قطرة البحر في مكة المكرمة
مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر
أخر الأخبار

قطرة البحر في مكة المكرمة

المغرب اليوم -

قطرة البحر في مكة المكرمة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً من خطاب سابق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يقول فيه ما معناه، إن خدمة ضيوف الرحمن هي بمثابة الشرف بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، وإنها ليست شرفاً فقط ولكنها بالقدر نفسه مسؤولية، وممارسة هذه المسؤولية تتم بالتوازي بين الشعب والأسرة الحاكمة معاً.

ولا بد أن ما أشار إليه الملك سلمان في هذا المقطع من خطابه يظل عقداً غير مكتوب بين المملكة من جهة، وبين ضيوفها الذين يتوافدون إليها طوال السنة من جهة ثانية. ولا فرق بين أن يقترب عدد هؤلاء الضيوف من مليوني حاج، كما كان الحال في موسم الحج هذه السنة، أو يكون مليوناً من المعتمرين كل شهر على طول السنة.

ولا بد أيضاً أن مثل هذا العقد غير المكتوب أمر متوارَث من أيام الدولة السعودية الأولى، التي قامت في بدايات القرن الثامن عشر، إلى الدولة السعودية الثانية التي نشأت في أول القرن التاسع عشر، إلى الدولة السعودية الثالثة التي رأت النور مطلع القرن العشرين على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.

وقبل وقفة عرفات بساعات، كانت وسائل الإعلام قد نقلت أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد اعتذر عن عدم حضور قمة السبع في روما، وأن اعتذاره راجع إلى رغبته في أن يُشرف بنفسه على خدمة ضيوف الرحمن كما عاش الأجداد والآباء في الأسرة يفعلون.

وكان اعتذار ولي العهد عن عدم حضور قمة السبع التي تزامن انعقادها مع توقيت الحج، نوعاً من العمل بمقتضيات المسؤولية التي أشار إليها خادم الحرمين.

وفي ثاني أيام العيد دعا الأمير محمد بن سلمان عدداً من ضيوف الرحمن إلى لقاء معه في القصر الملكي في مِنى، وهو قصر تستطيع من شرفته أن ترى الحجاج الموجودين في أنحاء المكان، وكثيراً ما نقلت وسائل الإعلام صوراً للملك سلمان في سنوات سابقة، وهو يتطلع إلى ضيوف الرحمن من شرفة القصر، ويَطمئنّ على أنهم يحصلون على الخدمات بالطريقة الواجبة. وقد كان اللقاء مع ولي العهد فرصةً عاد فيها إلى الحديث عن شرف خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والعناية بقاصديها، وعن عزم المملكة على مواصلة القيام بهذا الواجب العظيم.

ولأن المملكة قد واصلت ممارسة مسؤوليتها في خدمة الحرمين بحرص وإتقان، فإنها قد اكتسبت خبرة في استقبال حشود الحجاج والمعتمرين، وفي القدرة على تحريك حشودهم من جبل عرفات، إلى المزدلفة، إلى منى، إلى الحرم المكي، إذا كانوا حجاجاً، أو إلى الطواف والسعي إذا كانوا معتمرين.

والذين ذهبوا ورأوا الأمر في دنيا الواقع، يعرفون أن هذه مسألة ليست هينة بأي معيار، وإلا، فإن لك أن تتخيل مليونين من البشر يصعدون عرفات في وقت واحد، ويغادرونه إلى المزدلفة في وقت واحد أيضاً، ومنها يذهبون جميعاً إلى منى، ثم يتوافدون إلى الحرم طوافاً وسعياً، وهذا كله يجري ويتم في اللحظة ذاتها.

مليونان من البشر الذين جاءوا من أركان الدنيا الأربعة، ينطلقون في أرجاء مكة بثقافات مغايرة، وعادات مختلفة، وسلوكيات غير متطابقة بطبيعتها، وبحكم الاختلافات التي تميز بين الشعوب، ومع ذلك، فإن الخبرة السعودية المكتسبة في ممارسة المسؤولية، تستطيع في كل موسم حج أو عُمرة أن تضع الملايين من الحجاج أو المعتمرين في إطار واحد يجمع وينظم.

كان ولي العهد يوجد في قصر منى، حيث بينه وبين ضيوف الرحمن مرمى حجر، وحيث يستطيع أن يراهم رأي العين، لتكون ممارسة المسؤولية المقرونة بالشرف، واقعاً حياً بالقرب من الميدان الذي يضم المليونين من الضيوف.

كان وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري، ومعه ساعداه الدكتور خالد الغامدي، والأستاذ محمد فهد الحارثي، في ساحة الميدان ذاته، وينتقلون مع ضيوف الرحمن إلى حيث انتقلوا، وهُم يؤدون شعائر الفريضة واحدة من بعد أخرى.

وربما يكون علينا أن نتوقف أمام مسمى «ضيوف الرحمن» الذي جرى إطلاقه منذ البداية عن قصد، فالمملكة لم تشأ أن تسميهم «زوار الرحمن» مثلاً، ولو أنها فعلت ما كانت هناك مشكلة، ولكن القصد من وراء أن يكونوا ضيوفاً لا زواراً، هو أن يكون لكل حاج أو معتمر ما للضيف في العادة من احترام واجب، ومن حفاوة لا بديل عنها، ومن احتفال في استقباله بالضرورة.

كل الذين تابعوا موسم حج هذه السنة، لاحظوا أن القيادة في المملكة استقبلت الموسم بالتزام وجدية كالعادة، وكانت أحرص ما تكون على أن يكون الموسم نموذجاً في القدرة على تحريك الحشود من الضيوف، وفي المقدرة على خدمتهم أيضاً. وليس هذا الموسم بالقياس على كل موسم سابق، إلا كقطرة البحر التي تستطيع من مذاقها أن تتعرف على طعم الماء بين الشاطئين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطرة البحر في مكة المكرمة قطرة البحر في مكة المكرمة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 13:37 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي
المغرب اليوم - ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib