زفاف البحرين الذي أثار الشجون
فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية انفجار مركبة الفضاء "ستارشيب" خلال الاستعدادات للرحلة التجريبية العاشرة وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون
أخر الأخبار

زفاف البحرين الذي أثار الشجون!

المغرب اليوم -

زفاف البحرين الذي أثار الشجون

سليمان جودة
سليمان جودة

قبل أيام كان الحديث في عدد من الصحف ووكالات الأنباء، عن زفاف يهودي جرى في العاصمة البحرينية المنامة، وعن أنه الأول من نوعه هناك منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان. وهو لم يكن الأول من نوعه وفقط، ولكن العريس كان ابناً للسيدة هدى نونو، السفيرة السابقة للبحرين لدى الولايات المتحدة، وهذا في الحقيقة ما أعطاه أهميته لدى الإعلام.
وفي الكلام المنشور عن حفل الزفاف، سوف تلاحظ أن هناك ربطاً من نوع ما، بين إقامته بالطريقة التي تم بها، وبين ملامح مرحلة جديدة من العلاقات بين المنامة وبين تل أبيب، جرى فيها إطلاق العلاقات بين العاصمتين على مستوى السفير.

وفي خلال سنوات تمثيل هدى نونو لبلادها في واشنطن، وكان ذلك من 2008 إلى 2013، كان الأمر يبدو غريباً بعض الشيء، وكانت غرابته في أن تكون سفيرة مملكة البحرين في أكبر عواصم العالم ليست فقط امرأة، وإنما امرأة يهودية الديانة. ولا غرابة طبعاً في أن تكون كذلك، فهي مواطنة بحرينية، قبل أن تكون يهودية، وقبل أن تكون سفيرة، ولكن ما نعرفه ونراه في المنطقة حولنا من أحداث، وأفكار، وتصورات، وتطورات، ينقل أمراً كهذا من مربع الأمور الطبيعية إلى خانة المسائل النادرة التي توضع في مضارب الأمثال.

وفي وقت من الأوقات كان وجود اليهودي في موقع المسؤولية في أي دولة عربية، لا يثير الاستغراب، ولا يكون سبباً للدهشة، وكان الدليل على ذلك أن وزير المالية في مصر قبل ثورة 1952، كان مواطناً يهودياً اسمه يوسف قطاوي باشا، وكان هذا مجرد مثال من بين أمثلة كثيرة في مصر ما قبل تلك الثورة. وإلى وقت قريب كان وزير السياحة في تونس مواطناً تونسياً يهودياً، فماذا بالضبط جرى ليصبح العادي الطبيعي من قبل في حياتنا، أمراً يثير الدهشة والاستغراب في هذه الأيام؟!

جرى أن سلوك إسرائيل في المنطقة عموماً، وفي فلسطين خصوصاً، هو السبب الأول في هذا التحول، وهو الذي أدى إلى وقوع الخلط بين اليهودي المجرد، باعتباره صاحب ديانة سماوية، كالإسلام والمسيحية، وبين اليهودي الإسرائيلي الذي يعتنق عقيدة سياسية تستبيح أرض الغير من دون وجه حق.
وكانت البحرين مع الإمارات والسودان والمغرب، قد أطلقت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في السنة الماضية، وكان الأمل قائماً ولا يزال في أن تفهم الحكومة في الدولة العبرية، أن تجاوبها مع الحل الجاد للقضية في فلسطين، هو وحده الذي سيجعل قطار إطلاق العلاقات يغادر عواصم الدول الأربع إلى دولة عربية خامسة وسادسة... وربما إلى دولة عاشرة!

ورغم أن التصريحات الصادرة عن نفتالي بنيت، رئيس الحكومة الإسرائيلية، لا تدعو إلى الكثير ولا حتى القليل من التفاؤل بهذا الشأن، إلا أن الأمل كبير في أن تظل حكومات الدول الأربع تمارس ضغوطها على الإسرائيليين في اتجاه هذا الحل الجاد الذي لا حل سواه.

وقد كانت الحكومات الأربع واضحة بما يكفي في هذه النقطة، وكانت كل حكومة منها حريصة وقت إطلاق العلاقات على أن تقول بكل لغة مفهومة، إن إطلاق علاقاتها مع إسرائيل سوف يكون لحساب القضية في فلسطين، ولن يكون أبداً على حسابها!

وربما يكون المغرب هو الحالة الأوضح، وكان وضوح حالته في أنه أبقى العلاقات عند مستوى مكتب اتصال لا مستوى سفير، وأنه ربط بين أي زيارة يمكن أن يقوم بها الملك محمد السادس إلى تل أبيب، وبين زيارة من جانبه بالتوازي إلى رام الله. والمعنى أن كل تطور في العلاقات بين البلدين مرهون بتوافر نوايا إسرائيلية جادة في اتجاه حل القضية.
ولكن حديث السيدة نونو، لا بد أن يستدعي إلى الذاكرة حديثاً آخر كان عن يهودي شهير في العراق أول هذه السنة، ثم يستدعي حديثاً عن يهودي ثالث كان في أفغانستان قبل شهرين. ففي الحالات الثلاث نجد أنفسنا أمام يهودي صاحب ديانة سماوية، لا يخلط على الإطلاق بينها وبين عقيدة سياسية تعتدي على أرض الغير، ثم لا تجد حرجاً في أن تراها أرضاً لها!
كان اليهودي الأفغاني زفولون سيمانتوف مقيماً في العاصمة كابل، ولكنه قرر الرحيل عنها بمجرد تشكيل حكومة حركة «طالبان» برئاسة الملا محمد حسن، وقد سبقته زوجته وابنتاه ثم لحق بهما إلى إسرائيل، بعد أن غادر أفغانستان إلى نيويورك التي بقي فيها أسبوعين.

وعندما سألوه عن سبب المغادرة قال، إنه لا يخاف «طالبان»، وأن خوفه هو من تنظيم «داعش» الذي نفذ هجوماً على مطار العاصمة قبل وصول الحركة إلى الحكم، سقط فيه كثيرون، كان بينهم 13 أميركياً!
فهل كان هذا حقاً هو سبب المغادرة؟!... من جانبي أشك،وسبب شكي أن السبب المعلن من جانبه ليس مقنعاً، والمقنع أكثر أن يكون قد غادر بعد أن سمع المتحدث باسم «طالبان» يقول، إن حركته ستقيم علاقات دبلوماسية مع عواصم العالم كافة باستثناء تل أبيب. قد يكون هو قد فكر بهذه الطريقة تحت ضغط الخوف، وقد يكون قد اعتبر أن نية «طالبان» في عدم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل معناها أن تكون حكومتها على خصومة مع كل يهودي، وهذا بالطبع غير منطقي بدوره؛ لأن علينا أن نفرق بين اليهودي صاحب الديانة السماوية وفقط، وبين الإسرائيلي الذي يغلف ديانته بعقيدة سياسية.

وفي أول السنة كانت بغداد تتحدث عن اليهودي العراقي ظافر فؤاد إلياهو الذي رحل في مارس (آذار)، ليس عن العراق، وإنما عن الدنيا، وكان رحيله مناسبة متجددة للكلام عن يهود العراق الذين لم يعد عددهم يتجاوز العشرات في أحسن التقديرات!

والأمل ألا يرحلوا إلى خارج العراق بعد رحيل فؤاد عن الدنيا، وأن يبقوا في أماكنهم بوصفهم مواطنين عراقيين عليهم ما لكل عراقي من واجبات، أياً كانت ديانته، أو مذهبه، أو توجهه السياسي، أو لونه، أو قوميته، ولهم أيضاً ما لكل عراقي من حقوق.

وهذا هو الشيء نفسه الذي كان على «طالبان» أن تفكر فيه، ليس فقط مع سيمانتوف، فلقد رحل وانتهى الأمر، ولكن مع كل قومية أخرى بخلاف قومية البشتون التي تنتمي إليها الحركة، ففي الوطن متسع للجميع دائماً من دون تفرقة على أي أساس، وفي المواطنة مظلة تشمل الكل وتجعل رابطة كل واحد بوطنه هي نفسها رابطة الآخرين، مهما كانت الاختلافات بينهم على أي مستوى.
أقول هذا كله من وحي الزفاف البحريني اليهودي الذي أثار الشجون؛ لأنه أيقظ لدى البحرينيين في شأن حفلات الزفاف المماثلة، ما لم يسمعوا عنه في بلدهم من نصف قرن، ولأنه أيقظ لدينا في أرض العرب خارج البحرين ما يجب ألا نغفل عنه أو ننساه!

علينا ألا ننسى أن التنوع مصدر قوة في المجتمع، لا باب ضعف، أو وهن، أو شحوب، وأن بقاء اليهودي الأفغاني في بلاده التي اختارها أرضاً للعيش، كان مما يضيف في رصيد «طالبان» ولا يخصم منه، وكذلك الحال لو عاش ظافر فؤاد إلى اليوم، ومن بعدهما في كل بلد عربي أو إسلامي من قبل أفغانستان والعراق، وأتخيل أن هذا هو ما كانت السفيرة نونو تفكر فيه، حين قررت أن يكون زفاف ابنها على أرض وطنه، ووطنها، ووطن كل يهودي بحريني معهما.

وإذا كان حفل زفاف المنامة قد انتهى بانتهاء المساء الذي أضاءت الأنوار فيه، فمعناه سيبقى من بعد ذلك المساء، وسيكون بقاؤه إشارة إلى أن وطن اليهودي العربي هو بلده الذي نشأ على أرضه، لا إسرائيل، وأن ولاءه الوطني هنا حيث شبّ عوده ونضج وعيه، لا هناك حيث تختلط الديانة السماوية بالعقيدة السياسية!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زفاف البحرين الذي أثار الشجون زفاف البحرين الذي أثار الشجون



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:12 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"سانغ يونغ" تعّدل سيارات "Korando" الشهيرة

GMT 20:09 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفِ أفضل الأماكن لقضاء "شهر العسل" في إندونيسيا

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بسيسو يُثمن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية

GMT 04:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"Stratos" أول مطعم دوار في أبو ظبي لعشاق الرفاهية

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تطرح رسميًا "لاب توب "Elitebook 800 بمواصفات حديثة

GMT 02:28 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتنظيف الشعر في فصل الصيف

GMT 10:50 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

إصدار نسخة أقوى من سيارة "Land Rover Defender"

GMT 02:59 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سينما الفن السابع تعرض فيلم "حمى" في الرباط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib