أشياء منى حلمى

أشياء منى حلمى

المغرب اليوم -

أشياء منى حلمى

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

كل الذين قرأوا للدكتورة نوال السعداوى يعرفون أن الدكتورة منى حلمى هى ابنتها من زوجها الأول الدكتور أحمد حلمى، ولكن كثيرين لم ينتبهوا إلى أن الابنة التى عاشت توقّع ما تكتب باسم ثنائى هو «منى حلمى» قد غيرت فيه بعض الشىء بعد رحيل الأم، فأصبح ثلاثيًّا هكذا: منى نوال حلمى.

فكأنها لما افتقدت أمها بعد غيابها، قد وجدت بعض التعويض فى أن يقترن الاسمان معًا على كل مقال، أو فوق غلاف كتاب.

وهذا ما سوف يجده القارئ فى كتاب «نوال السعداوى.. التمرد المبدع»، الذى صدر لها عن دار العين، والذى يحمل صورة بعرض الغلاف للدكتورة نوال بشعرها الأبيض الفضى الذى كان يميزها فى كل مكان.

لقد أرادت الابنة أن تُحيى ذكرى الأم، ولم تشأ أن تفعل ذلك وحدها على صفحات كتابها، فاستدعت عددًا من الشهود الذين عرفوا الدكتورة نوال إنسانة، وكاتبة، ومفكرة، ثم عرفوها شجاعة فى الحالات الثلاث.. جميعهم تطلعوا إليها، ولكن كل واحد كان يتطلع نحوها من زاوية تختلف عن سواها من الزوايا.. وعندما كتب عنها زوجها الثانى الدكتور شريف حتاتة، راح يعدد الصفات التى أحبها فيها، فكانت الشجاعة فى إبداء ما تراه فى مقدمة الصفات.

والمؤكد أن الشجاعة كانت عنوانًا للدكتورة نوال، ولم تكن شجاعتها تغادرها فيما تكتبه ولا فيما تمارسه من فنون الحياة.

أذكر أنى كنت ممن ترددوا على جمعية تضامن المرأة العربية، التى أسستها هى ذات يوم فى شارع ضريح سعد فى المنيرة، وكان نشاط الجمعية يجعل مقرها المحدود يضيق بالحاضرين فى كل لقاء ثقافى عام كانت تشهده.. ولا أزال أذكر أن الدكتورة نوال دعت يومًا إلى لقاء فى الجمعية بين الدكتور فرج فودة والأستاذة صافيناز كاظم، التى لم تحتمل مشاغبات «فودة»، فغادرت غاضبة تسب وتلعن، ولم يكتمل اللقاء!.

المفارقة الكبيرة أن الحكومة ضاقت بالجمعية، فأغلقتها، رغم أنها كانت تحمل «رسالة» بين الناس، ورغم أن رسالتها لم تكن تسعى إلى شىء، إلا إلى أن نكون أشد وعيًا، وإلا أن تكون عقولنا أرحب فى استقبال كافة الأفكار.. والمفارقة الكبرى أن محافظة القاهرة سلمت مقر الجمعية لجمعية دينية تمارس فيه نشاطها بين الناس!.

شجاعة نوال السعداوى كانت عليها «أمارات» كثيرة، ومن بينها مثلًا أنها رفضت أن تجلس بين السائق وبين الضابط المكلف باعتقالها فى ١٩٨١. لقد صممت على أن تذهب من بيتها إلى سجن القناطر جالسةً إلى جوار باب السيارة لا بين الرجلين، وكانت على طول الطريق تُلوّح للمارة بيدها من بعيد وكأنها ذاهبة إلى حفل فى القصر!.. لقد جلست الابنة تستعرض ما غاب عنها بعد أن غادرت الأم، فكان الشىء الأهم أنها لما غادرت قد أخذت معها أجمل الأشياء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشياء منى حلمى أشياء منى حلمى



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:41 2023 السبت ,22 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.5 درجة في اليونان

GMT 07:39 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغجر يحبُّون أيضًا" رواية جديدة لـ"الأعرج"

GMT 15:40 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيفية اختيار لون المناكير المناسب

GMT 23:58 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

ساني يهزم نيمار في سباق رجل جولة دوري أبطال أوروبا

GMT 19:43 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

البدواوي يكشف أن "حتا" شهدت إقبالاً كبيراً من السياح

GMT 14:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي "إشبيلية" يرغب في التعاقد مع ماركوس يورينتي

GMT 00:51 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

التلفزيون الملون لم يدخل بيوت الآلاف في بريطانيا

GMT 00:29 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

صفية العمري تؤكّد أنها تبحث عن الأعمال الفنية الجيدة فقط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib