القصة الإيرانية
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

القصة الإيرانية

المغرب اليوم -

القصة الإيرانية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

قبل عام تقريبًا، وفى 7 مايو 2024، نشرت مقالًا فى هذا المقام عنوانه «خمسة وجوه لحرب غزة الخامسة». وكان الوجه الأول دوليًّا يجرى بين الولايات المتحدة القوة العظمى والدولة الإيرانية الثورية الدينية الإسلامية الشيعية، التى منذ ثورتها فى عام 1979 وهى فى حالات من المناكفة والمواجهة مع القوة الأولى. الموضوع الأساسى بين القوتين هو تقييد قدرة إيران على امتلاك السلاح النووى، الذى بدأ باتفاق واشنطن مع خمس دول أخرى عام 2015 مع إيران على المقايضة بين توقف طهران عن الحصول على السلاح مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. فى مايو 2018 قامت إدارة الرئيس ترامب الأولى بالانسحاب من الاتفاق، معلنة المواجهة مع إيران، التى بدأت هى الأخرى فى تجهيز نوع من «الدفاع المتقدم» أخذ شكل إنشاء «ميليشيات» هجومية مسلحة تسليحًا جيدًا، هى قوات الحشد الشعبى فى العراق، وحزب الله فى لبنان، وقوات الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا، والحوثيون فى اليمن وحماس والجهاد الإسلامى فى فلسطين. هذه القوات قامت بأدوار لمواجهة الوجود الأمريكى فى المنطقة وفى الخليج، ولم تجد معضلة فى توجيه ضربات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وُلد تحالف إقليمى «المقاومة والممانعة»، وعندما بدا أن واشنطن على استعداد للتوسع فى «السلام الإبراهيمى» من خلال السلام والتطبيع بين المملكة العربية السعودية مع إسرائيل مقابل حل القضية الفلسطينية واتفاق أمنى ومفاعل نووى مع الولايات المتحدة؛ فإن وقف كل ذلك كان بإشعال حرب فى 7 أكتوبر 2023.

الإدارة الثانية لترامب أتت إلى البيت الأبيض بهذا الميراث؛ ومن ثَمَّ كانت خطاباته الحادة تجاه إيران والتهديد لها بأنواع من «الجحيم» لم تعرفها من قبل. نجاح ترامب فى الانتخابات الرئاسية جعله يندفع فى تقديم أنواع جديدة من التلويح باستخدام القوة العسكرية على طهران؛ ومما زاد الجرعة أن ترامب بعد توليه السلطة وجد نفسه فى مواجهة مع إيران من خلال الاشتباك العسكرى البحرى مع فصائل «الحوثيين»، الذين واصلوا قصف حاملتى الطائرات الأمريكية، وواصل ترامب قصف الأهداف المدنية فى المدن اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء. ولكن هذه الحالة من الاشتعال لم تمنع محاولتين للاقتراب الأمريكى من القيادة الإيرانية؛ الأولى جاءت بعد تولى ترامب السلطة مباشرة عندما اجتمع «إيلون ماسك»، صديق ترامب، صفيه، وزير لجنة الكفاءة الحكومية، مع رئيس الوفد الإيرانى فى الأمم المتحدة، السفير أمير سعيد إيرفانى. لم يفصح أحد عما جرى فى الاجتماع، ولكنه كان مقدمة لمسار آخر للعلاقات الأمريكية الإيرانية الملتهبة بتصريحات ترامب المشتعلة ورد إيران عليها بما لا يقل سخونة. المسار أخذ شكل رسالة قيل عنها إنها رقيقة من ترامب إلى المرشد العام الإيرانى للثورة، على خامنئى؛ وكان الخطاب هو أول الطريق إلى مسقط، حيث انعقد أول اجتماع للطرفين يوم السبت 18 إبريل الجارى.

الطريق إلى مسقط بين واشنطن وطهران سار، بينما كانت الاشتباكات «الحوثية» الأمريكية جارية فى البحر الأحمر؛ ورغم استمرار القيادات الإيرانية فى التأكيد على أن أصل البلاء يعود إلى العدوان الإسرائيلى فى غزة، فإنها سرعان ما أعلنت عن سحب الخبراء الإيرانيين بعيدًا عن اليمن، معلنة عن استقلالية القرار الحوثى. من ناحية أخرى، وفى اتجاه موازٍ للحركة الإيرانية، فإن واشنطن أخذت هى الأخرى تجيز مسافة بينها وبين إسرائيل. وحدث ذلك عندما قام ترامب باستدعاء رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى واشنطن؛ ورفض إلغاء الرسوم الجمركية الموقعة على إسرائيل، وقدرها 17٪، منوهًا بما يحدث من عجز فى الميزان التجارى بين البلدين قدره 8 مليارات دولار لصالح إسرائيل رغم أنها تحصل على 4 مليارات دولار معونة من واشنطن. وبينما كان نتنياهو فى واشنطن فإن ترامب تحدث مع القمة الثلاثية المنعقدة فى القاهرة- مصر وفرنسا والأردن- عن السعى لوقف إطلاق النار فى غزة. لم يكن فى ذلك ما يسعد نتنياهو؛ خاصة مع تنويه ترامب بأن نتنياهو لم ينجح فى إنهاء الحرب الذى طلب إنهاءها قبل عودته إلى البيت الأبيض.

لا توجد إشارة هنا إلى وجود فجوة استراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وإنما المعروض هو أن هناك نظرة «ترامبية» لمصالح الولايات المتحدة وما تلقيه إسرائيل على واشنطن من أعباء. الموضوعات القائمة بين الولايات المتحدة وإيران ثلاثة: أولها احتمالات إنتاج السلاح النووى من قِبَل إيران- الذى أخذًا فى الاعتبار بعلاقات إيران مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية- فإنه يعيد التقدير لإنشاء محور عالمى جديد لمواجهة الولايات المتحدة. هذا الإنتاج ممكن لأن إيران أقامت بالفعل البنية الأساسية لإنتاج السلاح النووى، بما فيها القدرة على تخصيب اليورانيوم لكى يكون كافيًا لإنتاج الرؤوس النووية؛ وهو أمر لا تتحمله إسرائيل، ومن ثَمَّ سوف تشعل المنطقة كلها بسباق التسلح، فضلًا عن حرب إزالة للسلاح تشعل المنطقة كلها. وثانيها أن إيران باتت تعانى أزمة اقتصادية طاحنة نتيجة أن مواردها البترولية تذهب فى كثير منها إلى الصين بتخفيض قدره 25٪، فضلًا عن تمويل أركان حلف المقاومة والممانعة. العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة ضغطت على إيران بما فيه الكفاية، خاصة أن كثيرًا من مواردها باتت محتبسة فى البنوك الأمريكية، خاصة صفقة شراء 100 طائرة من شركة «بوينج»، حيث حصلت على 30 مليار دولار دون أن تصل إليها طائرة واحدة. وباختصار، فإن إيران باتت تعيش توقًا إلى استرداد عافيتها الاقتصادية؛ وبعد الهزائم التى تلقتها ميليشيات «المقاومة والممانعة» فى غزة ولبنان وسوريا؛ والضعف الذى انتاب قوات الحرس الثورى الإيرانى وتوابعه فى إيران والعراق، فإن إيران باتت فى حاجة ماسّة إلى التهدئة.

السعى نحو التهدئة أمر، وحدوث ذلك فعليًّا فى زمن حرب أمر آخر. ورغم المسافة التى خلقها ترامب مع إسرائيل، فإنه لا يريد فقط أن تخرج إسرائيل من الحرب متماسكة وواثقة من نفسها، بحيث تكون قادرة على السير قدمًا على طريق السلام الإبراهيمى، الذى سوف تبدأ حروفه الأولى مع زيارة ترامب إلى السعودية والإمارات وقطر فى شهر مايو القادم. المزج بين الدبلوماسية وسياسات القوة جعل الولايات المتحدة تدفع بقوات بحرية إضافية فى البحر الأحمر، وبطائرات B-2 إلى قاعدة دييجو جارسيا فى البحر الأحمر. وفى المقابل فإن إيران سربت الأنباء التى تقضى بامتلاك إيران صواريخ تصل إلى جميع جزر القواعد الأمريكية؛ وفى قدراتها- كما يشيع- أن ترسل سفنًا محملة بالطائرات المسيرة إلى المحيط لكى يجرى إطلاقها على القواعد الأمريكية. المنطقة هكذا لم تخرج من الحالة العسكرية الساخنة، ورغم أن لقاء مسقط كان إيجابيًّا وبَنّاءً؛ فإن الملف الغائب الحاضر هو أزمة الشرق الأوسط الواقعة فى بركان غزة والشراهة الإسرائيلية التى لا تشبع من القتل والتدمير. وللحق، فإن مواجهة ذلك لا تكفيه خطوات على الجبهة الإيرانية، وإنما تدفق مشروع أمن إقليمى لإخراج الإقليم من أزماته!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة الإيرانية القصة الإيرانية



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib