إقليم الدول والميليشيات
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

إقليم الدول والميليشيات؟!

المغرب اليوم -

إقليم الدول والميليشيات

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

الأصل في «النظام الدولي» و«النظم الإقليمية» أنها تقوم على الدول ذات السيادة التي لها حقوق وعليها واجبات؛ وهذه حددها ما هو معلوم من القانون الدولي ساعة السلام وساعة الحرب، والأعراف والتقاليد وأحكام التنظيمات الدولية والإقليمية التي تندرج الدولة فيها. الوحدات السياسية والاقتصادية الأخرى من غير الدول لا تشغل هذه المكانة في النظام العام حتى ولو كانت لها تأثيراتها المختلفة، إلا عندما تمنحها المنظمة الدولية للأمم المتحدة المجال الذي تعمل فيه. ويدخل في هذا الإطار المنظمات الدولية؛ مثل منظمة التجارة العالمية، والصليب والهلال الأحمر الدوليين؛ ويمكن للشركات الدولية المتعددة الجنسيات أن تكون لها تأثيراتها ولكن من خلال القواعد التي تنظمها هيئات اقتصادية عالمية. الأمر المهم بالنسبة للعضوية السيادية للدولة هو اتخاذ قرارات الحرب والسلام، فهو شرط أساسي لوجود الدولة، حيث هي وحدها التي لديها «الحق الشرعي» لاستخدام السلاح؛ وما عدا ذلك فهو خروج عن الشرعية الدولية وانتقاص من مشروعية الدولة. ما يحدث في الشرق الأوسط، وخاصة في الإقليم العربي، يضع الدولة العربية أمام اختبار تاريخي من الميليشيات العسكرية التي اختطفت لذاتها شرعية قرارات الحرب والسلام تحت رداء «الممانعة» و«المقاومة». النظرة على الواقع في الإقليم توضح الصورة، وتضع الحقائق في نصابها بما فيها تهديد الدولة العربية؛ والأمثلة على ذلك واضحة في العراق، حيث توجد قوات «الحشد الشعبي»، وسوريا، حيث توجد قوات «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله»، ولبنان حيث يوجد «حزب الله»، واليمن حيث يوجد تنظيم «أنصار الله»؛ وحتى قبل وجود الدولة يهدد الوحدة السياسية لفلسطين تنظيم «حماس».

خلال العقود الأربعة الأخيرة قامت هذه التنظيمات بخطف قرار الحرب والسلام من الدول المعنية، حينما – أولاً - استخدمت القوة المسلحة داخل الدولة للتأثير في قراراتها السياسية وانتخاباتها التنظيمية؛ وثانياً سلبت الدولة قرار الحرب والسلام وما بين ذلك من قرارات وقف إطلاق النار والهدنة السلمية أو المسلحة؛ وثالثاً أصبغت هذه التنظيمات على أنشطتها صبغة دينية في ناحية، وتبنت مقاومة «الاستبداد أو الفساد الانتخابي» من ناحية أخرى، وقيامها بالدفاع عن القضية الفلسطينية والمقاومة ضد الاستعمار والإمبريالية والغرب بصفة عامة من ناحية ثالثة، وفي أوقات وضعت نفسها في مجال مقاومة الحركات الإرهابية مثل «القاعدة» و«داعش» من ناحية رابعة. ولكن واقع هذه الميليشيات ظل أكثر تعقيداً من كل ما سبق حيث أخذت وضعاً استراتيجياً يقوم على مفهوم «الدفاع المتقدم» عن الدولة الإيرانية. وللحق فإن هذه التنظيمات لم تخف قط علاقاتها بالنظام القائم في إيران، وبعضها مثل «حزب الله» اللبناني يضع نفسه في حزمة الولاء الشيعي لمنظومة مدرسة «قم» الإيرانية، التي تبدأ من المرشد العام للدولة الإيرانية، ولا تنتهي بـ«الحرس الثوري» الإيراني. وبشكل عام فإن هذه التنظيمات المختلفة والمتنوعة في مذاهبها، بما فيها السنية مثل «حماس» الأقرب لتنظيم «الإخوان المسلمين» تعتمد كثيراً على طهران في التسليح والتدريب والتمويل. العلاقة استراتيجية بامتياز، ولكنها بوازع الحصافة، تعطي أبعاداً عن مرونة الحركة للتنظيمات المختلفة وتنأى بالقيادة الإيرانية عن التفاصيل، ولكن تبقى أهدافها الاستراتيجية هي الأساس.

حرب غزة الخامسة عبرت أصدق تعبير فيما يتعلق بالأوضاع الاستراتيجية في الشرق الأوسط التي بدت في طريقها إلى تحقيق درجة عالية من الاستقرار الإقليمي، أولاً من خلال الاتجاه نحو التهدئة للنزاعات الإقليمية بعد إعلان العلا في يناير (كانون الثاني) 2021 الناجم عن القمة الخليجية آنذاك، ومن ثم تحسنت العلاقات العربية بقطر وتركيا وعادت العلاقات بطهران. وفي الاتجاه نفسه نحو الاستقرار الإقليمي جرت المفاوضات الثلاثية الأبعاد بين الدول العربية والولايات المتحدة وإسرائيل لإقامة علاقات طبيعية مصحوبة بخطوات نحو قيام الدولة الفلسطينية. مثل هذا الاستقرار الإقليمي المدعّم لعمليات التنمية والإصلاح الجارية في العديد من الدول العربية في الإقليم تعرض لخطر بالغ بالهجوم الذي قامت به «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما تلا ذلك من انفجار الوضع في المنطقة الذي لم يكتف بما ألم بالقضية الفلسطينية والعدوان المروع على غزة؛ وإنما صاحبته تحركات «حزب الله» الذي نصب من نفسه نصيراً مشاركاً في الحرب على الجبهتين اللبنانية والسورية، وكذلك فعلت جماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن بتهديد الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر؛ أما تنظيم «الحشد الشعبي» العراقي فقد قام بالهجوم على القواعد الأميركية المقاومة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في سوريا والعراق والأردن. هذه التحركات العنيفة على الجبهات كافة خلقت حالات من عدم الاستقرار العنيف في المنطقة الذي لا يقوم على قرارات الدول، فلا كان للسلطة الوطنية الفلسطينية نصيب من قرار «حماس»، ولا كانت الدولة اللبنانية ممثلة في حكومتها وبرلمانها أو جيشها لها نصيب في المعركة، ولا كانت دولتا سوريا والعراق لهما قرار فيما وجدت كلّ منهما ذاتها الدولية فيه.

كان طبيعياً أن تقوم الدول العربية باستنكار السلوكيات العدوانية الإسرائيلية، وأن تندد بذلك في المحافل الدولية، وتسعى في الوقت نفسه لوقف إطلاق النار من خلال «هُدن» إنسانية تليها عملية سلام تقوم على حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية مع تحقيق الاستقرار الإقليمي في الوقت نفسه. تحقيق ذلك له أهمية مركزية في حماية الدولة العربية من عواصف عدم الاستقرار الإقليمي؛ ولكن الإنجاز سوف يظل مقلقاً مع وجود الميليشيات التي وجدت لكي تزعزع ثبات واستقرار الدولة العربية؛ وأكثر من ذلك تأخذ في يدها قرارات الحرب والسلام ليس فقط تلك المتعلقة بدولها، وإنما الأكثر من ذلك المتعلقة بالإقليم كله والعالم. النظرة إلى مسرح عمليات البحر الأحمر تفتح باب تصعيد كبير للحرب في المنطقة ربما تفلح «الهدنة» في إبطائه، ولكن الميليشيات هي التي ستجعل انتظار حرب أخرى قائماً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقليم الدول والميليشيات إقليم الدول والميليشيات



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib