثا أن طول الزمن واتساع القتال جعلا قدرتها على إبقاء عمليات التعبئة قائمة ذات تأثير سلبى على الطاقة الاقتصادية الإسرائيلية. ورابعا أن الدولة التى كانت تعيش فى سعادة سجلتها فى ترتيب عالمى لأصحاب السعد؛ أخذت نفسها إلى حالة من التعاسة دفعت بشعبها إلى الخارج. وخامسا أن الفخر الإسرائيلى بالقدرة على الحرب وحدها انكشفت عندما تدافعت الأساطيل والأسلحة والمعونات ليس من الولايات المتحدة وحدها، وإنما جاءت من ألمانيا وبريطانيا وباقى الدول الأوروبية. وسادسا أن المفاجأة لإسرائيل لم تكن فقط فى ٧ أكتوبر وإنما تعددت المفاجآت الخاصة بالأنفاق، والأهم بالتكنولوجيات العسكرية للصواريخ والمسيرات. ورغم أن قيادة حماس خسرت الكثير، ولم يقترب الشعب الفلسطينى من دولته المستقلة خطوة واحدة، وبدأت اتجاهات التهجير للفلسطينيين تأتى أولا من إسرائيل فى بداية الحرب، ثم من ترامب بعد نجاحه فى الانتخابات.

الموقف المصرى نتيجة حزمه بات معرضا لجولة أخرى من السُعار، وكان أولها نشر الصحافة الإسرائيلية مقالات للتساؤل عن تواجد الجيش المصرى فى سيناء، ولم يرد فيها أبدا أنه للعلم أن سيناء مصرية، وأن أراضيها أصابها صواريخ من حرب لم تدخلها، وأن حماية قناة السويس شرقا وغربا واجب مصرى محلى وعالمى، وأن السلوك الإسرائيلى إزاء الاتفاقيات مع سوريا لا يفتح بابا لتقييد حالة الاستعداد العسكرى المصرى. رد الفعل المصرى الذى قام على تجاهل النباح الإسرائيلى جعل السعار يأخذ جانبا آخر هو كيف سترد إسرائيل على الهجوم المصرى المتوقع، وكانت الإجابة هى تصور لضربة عسكرية إسرائيلية موجهة إلى سد أسوان العالى؛ وكيف يؤدى إلى غرق الوادى والقاهرة والدلتا. مصر لم تفقد هدوءها إزاء هذا السعار وإنما استمرت فى البحث عن طريقة يستمر فيها وقف إطلاق النار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السُّعَار الإسرائيلى تجاه مصر السُّعَار الإسرائيلى تجاه مصر



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 22:35 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة
المغرب اليوم - تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib