إدارة الثروة بعد رأس الحكمة
هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس
أخر الأخبار

إدارة الثروة بعد رأس الحكمة!

المغرب اليوم -

إدارة الثروة بعد رأس الحكمة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

لم يختلف أحد خلال الأيام السابقة على أهمية مشروع «رأس الحكمة» واعتباره نقطة متميزة خلال مسار السنوات العشر الماضية في التنمية والبناء. ولم يختلف أيضًا أحد على أن المشروع هو في النهاية مثال أو نموذج يمكن تطبيقه على عدد كبير من المشروعات الأخرى، التي توجد لدى الجميع أمثلة كثيرة منها. هؤلاء جميعًا ممن يعتقدون أن مصر زاخرة بثروات كثيرة تنتظر مَن يتقدم لاستغلالها بالطرق التي يعرفها العالم من الاستثمار، الذي يُحول الثروات إلى عملية منتجة قادرة على الاستمرار في توليد الثروة؛ وفى نفس الوقت إغناء خزينة الدولة بضرائب الدخل والمبيعات والعملة الصعبة مع التصدير للخارج أو استقبال السائحين من المستهلكين في الداخل. ما كان يشغل البال هو ما إذا كانت الصفقة وحيدة من نوعها أو أن الحكومة سوف تستمر في مسار ممتلئ بالإنتاج والعائد أو أن البيروقراطية سوف يكون لها طريقها الخاص في منع ما حدث تحت ادعاءات شتى. أدوات التواصل الاجتماعى زاخرة بما يكفى من أسباب الإعاقة، ابتداء بـ«بيع مصر» وانتهاءً بأن يسرى على المكان ما سرى على فلسطين من استيطان. الادعاءات كلها منظمة من جماعات لا تريد بمصر خيرًا، وهى توفر ذخيرة لمَن يريد بها شرًّا، وهى متاحة للجميع ممن يبقون كل الأمور عما هي عليه. بالنسبة لى فقد كان المشروع متوافقًا مع ما ظللت أصر عليه طوال السنين الماضية حول المدى الذي نصل إليه في الخروج من النهر إلى البحر سواء كان في «رأس الحكمة» أو ما ذاع عن «رأس الجميلة» على خليج العقبة. ولما كان لدينا ما يزيد على ٣٠٠٠ كم من سواحل الماء بحار وخلجان وبحيرات جرى إصلاحها وتجهيزها، فإن الفرص هائلة؛ والمسار ممكن، ومع كل نجاح، فإن كل النجاحات الأخرى متاحة.

مما يمكن إضافته من ذات النوعية ما سبقت الإشارة إليه فيما يخص الجزر المصرية مشروع قومى عملاق يقوم كله على قدرات القطاع الخاص المصرى والاستثمارات الأجنبية سواء بالملكية الكاملة، أو بحق الانتفاع طويل المدى، يقوم على الاستغلال الأمثل للجزر المصرية، فتوجد في نيل القاهرة وحدها ١٥ جزيرة، في النيل المصرى كله توجد ١٤٤ جزيرة منتشرة أمام ٨١٨ قرية ونجعًا ومركزًا في ١٦ محافظة (أسوان- قنا- سوهاج- أسيوط- المنيا- بنى سويف- الجيزة- القاهرة- القليوبية- المنوفية- الغربية- كفر الشيخ- البحيرة- الدقهلية- دمياط- الأقصر). وهذه الجزر موزعة من أسوان حتى قناطر الدلتا (٥٥ جزيرة)، وفرع رشيد (٣٠ جزيرة)، وفرع دمياط (١٩ جزيرة)، وتبلغ مساحة الجزر ١٥٥٠ كم مربع، أي مثلين ونصف المثل لدولة سنغافورة، وأكثر من ثلاثة أمثال دولة البحرين، وأكثر من مثل ونصف المثل لمساحة مدينة هونج كونج الشهيرة، وأكثر من ٢٥ مثلًا لجزيرة مانهاتن الشهيرة أيضًا في نيويورك..

ومن المؤكد أن كلًّا منها يصلح لأن يكون مكانًا للسكن والحضارة لا يختلف كثيرًا عن حى جزيرة الزمالك أو حى جزيرة المنيل. وكل ذلك بخلاف ٨١ جزيرة في البحر الأحمر، كلها لا تقل روعة عن جزر بحر الكاريبى.

ولكن القضية المصرية في التنمية ليست فقط الخروج من النهر إلى البحر؛ وإنما ما لا يقل أهمية هو إدارة الثروات المصرية ليس إدارة الفقر في مصر؛ ولعل أهم الثروات هي تلك التي جرى التغيير بشأنها بالتعمير وإقامة البنية الأساسية، خاصة ما يتعلق بالمدن الجديدة والمناطق الصناعية. «الحماية الاجتماعية» دائمًا مطلوبة في المراحل الانتقالية من التخلف إلى التقدم، ولكن إدمانها سوف يُضيع على مصر فرصة تاريخية كبرى يمكن انتهازها الآن بما سميته «تشغيل التغيير» لكل ما لدينا من مدن جديدة ومطارات منظورة، ومناطق صناعية ليست مأهولة حتى الآن، وشقق غير مسكونة، وتراكم مخيف لما يسميه الاقتصاديون رأس المال الميت، الذي لا يُنتج عائدًا، ولكنه لا يستنكف الإنفاق عليه في سكونه. وربما في هذا الشأن يمكننا القيام بنوع من «الهندسة العكسية» لمشروع «رأس الحكمة» يسير على الوجه التالى: أولًا أن المشروع كان معلومًا وواقعًا في خطة قومية لا جدال في أصالتها المصرية. وثانيًا أن فوائد المشروع معلومة من حيث الإنتاجية وتوابعها من عوائد مادية ومعنوية؛ وبالصورة التي خرج عليها، فإنه يوفر موارد فورية تُغنى الموازنة العامة وتجعلها أكثر مرونة في التعامل مع العجز المالى. وثالثًا فإنه رغم أولًا وثانيًا، فإن المشروع لم يخرج إلى النور سوى الآن، وبعد المرور بفترة من العسر المبين الذي بات علينا التعرف عليه وإدراكه. وهنا ورابعًا ما العقبات التي وقفت من قبل أمام المشروع ومنعته من الظهور؛ وهل كان ممكنًا أن نُقيم مدينة العلمين بنفس الطريق الذي نسير فيه بالنسبة لرأس الحكمة؛ أم أنه، وعلى الأرجح، أن إقامة المدينة على المستوى الرائع الذي أُقيمت به هي التي جعلت الساحل الشمالى المصرى مغريًا للاستثمار الكثيف؟.

ببساطة، ونحن الآن في مرحلة فارقة من المشروع الوطنى المصرى؛ وعلى أبواب فترة رئاسية جديدة، وعلى مرمى النظر بالمستحقات المطلوبة في رؤية مصر ٢٠٣٠؛ فإن التاريخ سوف يحاسب الجيل الحالى على المدى الذي يستطيع به أن يحقق نقلة كيفية ونوعية في المستقبل المصرى. هو انتقال لا يتم دون إزالة عوائق البيروقراطية وتخلف النظام الإدارى للدولة الذي لا يوجد مثيل له في الدول البازغة، وبالتأكيد المتقدمة؛ وربما آن الأوان لتطبيق ما لدينا من مشروعات الإصلاح في هذا الشأن، والتى طال التأخير تطبيقها أكثر من اللازم. لقد أثبتت الأحوال كثيرًا أن الواقع «الجيو سياسى» المصرى في إمكانه توفير حوافز مشجعة للمؤسسات الدولية على مراجعة أمورها فيما يخص الشأن الاقتصادى المصرى كما وضح مؤخرًا من سلوكيات صندوق النقد الدولى الأكثر رحابة، في وقت تقوم فيه مصر بدور إقليمى بارز في أزمات تهدد بالتحول إلى حرب إقليمية صعبة. وكذلك حث هذا الواقع الأصدقاء والأشقاء على استكشاف القدرات التنموية المصرية في إطارات من التكامل الإقليمى في فترة باتت فيها تحالفات «الميليشيات الإقليمية» مقلقة ومفزعة، وتستدعى تقاربًا وتكاملًا بين دول راسخة.

ولكن على الجانب الآخر، فإن الواقع «الجيو اقتصادى» المصرى يظل هو دائمًا الذي يكفل التنمية المستدامة وتحقيق القفزات الكبرى في معدلات النمو التي تراجعت كثيرًا خلال السنوات الماضية، فكما جرى ذكره أعلاه في هذا المقام وغيره، فإن الحقيقة الراسخة هي أن مصر ليست فقط «جيوسياسية» تعبر، كما ذكر د. جمال حمدان عن عبقرية المكان؛ وإنما هي أيضًا حقيقة جيو اقتصادية معبرة عن وفرة في الموارد كما ظهر جلِيًّا من مشروع «رأس الحكمة»، فموارد الدول ليست دائمًا نفطًا وغازًا وذهبًا. الاندفاع في اتجاه «الذهب أو GOLD RUSH» ليس فقط عندما اندفع المهاجرون الأمريكيون من الشاطئ الشرقى الأطلنطى إلى الشاطئ الغربى الباسيفيكى، فهناك وجدوا الذهب ومعه ما هو أكثر وأعلى قيمة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة الثروة بعد رأس الحكمة إدارة الثروة بعد رأس الحكمة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 22:35 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة
المغرب اليوم - تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib