على رُقعة الشطرنج

على رُقعة الشطرنج

المغرب اليوم -

على رُقعة الشطرنج

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

الزيارة التى قام بها إلى إيران الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودى، لم يكن من الممكن أن تتم فى غير هذه الأجواء التى طرأت على الإقليم. ويكفى أن نعرف أن العلاقة بين البلدين لم تشهد زيارة بهذا المستوى من عشرين سنة.

لم تكن حكومة المرشد الإيرانية فى أفضل حالاتها عندما تمت الزيارة، وكان هذا مما يمكن حسابه فى ميزان الرياض، وقد بدا المرشد وهو يستقبل وزير الدفاع السعودى مُرحبا ومبتسما، وكأنه يريد أن يقول إنه منفتح على المملكة وعلى الدول الجارة فى العموم، أو كأنه يرسل من الإشارات ما يريد بها أن يُطمئن الطرف الأمريكى ويهدئ فى تحفزه تجاه الإيرانيين.. أو هكذا ظهر الأمر من الصور التى نقلت تفاصيل الزيارة الفريدة.

ويمكن اعتبارها عنوانا لحركة سياسية متدفقة فى أرجاء المنطقة.. أما إشارة البدء فى هذه الحركة، فكانت يوم أن التقى الوفدان الأمريكى والإيرانى على مائدة واحدة فى العاصمة العُمانية مسقط ١٢ من هذا الشهر.

ولم يخطئ الذين وصفوا ما يدور أمامنا فى المنطقة بأنه أقرب إلى لعبة الشطرنج، وأن كل فريق يحرك أوراقه على الطاولة لعله يسبق الفريق الآخر.

فما كاد لقاء مسقط ينفض حتى كان عباس عراقجى، وزير الخارجية الإيرانى، الذى ترأس الوفد الإيرانى فى العاصمة العُمانية، قد طار إلى موسكو يلتقى الرئيس الروسى بوتين.. ولا هدف من زيارة كهذه إلا توظيف الورقة الروسية فى التفاوض الأمريكى الإيرانى حول المشروع النووى الإيرانى.. فليس سرا أن إقبال ترامب على تحسين علاقة بلاده مع روسيا يهدف من بين ما يهدف إلى تحييد الروس أو إبعادهم قدر الإمكان عن أن يصطفوا إلى جانب إيران إذا جرت مواجهة بينها وبين أمريكا.

من جانبها، حاولت طهران أن تجعل من وجود المفاوضات فى مسقط ورقة فى يدها، ولكن إدارة ترامب تنبهت فسارعت إلى نزع مفعول الورقة من اليد الإيرانية، واقترحت نقل الجلسة الثانية إلى روما التى انعقدت على أرضها الجلسة بالفعل. بعدها، راحت إيران تفتش فى جيبها عن ورقة بديلة، فوجدتها فى زيارة قام بها عراقجى إلى الصين بمجرد انتهاء أعمال جلسة روما!.

كل هذا ولا نزال فى حدود جلستين من مسار تفاوضى يعود فى بدايته إلى أيام أوباما، ولا حدود لما يمكن أن نتابعه على رقعة الشطرنج فى الأيام القادمة.. فالرقعة تتسع كل يوم لأوراق جديدة، واللعب عليها يجرى على مدار الساعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على رُقعة الشطرنج على رُقعة الشطرنج



GMT 17:44 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

الشهادة القاطعة

GMT 17:43 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

دروز سوريا… تاريخ لا يمكن تجاوزه

GMT 17:41 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

لا تطمئنوا كثيرًا..!

GMT 17:36 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

استنزاف الشرع أم تفكيك سوريا؟

GMT 17:34 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إعادة قراءة لتواريخ بعيون فاحصة

GMT 17:32 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إيران دون عقوبات: تمكين الحلفاء بديل النووي

GMT 17:30 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

هل عاد زمن العطارين؟

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:14 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

"غوغل" تطلق وحش الذكاء الاصطناعي السريع Gemini 2.5 Flash

GMT 12:31 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت26-9-2020

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 21:07 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

"إنستغرام" تختبر خاصية "الريلز" المقفلة

GMT 21:01 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

"غوغل" تكشف عن أحدث شريحة تسريع الذكاء الاصطناعي

GMT 20:59 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

أوروبا تكشف عن خطة لتصبح قارة الذكاء الاصطناعي

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 19:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib