سكة السلامة
قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي اليابان تحذر من تسونامي يهدد مقاطعة إيواتي الشمالية
أخر الأخبار

سكة السلامة؟!

المغرب اليوم -

سكة السلامة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

«سكة السلامة» هي مسرحية مصرية من تأليف الأستاذ سعد الدين وهبة وعُرضت على المسرح القومي المصري عام 1964؛ ثم أعيد عرضها في عام 2000. القصة تحكي عن مجموعة من المسافرين إلى مدينة «شرم الشيخ» فيضلّ بهم الطريق ويجدون أنفسهم في صحراء قاحلة. وبينما يبدو الموت مقترباً، فإن القصة تدخل حالة درامية بين عرض لشخصيات كان لها حياتها بفجورها وتقواها، والبحث عن طريق للنجاة، ليس فقط للآن وإنما فيما بعد الحياة أيضاً.

الأدب الشعبي المصري توجد فيه هذه اللحظة من الحيرة للخروج من مآزق وجودية من خلال تصور ثلاثة أنواع من الطُرق أو السكك: سكة السلامة، وسكة الندامة، وسكة الذي يذهب ولا يعود! الموضوع كله بات في الوقت الحالي يظهر بعد الظروف التي تعيشها وعاشتها المنطقة خلال الفترة القصيرة الماضية التي يمكن قياسها من هجمات «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ أو من لحظة دخول القوات الإسرائيلية غازية جواً بالطائرات وبراً بالموساد في 13 يونيو (حزيران) الماضي؛ أو في تلك اللحظة الدرامية والتاريخية الخاصة بالهجوم الأميركي - الإسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني في نطنز وأصفهان وفوردو. هكذا أصبحت المنطقة الآن تعيش تلك اللحظة الحرجة في صحراء القسوة، حيث كل الخيارات صعبة وعصية التي ترد في أدب الكوارث الطبيعية، حيث ليس فقط كل الخيارات أحلاها مُر، وإنما أكثر من ذلك فإن الإنسان يعود قهقرياً إلى الحالة الحيوانية التي فيها يقتل أو يأكل الإنسان أخاه الإنسان من الكراهية أو الجوع أو الانتقام وكفى.

باتت اللحظة الراهنة من صراع الشرق الأوسط، حيث يوجد وقف لإطلاق النار في الحرب الإيرانية - الإسرائيلية؛ وسعي لوقف إطلاق النار في حرب غزة الخامسة، التساؤل العميق: ثم ماذا بعد؟ سكة السلامة المصرية لم تعنِ أبداً الاستسلام وإنما المكاشفة للذات وليس للغير بحقيقة ما نحن فيه أولاً؛ وثانياً الحديث المباشر مع الغير والبحث المشترك عن حل للوجود أو للعبور لتلك الصحراء التي تُهنا فيها معاً وفقدنا الظل والماء والغذاء. «سكة السلامة» هنا تكاد تذهب إلى «سكة الندامة» عندما يجري الاعتقاد بأنه يمكن الاعتماد أولاً على قوى غيبية تقوم بالتحكيم بين الغيبيات التي يتخيلها كل طرف في صحراء يوجد فيها الكثير من السراب. وثانياً أن الاعتماد على ظهور فجائي للمخلص ربما يأتي في لحظة تكون فيها الروح قد ذهبت إلي بارئها.

وثالثاً أن الولايات المتحدة، وهي في عالمنا تمثل الغيبي مع المخلص، ليست فقط مشغولة بالكثير من الأعمال الكونية؛ وإنما أكثر من ذلك لها مصالحها الخاصة؛ ولديها فوق ذلك مصالح زعيمها دونالد ترمب الخارجية في قارات العالم كلها، والداخلية في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ومن بعده الانتخابات الرئاسية، وللسيد ترمب إذا ما نجح في تعديل الدستور!

«سكة السلامة» ليست لا في الانتظار ولا في الترقب وإنما كما ذكرت في هذا المقام مراراً أنه ليس لنا إلا الاعتماد على أنفسنا. وأنفسنا هنا هي الدول العربية التي لا توجد فيها ميليشيات ولا حرب أهلية، واستقرت على صيغة الدولة الوطنية التي لا تفرق بين رجل وامرأة، ولا تميز بين عربي وعجمي إلا بالتقوى، وتؤمن بالإصلاح والمشاركة والحداثة والتقدم.

وباختصار، أنه لا يوجد الكثير من الوقت بعد أن سبقتنا دول وقارات أخرى. وعلى مر التاريخ، مهَّدت الكوارث الكبرى الطريق لمستقبل أفضل؛ ومن أبرز أمثلتها الحرب العالمية الثانية، التي كانت أكثر الصراعات دموية في التاريخ البشري، وجرى فيها أول استخدام للأسلحة النووية؛ ومع ذلك أفضت إلى تأسيس الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإحلال السلام في اليابان، ثم إنشاء الاتحاد الأوروبي؛ الأمر الذي أدى إلى تعزيز أكثر من ثلاثة أرباع قرن من السلام والازدهار في أوروبا والشرق الأقصى.

وأدت حرب فيتنام، التي اجتاحت لاوس وكمبوديا في أواخر الستينات من القرن الماضي، وفي نهاية المطاف قادت إلى السلام وتأسيس رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضم الآن أسرع الاقتصادات نمواً في العالم.

«حل الدولتين» الذي نصبو إليه يتطلب ثلاثة أنواع من الإصلاح، أولها للمنظومة السياسية الفلسطينية لكي تجسد الدولة الفلسطينية في الواقع بحيث تستقيم السلطة السياسية والسلاح؛ والقيادة مع الشعب الفلسطيني، والدين مع المجتمع والدولة. وثانيها إسرائيل بحيث يجري استيعابها داخل الإقليم من دون ادعاء أو سعي نحو الهيمنة والسيطرة وباعتبار أصولها العبرانية واليهودية مستمدة من تاريخ المنطقة. وثالثها تنظيم الإقليم كله على السعي من أجل التقدم الإنساني من خلال أمن إقليمي ودعم لقيم الإخاء والتسامح ونبذ الكراهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكة السلامة سكة السلامة



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 15:13 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 09:23 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

السياح الروس يهجرون المغرب ويفضلون عليه الإمارات لأنها أرخص

GMT 12:59 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

شانغان فورد تستدعي 500.000 سيارة في الصين

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:23 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

بعوي يطالب حجيرة بسحب تفويضات من نواب وجدة

GMT 10:59 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ليزا أرمسترونغ تتغزل في تصميمات بيرتون لأزياء ربيع 2018

GMT 07:26 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة المقاوم المغربي محمد أجار بعد صراع طويل مع المرض

GMT 04:14 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حارس المرمى أنس الزنيتي يشكر جمهور الرجاء البيضاوي

GMT 16:31 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib