قطرة البحر في مكة المكرمة
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

قطرة البحر في مكة المكرمة

المغرب اليوم -

قطرة البحر في مكة المكرمة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً من خطاب سابق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يقول فيه ما معناه، إن خدمة ضيوف الرحمن هي بمثابة الشرف بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، وإنها ليست شرفاً فقط ولكنها بالقدر نفسه مسؤولية، وممارسة هذه المسؤولية تتم بالتوازي بين الشعب والأسرة الحاكمة معاً.

ولا بد أن ما أشار إليه الملك سلمان في هذا المقطع من خطابه يظل عقداً غير مكتوب بين المملكة من جهة، وبين ضيوفها الذين يتوافدون إليها طوال السنة من جهة ثانية. ولا فرق بين أن يقترب عدد هؤلاء الضيوف من مليوني حاج، كما كان الحال في موسم الحج هذه السنة، أو يكون مليوناً من المعتمرين كل شهر على طول السنة.

ولا بد أيضاً أن مثل هذا العقد غير المكتوب أمر متوارَث من أيام الدولة السعودية الأولى، التي قامت في بدايات القرن الثامن عشر، إلى الدولة السعودية الثانية التي نشأت في أول القرن التاسع عشر، إلى الدولة السعودية الثالثة التي رأت النور مطلع القرن العشرين على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.

وقبل وقفة عرفات بساعات، كانت وسائل الإعلام قد نقلت أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد اعتذر عن عدم حضور قمة السبع في روما، وأن اعتذاره راجع إلى رغبته في أن يُشرف بنفسه على خدمة ضيوف الرحمن كما عاش الأجداد والآباء في الأسرة يفعلون.

وكان اعتذار ولي العهد عن عدم حضور قمة السبع التي تزامن انعقادها مع توقيت الحج، نوعاً من العمل بمقتضيات المسؤولية التي أشار إليها خادم الحرمين.

وفي ثاني أيام العيد دعا الأمير محمد بن سلمان عدداً من ضيوف الرحمن إلى لقاء معه في القصر الملكي في مِنى، وهو قصر تستطيع من شرفته أن ترى الحجاج الموجودين في أنحاء المكان، وكثيراً ما نقلت وسائل الإعلام صوراً للملك سلمان في سنوات سابقة، وهو يتطلع إلى ضيوف الرحمن من شرفة القصر، ويَطمئنّ على أنهم يحصلون على الخدمات بالطريقة الواجبة. وقد كان اللقاء مع ولي العهد فرصةً عاد فيها إلى الحديث عن شرف خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والعناية بقاصديها، وعن عزم المملكة على مواصلة القيام بهذا الواجب العظيم.

ولأن المملكة قد واصلت ممارسة مسؤوليتها في خدمة الحرمين بحرص وإتقان، فإنها قد اكتسبت خبرة في استقبال حشود الحجاج والمعتمرين، وفي القدرة على تحريك حشودهم من جبل عرفات، إلى المزدلفة، إلى منى، إلى الحرم المكي، إذا كانوا حجاجاً، أو إلى الطواف والسعي إذا كانوا معتمرين.

والذين ذهبوا ورأوا الأمر في دنيا الواقع، يعرفون أن هذه مسألة ليست هينة بأي معيار، وإلا، فإن لك أن تتخيل مليونين من البشر يصعدون عرفات في وقت واحد، ويغادرونه إلى المزدلفة في وقت واحد أيضاً، ومنها يذهبون جميعاً إلى منى، ثم يتوافدون إلى الحرم طوافاً وسعياً، وهذا كله يجري ويتم في اللحظة ذاتها.

مليونان من البشر الذين جاءوا من أركان الدنيا الأربعة، ينطلقون في أرجاء مكة بثقافات مغايرة، وعادات مختلفة، وسلوكيات غير متطابقة بطبيعتها، وبحكم الاختلافات التي تميز بين الشعوب، ومع ذلك، فإن الخبرة السعودية المكتسبة في ممارسة المسؤولية، تستطيع في كل موسم حج أو عُمرة أن تضع الملايين من الحجاج أو المعتمرين في إطار واحد يجمع وينظم.

كان ولي العهد يوجد في قصر منى، حيث بينه وبين ضيوف الرحمن مرمى حجر، وحيث يستطيع أن يراهم رأي العين، لتكون ممارسة المسؤولية المقرونة بالشرف، واقعاً حياً بالقرب من الميدان الذي يضم المليونين من الضيوف.

كان وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري، ومعه ساعداه الدكتور خالد الغامدي، والأستاذ محمد فهد الحارثي، في ساحة الميدان ذاته، وينتقلون مع ضيوف الرحمن إلى حيث انتقلوا، وهُم يؤدون شعائر الفريضة واحدة من بعد أخرى.

وربما يكون علينا أن نتوقف أمام مسمى «ضيوف الرحمن» الذي جرى إطلاقه منذ البداية عن قصد، فالمملكة لم تشأ أن تسميهم «زوار الرحمن» مثلاً، ولو أنها فعلت ما كانت هناك مشكلة، ولكن القصد من وراء أن يكونوا ضيوفاً لا زواراً، هو أن يكون لكل حاج أو معتمر ما للضيف في العادة من احترام واجب، ومن حفاوة لا بديل عنها، ومن احتفال في استقباله بالضرورة.

كل الذين تابعوا موسم حج هذه السنة، لاحظوا أن القيادة في المملكة استقبلت الموسم بالتزام وجدية كالعادة، وكانت أحرص ما تكون على أن يكون الموسم نموذجاً في القدرة على تحريك الحشود من الضيوف، وفي المقدرة على خدمتهم أيضاً. وليس هذا الموسم بالقياس على كل موسم سابق، إلا كقطرة البحر التي تستطيع من مذاقها أن تتعرف على طعم الماء بين الشاطئين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطرة البحر في مكة المكرمة قطرة البحر في مكة المكرمة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري

GMT 14:15 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

يونس السكوري يدعم مراجعة مدونة الشغل المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib