شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٥
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٥)

المغرب اليوم -

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٥

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

انتهت حرب أكتوبر باستعادة الكرامة المصرية والعربية، وبزغت الدول العربية النفطية وتنظيماتها الإقليمية (أوابك) والدولية (أوبك) كقوة دولية بما تنتجه، وما باتت تحصل عليه من أموال بعد أن ارتفع سعر النفط ثلاث مرات مما كان عليه قبل الحرب. فى المقابل بدأت عملية انكماش الإمبراطورية الإسرائيلية التى قامت مع حرب يونيو ١٩٦٧ من خلال اتفاقيات الفصل بين القوات التى جرى اثنتان منها على الجبهة المصرية وواحدة على الجبهة السورية. «القضية الفلسطينية» حازت على تقدم غير مسبوق عندما باتت منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، وذهب ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة لكى يلقى خطاب منظمته التى حازت على وضع المراقب فى المنظمة الدولية.

الصورة هكذا كانت مبشرة بمستقبل أثر ازدهارا لمصر والمنطقة، لكن من داخلها بزغ خليط من القوى المعارضة التى رأت أن كل ما سبق لم يكن فيه ما ينفع أو يحقق أهدافا قومية. حرب أكتوبر نفسها باتت حرب «تحريك وليس تحرير»، كان التصور المعروض أن حروبا تفتح الباب لعملية سلمية لتحرير الأراضى المحتلة غير ممكن دون تحرير جميع الأراضى بما فيها الأراضى الفلسطينية من نهر الأردن إلى البحر المتوسط. شكلت سوريا التى انتهت الحرب وهى فاقدة لكل الأراضى التى تحررت فى أول يومين من قتال أكتوبر وفوقها أراض جديدة تقرب إسرائيل من دمشق أكثر مما كانت عليه، ورفضت حضور مؤتمر جنيف الذى كان مقدمة لجهد دولى. أصبحت كل خطوة من خطوات الانسحاب الإسرائيلى ليس مصدرا للسعادة، وإنما للتأكيد على أنها الحدود الجديدة للدولة الإسرائيلية.

لم يكن متصورا أبدا لدى قطاع من اليسار (الناصريون والماركسيون) واليمين (الإخوان المسلمون وتابعوهم) أن يكون الفتح العسكرى لحرب أكتوبر فاتحا لعملية سياسية لاسترداد الأرض المحتلة، وكان الضحية فى ذلك هو الرئيس أنور السادات. من الناحية الشخصية كانت تجربة الحرب والتجنيد مختلفة عن تلك الفترة التى كان الظن فيها أدوارا سحرية للمظاهرات والهتافات والأشعار السحرية والخُطب الملتهبة يمكنها أن تحرر الأرض وتقيم الدولة الفلسطينية. كان الثمن المدفوع هائلا من البشر ومن خسائر تجميد مصر على مدى ست سنوات من الاستعداد والبقاء فى ظروف صعبة، وبعد حرب مجيدة انقلب الحال فى الإقليم الذى نعيش فيه بين الأغنياء والفقراء، بينما كان السؤال الذائع فى مصر هو عن العائد الذى أتى للمواطن. المدهش أن ذلك هو السؤال الذى طرح بعد نصف قرن تقريبا عندما جرت الطفرة فى المشروعات القومية عندما بات التساؤل عن القدر الذى دخل الجيب الشخصى من هذه المشروعات. كان هناك ثمة خطأ فى طريقة التفكير اليسارى والليبرالى حول التعامل مع القضية الوطنية فى أبعادها الداخلية والخارجية. وكان الثمن المدفوع هو إطلالة اليمين الدينى على الساحة السياسية عندما أطلق الرئيس السادات عنانه لكى يواجه اليسار الذى لا يكف عن المطالبة برأسه فكانت الطامة من اليمين سلاسل من العنف والاغتيالاتوبينما هذه الحيرة الشخصية والعامة سائدة وجدت نفسى خارج مصر مرتين: مرة إلى هولندا فى مطلع يناير ١٩٧٧ باحثا زائرا فى جامعة «تيلبيرج» لإعداد كتاب عن «الحوار العربى الأوروبى» الذى كان إحدى نتائج حرب أكتوبر، وفى نهاية سبتمبر ١٩٧٧ كنت فى الطريق إلى الولايات المتحدة للحصول على الماجستير والدكتوراه فى جامعة شمال الينوى. لكل من الرحلتين قصة مثيرة سوف يأتى وقت قصها فيما آمل، لكن الرحلة الأولى جعلتنى أولا أفتقد ثورة كبيرة جرت فى ١٨ و١٩ يناير هزت مصر هزة كبيرة، وثانيا لم يمض على وجودى فى الولايات المتحدة ستة أسابيع حتى كان الرئيس السادات فى طريقه إلى القدس من ١٩ إلى ٢١ نوفمبر. كنت غائبا بينما التاريخ يتحرك فى اتجاهات مثيرة، ثورة يناير الأولى كان عنوانها «الخبز» ولم يكن معلوما وقتها أن ثورة أخرى سوف تأتى فى القرن التالى تحت شعار «عيش، حرية، عدالة اجتماعية». فى كلتا الثورتين لم يكن معلوما أن الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وكافة الشعارات النبيلة الأخرى لا يمكن أن تتيسر ما لم يكن هناك بناء إنتاجى واسع النطاق لأمة قضت ربع القرن السابق فى الهتاف والشعارات الكبرى، بينما العالم يسبقها فى كل الاتجاهات. من بعيد فى الولايات المتحدة بدت لدى الأمريكيين مفارقة كبرى بين مصر الحضارة التاريخية القديمة الشامخة، وأكثر من ذلك مشهدها بعد حرب أكتوبر رافعة الرأس، وواقعها الفقير الذى يمد اليد فى جميع الاتجاهات ويتركه أبناؤه للعمل خارج البلاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٥ شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٥



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib