الحماية الأخرى

الحماية الأخرى

المغرب اليوم -

الحماية الأخرى

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

لا تتوقف الدولة عن تخصيص مبالغ ضخمة لغرض الحماية الاجتماعية، وربما تكون الزيادة التى قررتها مؤخرًا فى الحد الأدنى للأجور، ومعها علاوات، وحوافز، وتعيينات، هى الرقم الأضخم الذى يتم تخصيصه لهذا الغرض.

لقد وصل الرقم إلى ١٨٠ مليار جنيه فى مجمله، وتقول تفاصيله إن الهدف منه هو حماية الملايين فى المجتمع ممن يجدون صعوبة كبيرة فى العيش وفى الحصول على الأساسيات.. وتدل ضخامة الرقم على إحساس لدى الحكومة بما يعيشه بسطاء الناس، وهذا فى حد ذاته شىء جيد، كما أنه يؤشر على درجة من المسؤولية كان لابد أن تتحلى بها الحكومة.

ولكن ما يجب ألّا تغفل عنه الحكومة هو أن دورها لا يتوقف عند منح هذه الزيادات فى صورها المختلفة، وأن مبدأ الحماية الاجتماعية فى حد ذاته فى حاجة إلى حماية أخرى!.. والحماية الأخرى ليست سوى العمل بكل الأدوات على ألّا يتسرب هذا الرقم الضخم إلى جيوب الذين يستبدون بالناس وينفردون بهم فى الأسواق.

الحماية الاجتماعية التى تلتزم بها الحكومة تجاه رعاياها تحتاج إلى حماية بدورها لأن الخوف يظل من أن يتصور المتحكمون فى الأسعار، والجشعون، والمنفلتون فى الأسواق، أن وضع هذا الرقم فى جيوب المواطنين مبرر غير مباشر لأن تظل الأسعار ترتفع بالطريقة التى ترتفع بها.

باختصار يريد كل مواطن له نصيب فى هذا الرقم أن يشعر بأن ما حصل عليه قد خفف عنه بعض الشىء فى حياته.. لا كل الشىء حتى لا نكون مبالغين.. وهذا لن يحدث إلا إذا كانت الأسواق تحت رقابة لا تغيب، ومتابعة لا تخطئ المتجاوزين فى الاتجار بأقوات الناس.

لدى الحكومة جهاز اسمه جهاز حماية المستهلك، ومن مجرد اسمه نفهم أن هذه الحماية الأخرى هى اختصاصه الأصيل، وأنه إذا فرط فيها فإنه يفرط فى مبرر وجوده من الأساس.

وعند الحكومة جهاز آخر اسمه جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار، ومن مجرد اسمه نفهم أن تلك الحماية الأخرى هى مهمته الأساسية، وأنه إذا تهاون فى ممارستها فهو يتهاون فى مبرر وجوده بالدرجة نفسها أيضًا.

الحماية الاجتماعية مهمة للغاية، ولكن الحماية الأخرى أهم لأنها تضمن ألّا تتبدد الحماية الاجتماعية أو تتبخر من جيب كل مواطن، وتكفل كذلك أن تصل هذه الزيادات إلى أصحابها فلا تضل طريقها إلى الذين يستحقونها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحماية الأخرى الحماية الأخرى



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:22 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبير الأنصاري ترصد عيوب أزياء النجمات في مهرجان دبي

GMT 22:33 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمال بوكير بنت المنطقة الجبلية تدخل قبة البرلمان

GMT 12:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

فتاة أردنية تبتكر طريقة رائعة لاستقبال العام الجديد

GMT 12:07 2012 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

الموسيقى الكلاسيكية و الفنون في براغ البوهيمية

GMT 19:18 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

المصابون في فاجعة الصويرة يغادرون المستشفى بعد العلاج

GMT 13:03 2016 الأحد ,25 أيلول / سبتمبر

حول العين عن الأطفال الصغار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib