بقلم - عبد المنعم سعيد
أعلم أن كثيرا وثقيلا يحدث فى العالم والإقليم ومصر؛ وفى أيامنا تبدأ أول جولة مفاوضات بين الولايات المتحدة - ترامب - وروسيا - بوتين- فتنقلب الدنيا رأسا على عقب؛ وفى ذات الأيام تبدأ إسرائيل أعمال السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وترفض حماس وحزب الله اللبنانى وقوات حزب الله العراقى تسليم سلاحها إلى السلطات، فتتدفق أنهار من الدماء والدموع والقرارات الدولية «ذات الصلة» أى التى لا تفعل شيئا.
مصر بصبرها ورشدها تجرى الموازنة بين واجباتها سعيا للسلام، وفى نفس الوقت تواصل البناء. كل ذلك سوف يحدث ويستلزم كثير الجهد فى التعليق والشرح والبحث عن التنبؤ.
ولكن احتفال صحيفة الأهرام بعيدها المائة والخمسين أمر لا يمكن تجاهله لأنها كتلة من تاريخ مصر المعاصر. هى بالفعل كما ذكر عميد الأدب العربى د. طه حسين أن الصحيفة هى «ديوان الحياة المعاصرة»؛ ومن بعده فإن أستاذنا د. يونان لبيب رزق قدم سلسلة من 14 مجلدا تشرح وتوضح بالكلمة والصورة بعدها كيف تعرضت الأهرام لما كان يجرى فى العالم والإقليـــم ومصـــر. ومع الجهـد الممتاز الذى تبذله الأســتاذة يسرا الشرقاوى فى الصفحة الثانية؛ فإن الطريق لم يكتمل رغم أن النوايا الطيبة كانت مستمرة، والموارد المطلوبة كانت متاحة.
ما جرى كان فى الإطلالة الخارجية لصحيفة مرموقة بالمكانة والبشر المقدرين الذين ينظرون ويستمعون ويكتبون؛ ولكن كيف كان تأثير العوامل الخارجية على داخل الأهرام؟. وفى العدد الممتاز الذى أصدرته الأهرام فى المناسبة الجليلة فإنها قسمت تاريخ الأهرام إلى ثلاث ولايات: ولاية المؤسسين سليم وبشارة تقلا، وولاية الأستاذ محمد حسنين هيكل، وولاية الأستاذ إبراهيم نافع.
التقسيم استند إلى التطور فى التكيف مع واقع من حيث التدوين، والتكيف مع التطور التكنولوجى الذى بدأ عندما كانت الصحافة هى درة الأدوات الاتصالية مع الجمهور المصرى والعربى، ولكنها لم تنته مع الولاية الثالثة. ما جرى بعد ذلك كان عالما آخر.