بقلم - عبد المنعم سعيد
إذا كانت هناك أفكار أمريكية وأخرى إسرائيلية وكلها مدمرة للخلاص من الواقع الحالى فى المنطقة الشرق أوسطية من حروب وعنف وقتل جماعى وتطهير عرقي؛ فإن الفكر العربى لم يخرج عن ثلاث أفكار. أولاها مَنْبَتها المرحلة الثورية الراديكالية القومية والدينية التى تعتقد أن التاريخ والأقدار تقف إلى جانب العرب والفلسطينيين والمسلمين مادامت لديهم إرادة الحرب والنزال. نادرا ما جرت دراسة الحروب السابقة، وإذا ما درست فإن معنى ذلك هو التخاذل والانهزامية والخيانة. وثانيتها أتت من النخب الدبلوماسية والقانونية العربية المغرمة بشدة بالقانون الدولى والمنظمات الدولية ومن ثم قرارات الشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة التى تمتلئ بها الذاكرة العربية فيما يخص القضية الفلسطينية منذ قرار التقسيم. الهدف الأكثر واقعية يركز على حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية بجوار الدولة الإسرائيلية التى تذكر ضمنيا؛ ويستمد فاعليته من التغير فى الرأى العام العالمى وقيام عدد من الدول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفى هذه المدرسة لا يوجد الكثير عن العلاقات مع إسرائيل أو النظر فيما وصلت إليه حالة الحرب من امتداد إلى البحر الأحمر وإيران، وتداخل مع الواقع فى لبنان وسوريا. ثالثتها ما نشره الباحث مروان البلوشى بتاريخ 4 يوليو فى دورية «مركز الإمارات للسياسات» تحت عنوان «تصور إماراتى طموح لمعالجة «الإخفاقات البنيوية» فى المنطقة وتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية». الفكر يقوم على خمسة أعمدة: أولها ، تأسيس منظومة أمن إقليمى تضم الدول العربية وإسرائيل وإيران، وتوفر لهم الضمانات والحوافز والحماية التى يبحثون عنها. ثانيها، إطﻼق خطة تكامل اقتصادى واستثمارى فى اﻹقليم. ثالثها، وضع خطط لدعم استقرار سوريا ولبنان واليمن والعراق. رابعها، تسوية نهائية للخلافات الحدودية العالقة. آخرها، إقامة "دولة فلسطينية قابلة للحياة بجانب إسرائيل آمنة". هذه الحزمة من الأفكار لم تلق اهتمام الإعلام العربي، ولا اهتماما مسموعا أو مرئيا من الحكومات العربية، ولا حتى اجتماعا من مراكز البحوث العربية، أو فيما نعلم من مراكز البحوث الإماراتية.